118 :عدد المقالاتالاربعاء27.1.2021
 
 

 

الصحافة العربية :

65 - نجاح الوزير بالعمل في الميدان: قاعدة ملكية متجددة في الأردن وثلاثة رسائل في زيارة الملك لمجلس الوزراء(راي اليوم)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí


يُمكن التقاط ثلاث إشارات سياسية مركزية عندما يتعلق الأمر بالزيارة الميدانية التي قام بها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الاثنين لمقر الحكومة حيث ترأس الملك جانبا من الاجتماع الدوري لمجلس الوزراء وتقدّم بتوجيهات ملكية جديدة قوامها التركيز مجددا على العمل الميداني. واعتبر الملك خلال ترأسه لاجتماع مجلس وزراء طارئ بعد ظهر الاثنين ان نجاح وبالتالي بقاء اي وزير بالحكومة يكمن بالتواصل مع الناس والتواجد في الميدان، الامر الذي دفع رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة لاحقا للإعلان عن الالتزام بالتوجيهات الملكية بالعمل الميداني المباشر. وتبرز الإشارة الأولى لما يريده من باب التلميح الملك التأشير على أن بقاء الوزراء مرتبط بالعمل الميداني وليس العمل عبر المكاتب ويعني التوجيه الملكي هنا اشارات ضمنية الى ان القصر غير راض عن اصرار بعض الوزراء في حكومة الخصاونة على العمل بعيدا عن الميدان ويفترض ان يقرأ الوزراء هذه الرسالة.
المسألة الثانية التي يمكن التقاطها في نفس السياق بعد زيارة الملك لمجلس الوزراء هي تلك المتعلقة بالحديث عن التقييم الملكي لإدارة الوزراء وهي تلميحات سياسية توحي ضمنيا بان فرصة التعديل الوزاري المرتقب على حكومة الدكتور بشر الخصاونة قد يصدر من اجلها ضوء اخضر افي الايام القليلة المقبلة مع ان الخصاونة نفسه غير حاسم في ورقة التعديل الوزاري. وكان عضو مجلس النواب المخضرم خليل عطية قد تحدث لمحطة فضائية المملكة ونقل عن الخصاونة قوله للكتل البرلمانية قبل جلسات الثقة بانه يريد اجراء تعديل وزاري على حكومته وتقليص عدد الحكومة الى 24 او 25 وزيرا علما بان عدد الوزراء حاليا يبلغ 32 وزيرا وهي واحدة من الحكومات العريضة جدا.
بمعنى آخر الزيارة الملكية تفتح المجال مجددا امام استحقاق التعديل الوزاري، وهنا كانت الرسالة الثانية في الزيارة الملكية.
وفي سياق الرسالة الثالثة لزيارة الملك لمجلس الوزراء يمكن استنتاج قرب اعلان عودة الدوام الرسمي في المدارس والجامعات ومختلف القطاعات حيث وجه الملك بان تفتح المدارس ابوابها مع مختلف القطاعات بشكل امن قريبا معربا عن اهمية ان يتم الفتح بمعنى العودة عن سياسات الاغلاق لأسباب فايروسية شريطة الاعتبارات الصحية الأمنية معتبرا أن ذلك مهم جدا بكل الأحوال. ويبدو أن هذه الزيارة لمجلس الوزراء ملكيا تؤشر على ان الضوء الاخضر صدر لوقف سياسات الحظر واغلاق القطاعات والعودة بالتدريج بعد تحسن المنحنى الوبائي الى فتح جميع القطاعات بعد سلسلة متراكمة من الخسائر الاقتصادية والتجارية. وأبلغ الملك مجلس الوزراء بان افتتاح المدارس ومختلف القطاعات بشكل امن مهم جدا ويتطلب من المواطن العزيز الالتزام بارتداء الكمامات وكل اجراءات السلامة مشددا على اهمية الاستمرار في تطوير مسيرة الدولة التي تدخل قريبا مئويتها الثانية. ويبدو أن الهدف الأبعد من الزيارة الملكية حسم الجدل والنقاش والتجاذب حول احتمالية أو سيناريو التعديل الوزاري لصالح دعم وتمكين حكومة الرئيس الدكتور بشر الخصاونة خصوصا بعد نيلها ثقة البرلمان وبعد رصد عدة مساحات للشعب على الحكومة حيث يمكن القول بأن الزيارة الملكية تفتح الباب المغلق على إمكانية إقرار تعديل وزاري في وقت قريب جدا.
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article