118 :عدد المقالاتالاربعاء27.1.2021
 
 

 

الصحافة العربية :

36 - إشكاليات السياسة الخارجية الأميركية الجديدة: ملف العلاقة مع الجمهورية الإسلامية في إيران(زياد حافظ/راي اليوم)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí


حجر الزاوية للسياسة الخارجية الأميركية لإدارة بايدن في منطقة شرق الأوسط هو الملف النووي الإيراني. تصريحات الرئيس بايدن خلال الحملة الانتخابية تشير إلى رغبة في العودة إلى الاتفاق. لكن الملف النووي الإيراني يزداد تعقيدا يوما بعد يوم. فتصريحات الرئيس بايدن حول العودة إلى الاتفاقية مع إيران لا تعني شيئا إن لم يواكبها رفع العقوبات على الأقل تلك التي كانت مفروضة في إدارة أوباما. لكن السؤال هل بمقدور الرئيس المنتخب رفع العقوبات سؤال ليس من السهل الإجابة عليه لأن ضغط الكيان الصهيوني لن يتوقّف ولأن الكونغرس الأميركي مزاجه معادي لإيران. كما أن المواقف المؤيّدة للكيان الصهيوني عند الرئيس الأميركي وفريق سياسته الخارجية الصهيوني تجعل تصوّر أي تساهل مع الجمهورية الإسلامية لا يتجاوز التراجع اللفظي دون أن أي مردود على صعيد العقوبات أمر بعيد المنال كما صرّحت مديرة الاستخبارات الوطنية افريل هاينز.
في هذا السياق هناك نوعان من العقوبات: العقوبات التي كانت مفروضة قبل الاتفاق والعقوبات التي فرضتها إدارة ترامب. نلفت النظر أن العقوبات التي كانت مفروضة قبل الاتفاق لم ترفعها إدارة أوباما بعد التوقيع على الاتفاق. كل ما فعلته هو تحرير بعض الأموال المجمّدة. هذه الحالة لم تكن لتزعج كثيرا الجمهورية الإسلامية لأن الاتفاق فتح باب التعامل مع الدول التي قاطعتها في المراحل السابقة. أما عقوبات ترامب فكانت عقوبات أيضا بحق كل من يتعامل مع الجمهورية الإسلامية. هنا أيضا سيكون الصراع بين الرغبات والقدرات والنتيجة تحسمها موازين القوّة التي لم تعد لصالح الولايات المتحدة. ما يمكن توقّعه هو تخفيف لهجة المخاطبة عند الأميركيين ولكن دون أن يرافق ذلك خطوات ملموسة. أقصى ما يمكن أن نتوقّعه هو أن تغض النظر الإدارة الأميركية عن الأطراف التي لا تستطيع الالتزام بقرارات الحظر الأميركي وإدراج لائحة من الاستثناءات الواسعة. ما يمكن أن يؤدّي إلى رفع العقوبات هو الاعتراف (داخل الإدارة الجديدة) بالهزيمة في الصراع مع الجمهورية الإسلامية في إيران ولكن هذا أمر مستبعد في المرحلة الراهنة وربما المقبلة. قوّة “اليسار” في مكوّنات الإدارة الأميركية لا تنجر إلى الملفّات الخارجية إلاّ في قرارات المواجهة العسكرية.
الخيارات المتاحة أمام الإدارة الجديدة محدودة فلا مواجهة عسكرية بل ربما توترات أمنية متدرّجة ومتصاعدة دون الوصول إلى مواجهة مفتوحة كبيرة ولا تسوية سياسية إلاّ بالرجوع إلى ما قبل ترامب. ومهما نظرنا إلى الأمور فإن الجمهورية الإسلامية هزمت الولايات المتحدة بشكل استراتيجي لكنها لم تنعم بالنصر وستستمر الإدارة الجديدة بمنعها من النصر. ما يساهم في التنعم بالنصر أمران: قدرة الولايات المتحدة على تجاوز تفاقم الاستحقاقات في الداخل الأميركي وموقف الدول الأخرى كالاتحاد الأوروبي وسائر الدول في تجاوزهم للعقوبات الترمبية. في الشق الأول نعتقد أن الانقسامات الحادة الداخلية وحتى داخل الحزب الحاكم ستحول من إمكانية الاستمرار في سياسات عدوانية. أما دول الاتحاد الأوروبي ستكون أكثر حرصا على الاستفادة من عقود تجارية مع الجمهورية الإسلامية في إيران في ظل الانكماش الاقتصادي أو حتى الكساد الذي يهدد الولايات المتحدة. فالمصالح الأوروبية في الولايات المتحدة ستتأثر من جرّاء الانكماش/الكساد ما يفرض على الاتحاد الاوروبي فتح آفاق جديدة خارج الولايات المتحدة.
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article