118 :عدد المقالاتالاربعاء27.1.2021
 
 

 

الصحافة العربية :

38 - سقط ترامب وجاء بايدن: كيف تتغير معطيات المشهد الاستراتيجي في المنطقة(أ.د احمد القطامين/راي اليوم)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí


خلال السنوات الاربعة من حكم ترامب تعرضت فيها المعادلة الاستراتيجية في المنطقة العربية الى حالة تبعثرت فيها الاوراق والمعطيات واخرجت العديد من المسارات عن سكتها وحطمت الكثير من الثوابت وحشرت المنطقة برمتها في مسارات ضيقة للغاية جميعها تصب في مجرى واحد يقود الى الولوج تحت العباءة الاسرائيلية دون شروط طلبا للحماية والبقاء. اليوم وقد ذهب ترامب مذموما، مدحورا، ومدانا على المستويات الوطنية الامريكية وحول العالم ، كيف امسى المشهد الاستراتيجي في المنطقة؟ ليس هنالك ادنى شك ان تحولات كبرى سوف تتحدث نتيجة لسقوط ترامب المدوي.. من اهمها سيسدل الستار على الحرب في اليمن التي وصلت الى حالة من العبثية لم يسبق لها مثيلا في التاريخ المعاصر ويعتقد الكثيرون ان تحولات جيوسياسية واسعة سوف تحدث في منطقة الخليج نتيجة لانهاء تلك الحرب ونتيجة لعوامل اخرى كثيرة جميعها تقع تحت يافطة زوال ترامب وسياساته وانكشاف استراتيجي لحلفائه في طول المنطقة وعرضها.
احدى اهم التحولات الكبرى التي ستحدث نتيجة لسقوط ترامب هي عودة الولايات المتحدة الامريكية للاتفاق النووي مع ايران ورفع الكثير من العقوبات الحرجة عنها من اهمها السماح بتصدير النفط وازالة القيود على التعاملات الايرانية ضمن النظام المالي العالمي مما سيقود حتما على تضخيم هائل في القوة الايرانية وتعاظم غير مسبوق في قدرة ايران على التأثير في المنطقة العربية خاصة منطقة الخليج وبلاد الشام واليمن وربما مصر. اما فيما يتعلق بلبنان وسوريا وفلسطين فليس من المحتمل ان تحدث تغيرات استراتيجية هامة على المعطيات المتاحة حاليا لسبب مهم وهو ارتباط التطورات في هذه الاقطار العربية بالموقف المعادي لاسرائيل وهي نقطة لا يستطيع بايدن ان يفعل شيئا تجاهها خاصة ان المشهد السياسي والنفسي في اسرائيل ليس مؤهلا لتقديم حلولا وسطا مع الفلسطينيين او للجنوح للسلم معهم خاصة في ظل غياب الورقة الحرجة التي كان الفلسطينيون يستفيدون من دعمها وهي الورقة العربية التي تم ازالتها تماما من المعادلة بعد اتفاقيات التطبيع والتحالف المجاني مع اسرائيل من قبل العديد من الدول العربية. اما تركيا فسيكون امامها مسارا معقدا من الادوار لتسلكه لتجنب غضب الادارة الامريكية الجديدة بعد سنوات من الانحياز لمخططات ترامب في المنطقة وربما ستواصل تركيا توجهها الجديد بالعودة الى التنسيق التحالفي مع اسرائيل والحكومات المرتبطة وظيفيا بامريكا وذلك سعيا لتجنب المشاكل مع ادراة ترامب التي اعلنت مسبقا عداء واضحا لتركيا اوردوغان.
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article