118 :عدد المقالاتالاربعاء27.1.2021
 
 

 

الصحافة العربية :

63 - إلى وزراء الأردن: تواضعوا قليلا(بسام البدارين/القدس)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí


أنهت حكومة «الطموح والمشاريع» الحالية في الأردن «100» يوم في الحكم، بحيث أصبح التشريح والتعليق شرعيا. يبدو أن الطاقم الوزاري الحالي مع الاحترام لكل شخوصه لا يعمل بطريقة منسجمة ولا في سياق يظهر للجميع بأن الحكومة متضامنة وتعمل بصفة جماعية ومؤسسية، حيث تكثر المبادرات الفردية، وثمة زحام شديد على الميكرفونات، يقابله نسبة صمت تحتاج لتفسير عندما يتعلق الأمر بالإفصاح عن التفاصيل. ويبدو أن إشكالات التناغم بين أفراد الطاقم الوزاري تحتاج لمراجعة، ومن غير المستبعد أن يكون رئيس الوزراء يعرف ذلك، ولديه ملاحظات مماثلة، وبالتالي الطريقة الوحيدة لمعالجة هذا الإشكال هي الحد من ظهور الوزراء في الإعلام والتقليل من الكلام الكبير والكثير الذي يمكن الاستغناء عنه. كذلك تبني روايات موحدة، وقد تكون الطريقة الأسلم بعد 100 يوم وتقييم الأداء العودة إلى سيناريو تعديل وزاري، يتميز بالمرونة اللازمة، ويمنح الحكومة فرصة أفضل للإنجاز والتعبير عن نفسها مع إظهار قدر من الرشاقة تخفف الزحام.
تجربة وجود 3 نواب لرئيس الوزراء مع تداخل الملفات والصلاحيات قد لا تكون منتجة أو مفيدة، خصوصا وأن حجم الحكومة أصلا عريض، فهي حكومة واسعة وصلاحيات أفراد الطاقم فيها متداخلة. ولذلك يتحدث أعضاء مجلس النواب عن «قصور» في الإجابة على الأسئلة الدستورية، وأحيانا نلاحظ بأن الإجابة فيها قدر من الاجتهاد، أو لا تنبع من الاختصاص، وهي مسألة ينبغي أن تعالج. بين الملاحظات الأساسية حصول تجاوب يهدر الوقت من قبل بعض الوزراء مع ما يثار في المنصات التواصلية والإعلام الإلكتروني، علما بأن وقت الوزير ينبغي أن ينشغل بما هو أهم دوما، حيث الظروف تحتاج لعمل مجهد ولوقت طويل، بدلا من الانشغال في الرد على ما تقوله منصات التواصل لأن ما يناقشه ويدعيه ويقوله المتفاعلون على الشبكات المحلية مرهق ومتعب ولا يمكن اللحاق به. أحصيت شخصا عدد مرات ظهور واشتباكات أحد الوزراء مع ما ينشر على المنصات وفي المواقع وكان عدد ساعات الانشغال هنا على مقربة من عدد ساعات العمل المكتبي على الملفات، تلك معادلة لا يمكنها إلا أن تكون مختلة. الحديث مثلا عن تحويل الأردن إلى مركز إقليمي لتبادل الطاقة يحتاج لعمل كثير، ولسنوات ولا يتناسق مع وضعنا المربك في مجالات الطاقة، حيث تصرح الحكومة بأن المحروقات المحلية لا تتفق مع المواصفات الأردنية وفي الواقع لا نعرف سببا يدفع الحكومة وأحيانا الوزراء للمبالغة في الطموحات والإكثار من التوقعات والمشاريع وبصورة تعكس تناقضا في بعض التصريحات أحيانا.
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article