118 :عدد المقالاتالاربعاء27.1.2021
 
 

 

الصحافة العربية :

34 - كيف تنظر إسرائيل إلى تعيين صديق الفلسطينيين مسؤولاً عن الملف الإيراني؟(بقلم: أمنون لورد/القدس/نقل عن إسرائيل اليوم)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí


المرشح البارز لمنصب المبعوث الأمريكي الخاص إلى إيران هو روبرت مالي. الرجل الذي سيعين للمنصب سيكون مسؤولاً عن إدارة الاتصالات مع إيران على استئناف الاتفاق النووي أو الطريق للعودة إليه. إذا كانت هناك أنباء سيئة – وهناك الكثير في الأيام القليلة منذ ترسيم بايدن رئيساً – فهي الإمكانية أن يعين روبرت مالي للمنصب، فعلاً. إسرائيل تعرف روبرت مالي جيداً. فحتى وقت مضى، كان رئيس مجموعة الأزمة الدولية، والمستشار لشؤون الفلسطينيين والشرق الأوسط لدى الرئيس كلينتون والرئيس أوباما، على حد سواء. في العام 2000، في أعقاب محادثات كامب ديفيد التي شارك فيها، كان هو الذي ألقى بالمسؤولية عن فشل المفاوضات على رئيس الوزراء إيهود باراك وبرأ ساحة ياسر عرفات. وتثبت فهمه في أوساط اليسار الدولي، بما في ذلك في إسرائيل. وعلى مدى السنين، بعد وفاة عرفات، طور علاقات مع الدائرة القريبة من أبو مازن.
موضوع النووي الإيراني ليس ضمن اختصاصه. وفي الأسبوع الماضي، نشبت عاصفة جماهيرية في دوائر المؤسسة الدبلوماسية وكبار المحللين حول روبرت مالي. فقد دافعت عنه المؤسسة الدبلوماسية، بينما يدعي معارضوه بأن مصداقية وزير الخارجية بلينكن ستتضرر إذا ما عين مالي، وسيضعف موقف الولايات المتحدة. في كانون الأول من السنة الماضية، وحد الصفوف بين “مجموعة الأزمة الدولية” والجسم الذي يترأسه دانييل ليفي المعروف في محيط إيهود باراك ويوسي بيلين سابقاً. وحسب المواقف التي عبر عنها ليفي ومالي مؤخراً، فإنهما قريبا جداً في الموضوع الفلسطيني من منظمة “بتسيلم”. والوثيقة التي أصدرتها المنظمة التي يترأسها مالي في منتصف كانون الأول 2020 يكشف نهجه، ويمكن أن يستنتج من خلال ذلك ما يتعلق بالدبلوماسيته الإيرانية، إذا كانت كهذه. وحسب فهمه، فإن على الإدارة الجديدة قبل كل شيء أن تصفي المبادرات التي حققها الرئيس ترامب في سنواته في البيت الأبيض. “هذه في الأفضلية الأولى”.
ويرى في المعالجة بين الحجارة الأساس للسياسة الفلسطينية هدفاً للإدارة، “خلق جمهور إسرائيلي يفهم نتائج وضع الاحتلال الدائم”. وهو يقصد على ما يبدو إبداء قبضة حديدية توضح للجمهور الإسرائيلي بأنه هناك ثمناً من الجانب الأمريكي على الاحتفاظ بيهودا والسامرة. وبالمقابل، فإنه يطالب الجمهور والقيادة الفلسطينية أن يتحدّوا الوضع الراهن بوسائل غير عنيفة ووفقاً للقانون الدولي. المهم هو الدحرجة إلى الوراء لتلك الميول في الميدان وفي المجال السياسي والقانوني، التي “مزقت (في السنوات الأخيرة) المشهد الدبلوماسي إرباً، ولا يمكنها أن تضمن حقوق الإنسان الأكثر أساسية للفلسطينيين”. ويرى في إسرائيل المشكلة، والحل ينطوي على معالجة هذه “المشكلة”، وهذا يتضمن وقف “الضم الزاحف”، على حد تعبيره، وحماية الفلسطينيين، بما في ذلك في شرقي القدس وفي غزة. غزة تعاني من وضع طوارئ إنساني نتيجة “للحصار”. كل موضوع تهديد الصواريخ على الجبهة الداخلية المدنية لا ينال موقفاً من جانبه. يقترح مالي استخدام الفيتو الأمريكي في الأمم المتحدة – أي الامتناع عن استخدام الفيتو – كوسيلة ضغط على إسرائيل. كان هذا فعل الوداع من إدارة أوباما في نهاية كانون الأول في 2016. وهو يؤمن بالعمل المشترك مع الاتحاد الأوروبي وباقي المحافل الدولية. كما أنه يقترح فرض الرقابة على استخدام إسرائيل للمساعدات الأمنية والعتاد الأمريكي.
في الترجمة إلى الساحة الإيرانية، يبدو روبرت مالي دبلوماسياً مستعداً في أقصى الأحوال أن يدفع ضريبة لفظية لغرض تحقيق عيش سكان إسرائيل بأمان. قيم المساواة والتماثل بين إسرائيل وعدائها، مثلما أيضاً إشراك الاتحاد الأوروبي، هي التي توجهه. وكان عارض الـ 12 مبدأ التي طرحها وزير الخارجية مايك بومبيو كشروط لرفع العقوبات عن إيران. إن من يريد أن يصفي إرث ترامب في الشرق الأوسط، وهذه هي الفكرة المرتبة لروب مالي، سيجلب هذه الرزمة إلى المجال الإيراني أيضاً. مالي هو النموذج الكلاسيكي لشخص ذي نهج أيديولوجي مؤيد جداً للفلسطينيين (وهذا النهج يعكس لدى الديمقراطيين تأييداً لإيران أيضاً) والذي يغطي عليها بلغة رسمية من النخبة الدبلوماسية الدولية.

Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article