54 :عدد المقالاتالاثنين30.1.2023
 
 

 

الصحافة العربية :

28 - بيان عربي مُتوقّع: على الفلسطينيين إنهاء احتلالهم للضفّة والاعتراف بجبل الهيكل(د. محمد أبو بكر)(راي اليوم)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí

إمّا أننا في آخر الزمان، أو على مقربة من يوم القيامة، أو أننا على مسافة قريبة جدا من سقوط العديد من الأنظمة التي أزيلت عن عوراتها ورقة التوت، التي لم تكن لتستر عورات هذه الأنظمة على مدى سنوات وسنوات. في عرف بعض الأنظمة العربية أيها السادة؛ لا يجوز للفلسطيني الدفاع عن أرضه، وترى أنّ إطلاق النار على الإسرائيليين هو عمل إرهابي، أمّا قتل الفلسطينيين من قبل قوات الإحتلال، وهدم البيوت وتدنيس الأقصى، فكلّ ذلك يمكن حلّه ببساطة من خلال بضعة بيانات شديدة اللهجة تندد وتشجب وتستنكر، وكان الله بالسرّ عليم.
أنظمة عربية تريد من الشعب الفلسطيني أن يستكين ويتقبّل الواقع، وأن يلتزم (الأدب)، وما في داعي لمزيد من إحراج هذه الانظمة، يكفي ما تعانيه، وكأنّ هذه الأنظمة تناشد وتتوسّل للفلسطينيين على النحو التالي .. مشان ألله لا تحرجونا يا جماعة، والله الوضع لا يحتمل، ما في داعي للمقاومة، خذوا فلوس ، بس ما بدنا هاي المقاومة التي لن تؤدي إلّا لتوتير الأوضاع، واحنا مو ناقصنا وجع راس، بكرة بنتبهدل من جو بايدن، وبن غفير مش رايح يرحمنا، ونتنياهو ماخذ الأمور عن جد! طبعا ؛ الشعب الفلسطيني سوف ينظر باستخفاف لهذه المطالب المشينة ، وحينها يأتي الردّ العربي من أنظمة التطبيع وأخواتها، حين يصرّ هؤلاء على قلب كل المفاهيم، في الوقت الذي لم نعد فيه نفهم ما يجري، هل نحن فعلا أمّة عربية واحدة ؟ هل نعيش في زمن الإنحطاط، أم أنّ كل ذلك مجرّد أحلام مزعجة نراها في ليلنا الحالك السواد؟
غدا؛ ربما ننتظر بيانات من نوع آخر، ولا تستغربوا شيئا أيّها العرب، ربما تصدر وزارة خارجية تابعة لنظام تطبيعي بيانا شديد اللهجة يطالب بانسحاب الفلسطينيين من الضفة الغربية، وإنهاء إحتلالهم لها، والإعتراف ب ( جبل الهيكل) الذي كان يسمّى سابقا عند المسلمين بالمسجد الأقصى، فكلّ شيء متوقع من أنظمة العمالة والنجاسة. لست معتادا على توجيه الشتائم أو السباب ، فتربيتي تمنعني من ذلك، غير أنني أحيانا أرغب باستخدام كل أنواع الشتائم، صغيرها وكبيرها لبعض الأنظمة المحسوبة علينا كعرب ، فمن غير المعقول أن تهوي هذه الأنظمة للدرك الأسفل من الإنحطاط والنذالة ، في الوقت الذي يمتشق الشعب الفلسطيني سيف العزّة والكرامة دفاعا عن كلّ الأمّة، وليس فلسطين وحدها . عندي رغبة بالشتم.. سامحني أخوي أبو خالد، بدّي أفقع .. شو أعمل؟ على كل حال.. لعنة الله على كل متآمر على قضيتنا الفلسطينية، وقبلة على جبين كل شهيد وأمّ شهيد على أرض فلسطين الطاهرة التي باتت على مرمى حجر من العودة المظفّرة لأهلها.. لأهلها فقط!
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article