97 :عدد المقالاتالثلاثاء23.2.2021
 
 

 

الصحافة العربية :

21 - هل أعاد قُرب كشف السريّة الأمريكي عن تقرير مقتل خاشقجي حملة مُقاطعة البضائع التركيّة في السعوديّة؟(خالد الجيوسي/راي اليوم)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí


هُناك عدّة أسباب تحليليّة يُمكن أن تُفسّر عودة حملة المُقاطعة السعوديّة للبضائع التركيّة، وأهمّها لعلّه اقتراب موعد رفع السريّة الأمريكي عن تقرير استخباراتي قد يكشف الأسرار الأخيرة لجريمة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، والتي كان قد توعّد الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان بكشفها، وأكّدت استخباراته بعد وقوع الجريمة في القنصليّة السعوديّة في تركيا، بأنها أطلعت الأمريكيين على تفاصيلها. بكُل الأحوال ترى أوساط تركيّة، بأنّ الملف قد يخدم الرئيس التركي في عُلاقاته المُتراجعة مع إدارة الرئيس جو بايدن، ولعلّ عودة تصدير حملة مُقاطعة تركيا بعد خُفوتها في السعوديّة قد يشي بالكثير. وفي بيانٍ جديد، عادت الحملة الشعبيّة لمُقاطعة المُنتجات التركيّة، والتي كانت قد انطلقت في أكتوبر 2020، تجديد أو استمرار وقف التعامل مع المُنتجات التركيّة شعبيّاً، وعدم القُبول ببيعها، مع تعهّد المتاجر بعدم استيراد المُنتج التركي.
وكانت المحال التجاريّة السعوديّة، قبل أشهر، قد وسمت البضائع التركيّة بالعلم التركي، وجمعتها في أماكن بارزة لمُقاطعتها، لكنّ هذه الحملة كانت قد اصطدمت بحملة أخرى لمُقاطعة المُنتجات الفرنسيّة، على خلفيّة تطاول فرنسي كاريكاتوري على رسول الإسلام محمد الإكرم، في حين لم تتصدّر تلك الحملة الأسواق السعوديّة، بقدر ما تسبّبت في حينها في تراجع مُقاطعة البضاعة التركيّة “المُسلمة” بنهاية الأمر. وأعاد بيان الحملة الشعبيّة، التّأكيد على أنّ تواجد أيّ بضائع تركيّة في المتاجر السعوديّة، يعني عدم التزام بالبيانات السابقة خلال انطلاقة الحملة قبل نحو أربعة أشهر، واستِخفافاً بالمُستهلك السعودي. وبدا أنّ الأسباب المُعلنة لعودة تلك الحملة، هو لاستمرار العداء التركي، وإعلانهم رسميّاً “خريطة أطماعهم” في المنطقة، ولأن السعوديّة وقيادتها خطٌّ أحمر، ولا يُقبَل المساس بها.
من النّاحية الرسميّة، لا تزال حملة المُقاطعة السعوديّة ضمن الإطار الشعبي، ولم يصدر عن السلطات السعوديّة أيّ تعميم أو بيان رسمي يطلب مُقاطعة تركيا، ومُنتجاتها، كما يكون لافتاً بأنّ القنوات السعوديّة الخاصّة لا تزال بحالة إقبال على تعريب الدراما التركيّة، وإنتاجها عربيّاً بشَكلٍ منسوخ، هذا عدا عن الهوس المنصّاتي الشّبابي السعودي مع عرض مُسلسلات تركيّة، وتتبّع نُجومها، وحكاياتهم. وكانت إحدى القنوات التركيّة الحكوميّة، قد أعادت عرض خريطة تظهر سيطرة النفوذ التركي بالأحمر على الأراضي السعوديّة بالكامل تناولتها “رأي اليوم” في مادة سابقة، إلى جانب أراضي دول عربيّة أخرى، ومناطق روسيّة، وهي توقّعات نُفوذ مُستقبليّة لتركيا وفق كاتب أمريكي، وهي الخريطة (خريطة أطماعهم) التي يبدو أنه أشار لها البيان السعودي الشعبي للمُقاطعة، وأغضبت السعوديين، وأعادت الحملة للواجهة. وتفاعلاً مع البيان الشعبي، والذي لا يُمكِن أن يصدر دون إيعاز رسمي وفقاً لأوساط سعوديّة، تصدّر وسم “هاشتاق”، “صفر تعامل مع تركيا” وسوم “تويتر” في المملكة، وشهد تفاعلاً واسعاً بآلاف التغريدات، وتنديدًا بالخريطة، لكنّ اللّافت أنّ ردّة فعل السعوديين على تلك الخريطة، جاء غير فوريّاً مع نشرها، وهو ما يشي بأنّ أسباب سياسيّة أخرى أعادت الرغبة السعوديّة لتفعيل حملة المُقاطعة للأتراك، وهي حملة تركت أثرها السّلبي على الاقتصاد التركي، حيث تراجعت الصّادرات التركيّة إلى السعوديّة بنسبة 92 بالمئة، ووفقاً لآخر التقارير التركيّة بالخُصوص.
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article