97 :عدد المقالاتالثلاثاء23.2.2021
 
 

 

الصحافة العربية :

53 - المستر هنري ورفاقه: أسئلة حرجة من طاقم سفارة واشنطن للأردنيين(راي اليوم)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí


لسبب يمكن طبعا توقعه بدأ طاقم السفارة الأمريكية في العاصمة الأردنية ومنذ أربعة اسابيع على الأقل ليس بتكثيف اتصالاته ومشاوراته مع العديد من الشخصيات الوطنية والسياسية الأردنية. ولكن بطرح أسئلة حصة كبيرة منها تتمركز حول ما جرى في الانتخابات النيابية الأخيرة ودلالات مراكز قوى الواقع الآن في سلطة البرلمان. يبدو جليا أن الإكثار من طرح الأسئلة الهدف منه على الأرجح إعداد سلسلة تقارير معمقة يمكن أن توضع على طاولة وزير الخارجية الأمريكي الجديد أنتوني بلينكن مما يعني فرضيا أنها ستوضع لاحقا على طاولة الرئيس جو بايدن والذي تحدث حتى الآن هاتفيا مع زعيم عربي واحد فقط هو الملك عبد الله الثاني. زار السفير الأمريكي الجديد الذي عينته في عمان إدارة الرئيس دونالد ترامب في أيامها الأخيرة هنري ووستر قبل نحو أسبوعين رئيس مجلس النواب الأردني الجديد أيضا عبد المنعم العودات.
السفير ووستر بالنسبة لقطاعات واسعة من نخب الأردن هو صاحب نظرية “الأردن الجديد” لكن بعيدا عن تلك النظرية ردد اعضاء في البرلمان مقولات وتسريبات عن اهتمام السفير الأمريكي بفهم الاسباب التي قادت او تقود لاستمرار وجود نسخ بعض التشريعات والقوانين في أدراج مجلس النواب لفترة طويلة من الزمن. يبدو أن طاقم السفارة الأمريكية مهتم ببعض التشريعات التي يؤجل الأردنيون طرحها مرّة تلو المرّة، وقد يكون من بينها تعديل خاص له علاقة بعقوبات الاتجار بالبشر. وقد يكون من بينها تعديل قانوني له علاقة بالشفافية المالية وثالث له علاقة بالاستثمار ورابع مرتبط بتجربة تمويل الأحزاب وتنمية الحياة الحزبية. وهنا حصريا يطرح الطاقم الأمريكي أسئلة بدأت تتجوّل وسط الأوساط والصالونات السياسية مع ملاحظة أن المكتب الدائم لمجلس النواب لم يجتمع إلا مرة واحدة فقط حتى الآن. وسط تلك الجولة من أسئلة الطاقم الدبلوماسي الأمريكي يتفحّص المعنيون فرصة إقامة حوار مع قوى أساسية في المجتمع من بينها وأبرزها التيار الإسلامي. الأسئلة التي سمعتها “رأي اليوم” من وزراء ومعارضين طرحت من قبل السفارة قد تبدو حرجة لكنها بكل الأحوال سياسية بامتياز.
يسأل الطاقم مثلا: كيف تفترضون بأن التعددية الحزبية يمكن أن تنجح وتنمو في ظل اعتبارات أمنية فقط؟ يسأل أيضا: قد نشتري رواية عزوف المكون الأردني من أصل فلسطيني عن صناديق الانتخاب.. لماذا لم يعالج هذا الأمر حتى الان؟ السؤال الأكثر تفصيلا: كيف تم السماح بإقصاء مكونات اجتماعية مهمة جدا وعريضة عند تعيين مجلسي الوزراء والأعيان مؤخرا؟ يبدو طاقم السفير ووستر مهتم فعلا بفهم ما الذي جرى في عُمق الدولة الأردنية بخصوص تهميش وإقصاء العديد من الشرائح والمكوّنات الاجتماعية وحتى العشائرية أيضا في الانتخابات الأخيرة. يُحاول الأمريكيون أيضا فهم النزاع العلني الذي حصل مؤخرا بين المركز الوطني لحقوق الإنسان والهيئة المستقلة لإدارة الانتخابات. ثمّة سُؤال يتردد بصورة خافتة على اللسان الأمريكي له علاقة بجدل المصانع والاستثمار: هل تحظى التحرشات بالمصانع بدعم خفي من أي جهة؟ سُؤال آخر مُهم: لماذا لا تتطور فعلا آليات النظام الانتخابي في بلدكم؟ ثمة أسئلة تفصيلية أكثر يريد طاقم السفارة البحث عن إجابات عنها ولها علاقة حصرية بما جرى مع مرشحين محددين في الانتخابات الأخيرة مع استفسار فرضي يزعم بأن الانتخابات لو أعيدت لنجح فقط 8 نواب من 130 نائبا تم إعلان فوزهم.
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article