97 :عدد المقالاتالثلاثاء23.2.2021
 
 

 

الصحافة العربية :

73 - إسرائيل تُواصِل محاولاتها لتكريس روايتها بأنّ المصريّ أشرف مروان كان جاسوسًا ممتازًا(راي اليوم)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí


تواصل إسرائيل مساعيها لتكريس الرواية التي تؤكّد أنّ صهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، أشرف مروان، كان أحد أهّم العملاء الذين تمكّنت إسرائيل من تجنيدهم للعمل لصالحها، وعلى الرغم من أنّ قضية مروان قد تمّ معالجتها من جميع النواحي تقريبًا، إلّا أنّ التلفزيون الإسرائيليّ شبه الرسميّ (كان 11) عرض فيلمًا وثائقيًا جديدًا عن الرئيس المصريّ الأسبق، أنور السادات، تطرّق إلى عمل مروان مع المخابرات الإسرائيليّة. الفيلم تناول الحياة الشخصيّة للرئيسيْن عبد الناصر والسادات، وأكّد أنّ عبد الناصر رفض زواج مروان من ابنته، وأنّه لم ينفّك عن محاولاته لفسح الزواج، إلّا أنّه لم يتمكّن من ذلك بسبب رفض ابنته المطلق للضغوط التي مارسها عليها، ولكن من الناحية الأخرى شدّدّ الفيلم على أنّ عبد الناصر لم يتقبّل مروان لأنّه كان يشُكّ فيه، بالإضافة إلى أنّه كان “يعشق الجنس اللطيف”، على حدّ قول التلفزيون الإسرائيليّ، ولم تشفع لمروان جميع محاولاته لإصلاح ذات البين مع ناصر، واستمرّت العلاقة المضطربة بينهما حتى رحيل الرئيس ناصر في الـ28 من شهر أيلول (سبتمبر) عام 1970.
الفيلم، الذي اعتمد على مقابلاتٍ مع قادة الأجهزة الأمنيّة في تلك الفترة، أكّد أنّه مع استلام السادات مقاليد الحكم في مصر بات مروان رجلاً مؤثرًا في دوائر صنع القرار، زاعمًا في الوقت عينه أنّ عائلة السادات “استخدمت” مروان من أجل البحث عن رجال في السلك الدبلوماسيّ المصريّ لكي يتزوّجوا بنات السادات، وأكّد الفيلم في السياق عينه أنّ “اختراق” مروان للسادات أبرز عمق الفروقات بين ناصر والسادات، إذْ أنّ الأخير لم يتقبّل المعاملة السيئّة لمروان وقام باحتضانه، وهو الأمر الذي يُفسّر ربّما حصول الـ”جاسوس الأهّم في تاريخ إسرائيل” على معلوماتٍ حساسّةٍ حول حرب 1973. وفي هذا السياق قال رئيس جهاز الموساد الأسبق، شفطاي شافيط، إنّ أشرف مروان كان جاسوسًا ممتازًا وزوّد إسرائيل بمعلوماتٍ ذهبيّةٍ حول التحضيرات المصريّة-السوريّة لشنّ الحرب في العام 1973، ولكنّه أضاف أنّ الخلاف بين الموساد وشعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان) منع إسرائيل من الاستعداد للحرب ومنع الدولتيْن العربيتيْن من مباغتة إسرائيل. يُشار إلى أنّ الموساد الإسرائيليّ كان يُطلِق على مروان لقب “الملاك”.
وأردف شافيط قائلاً إنّه “لو تمكّنت إسرائيل من تجنيد أربعة أوْ خمسة عملاء من نوعية أشرف مروان لكانت بألف خير، لأنّ المعلومات التي قدّمها للموساد كانت على درجةٍ كبيرةٍ من الحساسيّة والأهميّة للأمن القوميّ للدولة العبريّة”. وهكذا بعد مرور أكثر من 14 عامًا على وفاة المصري أشرف مروان في لندن، في ظلّ ظروفٍ غامضةٍ لم يُكشف عنها حتى اليوم، ورغم مرور 48 عامًا على “حرب أكتوبر” 1973، التي فوجئت بها إسرائيل، لا يزال النقاش داخل المؤسسة الأمنيّة في تل أبيب حامي الوطيس حول مروان: هل كان من أهّم عملاء إسرائيل منذ تأسيسها، أمْ أنّه كان عميلاً مُزدوجًا شارك بتوجيهاتٍ من القيادة المصريّة في عملية الخداع قبيل اندلاع الحرب؟. جديرٌ بالذكر أنّ الفيلم الإسرائيليّ الجديد لم يتطرّق إلى وجهة النظر المصريّة حول مروان، كما أنّه لم يتناول لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ ظروف وفاته أوْ انتحاره أوْ قتله في العاصمة البريطانيّة، لندن.
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article