54 :عدد المقالاتالاثنين30.1.2023
 
 

 

الصحافة العربية :

25 - الأردني غاضب من الخارجية: بداية ظهور تباين بين الموقفين الشعبي والرسمي بعد استقبال نتنياهو وإدانة عملية القدس(القدس)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí

تقول الحملة الشعبية والسياسية التي انتقدت وبقوة تصريحا لوزارة الخارجية الأردنية تضمن “إدانة” عملية القدس التي ألهبت الأجواء حول ضفتي نهر الأردن، الكثير، خصوصا في الجزء المتعلق بوجود فارق بدأ يظهر وبوضوح من لحظة استقبال بنيامين نتنياهو في العاصمة عمان بين الموقفين الشعبي والرسمي تجاه تطورات الأحداث في فلسطين المحتلة. أصدر ائتلاف الأحزاب القومية في الأردن وهي أحزاب معارضة على الأرجح بيانا ينتقد فيه بشدة التصريح الصادر عن وزارة الخارجية ويعتبره مساسا مباشرا بمصالح الشعب الأردني والدولة الأردنية خلافا لأنه لا يمثل موقف الشعب الأردني.
التصريح الأكثر خشونة في الرد على ذلك التصريح الرسمي هو ذلك الذي صدر عن عضو البرلمان البارز خليل عطية والذي يصر على أن تصريح وزارة الخارجية حول عملية القدس البطولية الفدائية كما وصفها تنميط يشعرنا بالخزي خلافا لأنه تصريح معيب في الوقت الذي ينبغي فيه على الحكومة أن تعكس ليس فقط الإحساس بمصالح الدولة الأساسية الكبرى التي يمس بها المتطرفون في الجانب الإسرائيلي. واعتبر عطية في تصريح علني له أثار الجدل بأن ما ورد في بيان لوزارة الخارجية بخصوص عملية القدس أمس الأول (الجمعة) خلافا لأنه معيب حقا ولا يمثل الشرفاء في الشعب الأردني. والحملة اشتدت حتى عبر منصات التواصل الاجتماعي في انتقاد غير مسبوق لما ورد في بيان وتصريح رسمي لوزارة الخارجية عبر عن إدانة وزارة الخارجية الأردنية لعملية القدس مع أن ملاحظات بالجملة تبناها حتى سياسيون كبار من رجال الدولة تشير إلى أن البيانات التي تنطق باسم الحكومة الأردنية كان يمكنها استعمال صياغات أخرى غير كلمة الإدانة ومن بينها التعبير عن الأسف مثلا وفقا لأحد المراجع السياسية كما كان يجري في الماضي.
لكن ثمة اعتقاد بأن المواقف التي صدرت بخصوص عملية القدس عن دول عربية أخرى الأردن وضع بيضه السياسي في سلتها مثل مصر والإمارات هي التي اقتضت إدانة عملية القدس والمصادر التابعة للخارجية الأردنية تتحدث عن تصريح صيغ بعناية دقيقة وفي إطار قانوني يبقي الأردن فعالا بين الدول الكبرى والمؤسسات الأممية بموجب الالتزام بالشرعية الدولية والبعد القانوني في العمل الدبلوماسي حرصا على ثوابت الأردن في القضية الفلسطينية. لكن مثل هذا الخطاب لا يهضمه الرأي العام الأردني خصوصا وأن توزيع الحلويات بمناسبة عملية القدس الفدائية التي أنجزت بمسدس من قبل شاب شهيد حظيت بحالة سرور عامة في المدن الأردنية، لا بل وزعت الحلويات كما جرى في مدن الضفة الغربية. الأهم في المسار السياسي لحملة النقد العامة لبيان صدر عن وزارة الخارجية هو توجيه رسائل مباشرة للوزير المسؤول عن إدارة الدبلوماسية الأردنية أيمن الصفدي بالإضافة إلى انتقاد الموقف الرسمي حتى من قبل جبهة العمل الإسلامي المعارضة وإن كان بصورة أخف من جبهة الأحزاب القومية في عمان فيما غياب واضح للنقابات المهنية برمتها عن مجمل عملية الاشتباك. وتساؤلات تزداد بعد استقبال نتنياهو وإصدار تصريح يدين عملية القدس بعنوان مقدار تورط الأردن بعد الآن بمسارات التكيف بصورة تجعل الخارجية الأردنية تتخذ مواقف وتصدر بيانات مختلفة عن المضامين المطلوبة على الأقل باسم الشعب الأردني.
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article