68 :عدد المقالاتالخميس30.3.2023 الموافق 8 رمضان
 
 

 

الصحافة العربية :

27 - العراق يطوق أزمة دبلوماسية مع البحرين بسبب تحركات القائم بأعماله(العرب)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí

- (الخارجية العراقية تعيد القائم بأعمالها مؤيد عبدالرحمن إلى بغداد بعد استدعائه من الخارجية البحرينية بسبب تحركاته لتنظيم زيارات شيعية إلى النجف وكربلاء - توتر جديد في خضم انصهار خليجي في مسار تسوية الخلافات):
بغداد – يثير استدعاء البحرين القائم بالأعمال العراقي مؤيد عبدالرحمن "لمخالفاته المتكررة للأعراف الدبلوماسية" مخاوف من توتر جديد في بين بغداد والمنامة خصوصا وأنه يأتي في وقت تتأهب المنطقة إلى إنهاء الخلافات إثر الاتفاق السعودي الإيراني على استئناف العلاقات. ولئن سارع العراق بتطويق التوتر بإعادته القائم بأعماله في البحرين إلى بغداد وذلك "حفاظا على الأعراف الدبلوماسية"، وفق المتحدث باسم الخارجية العراقية أحمد الصحاف، وبيان للخارجية البحرينية، لكن عدم توضيح البلدين طبيعة المخالفات التي ارتكبها عبدالرحمن فتح الباب أمام عدة تأويلات وتفسيرات لم تخرج جلها عن تحركات تتعلق بالطائفة الشيعية في البحرين. واعتبر الصحافي العراقي عدنان أبوزيد، أن الخطوة البحرينية تأتي بعد تحركات قام بها القائم بالأعمال العراقي بهدف تنظيم زيارات شيعية إلى النجف وكربلاء.
وقال عبر حسابه على تويتر "القائم بالأعمال مؤيد أجرى اتصالات بجماعات شيعية داخل البحرين، وتردد على مجالسهم وأوضح لهم ان العراق كدولة تقف معهم ضد ظلم السلطات الحاكمة ، حسب مصدر لي كان يتواصل باستمرار معهم وينظم وفود اجتماعية ودينية لزيارة النجف وكربلاء.. كما ينظم توافد الطلاب الشيعة للدراسة في حوزات النجف". ومن جانبه، أكد الصحافي العراقي سفيان السامرائي أن "تردد القائم العراقي في البحرين على المجالس الشيعية الحسينية الخاصة المعارضة، هي تدخل بشؤون المملكة البحرينية ولهذا تم استدعائه". وأضاف أن "الحرس الثوري خلال فترة حكومة الكاظمي والزيارة العاشورائية الماضية قام باجتماع سري بالنجف مع عناصر من المعارضتين الشيعية السعودية والبحرينية وفي وقت سابق من مساء الثلاثاء، أعلنت الخارجية البحرينية في بيان، أن "الوزارة استدعت القائم بالأعمال العراقي وأبلغته عن بالغ أسفها واستيائها لمخالفاته المتكررة للأعراف الدبلوماسية".
وقام عبداللطيف الزياني وزير الخارجية البحريني، بـ"إبلاغ القائم بالأعمال العراقي استنكار الوزارة الشديد لما قام به مؤخرا من تصرف غير مقبول يتنافى مع البروتوكولات الدبلوماسية في المملكة". وأضافت الوزارة، أن هذا التصرف (الذي لم تعلنه) "يتعارض مع مهام عبدالرحمن الدبلوماسية كقائم بالأعمال لسفارة العراق في البحرين، باعتباره تدخلا مرفوضا في الشؤون الداخلية البحرينية". وحسب البيان ذاته، سلم وزير الخارجية البحريني، القائم بالأعمال العراقي "مذكرة احتجاج رسمية بهذا الخصوص". وكان تفاعُل العراق سريعا في مستوى الرد على الخطوة البحرينية، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف، لوكالة الأنباء العراقية إن "وزير الخارجية فؤاد حسين وجه بإعادة القائم بالأعمال العراقي لدى البحرين إلى مركز الوزارة في بغداد". وأضاف الصحاف، أن "هذا الإجراء يأتي تعزيزا لمكانة الدبلوماسية العراقية التي تنتهجها الوزارة في الحفاظ على الأعراف الدبلوماسية"، دون مزيد من التفاصيل.
وبحسب السيرة الذاتية للقائم بالأعمال العرقي في البحرين الذي لا يملك حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، هو من مواليد محافظة كركوك العراقية، وكان ملازماً طياراً في وزارة الدفاع العراقية عام 1982، قبل أن يشغل مناصب دبلوماسية في عدد من السفارات منها تركيا وجورجيا والمكسيك. وكان القائم بالأعمال في سفارة العراق بالمنامة قد بحث مع مسؤولين بالبحرين في 7 مارس الجاري، إعادة فتح خط الطيران المباشر بين البلدين، والتقى وزير المواصلات والاتصالات محمد بن ثامر الكعبي في مقر وزارة المواصلات بالمنامة. وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين والتنسيق، لتقوية أواصر التعاون في المجالات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، لا سيما قضايا المواصلات، وإعادة فتح خط الطيران المباشر بين البلدين، بما يخدم مصالح البلدين والشعبين، لتعلن شركة الخطوط الجوية العراقية بعد اللقاء بيوم عن قرب تسيير رحلات مباشرة بين البحرين والعراق. ونشرت الشركة على حسابها في وسائل التواصل الاجتماعي أن "إدارة الخطوط الجوية العراقية تعلن عن قرب تسيير رحلات مباشرة بين العراق والبحرين"، إلا أن مصدراً بحرينياً مسؤولاً نفى الأمر. مؤكداً أنه "ليس هناك أي جديد يتعلق باستئناف الرحلات الجوية الآتية والمغادرة من وإلى العراق".
وبحسب المتداول، فإن تعليق الرحلات بين البحرين والعراق وذلك حتى إشعار آخر، يعود لدعم جهود مواجهة وباء كورونا في المملكة، بحسب ما ذكرته شؤون الطيران المدني البحرينية في فبراير (شباط) 2020. وتشهد العلاقات بين البلدين توترا بين حين وآخر، خاصة بعد أحداث دوار اللؤلؤة في العاصمة البحرينية المنامة في عام 2011. ولم تكن أزمة استدعاء السفير العراقي في البحرين وتوجيه مذكرة احتجاجية له الأولى، ففي أبريل 2019، القائم بأعمال سفارة العراق، نهاد العاني، احتجاجا على بيان صادر عن الزعيم العراقي، مقتدى الصدر، قالت إنه "تم الزج فيه باسم المملكة، ويمثل إساءة مرفوضة لها وقيادتها، ويعد تدخلاً سافراً في شؤونها"، ورفضت الخارجية العراقية، وقتها تلك الاتهامات. كما سلمت وزارة الخارجية العراقية في أبريل 2019 مذكرة احتجاج للسفير البحريني في بغداد خلفية التصريحات التي صدرت عن وزير خارجية البحرين، اتهم فيها العراق بأنه يقع تحت سيطرة دولة أخرى، فضلاً عن الإساءة إلى الرموز الدينية، والسياسية العراقـية.
وفي يوليو 2019، استدعت الخارجية البحرينية، سفيرها لدى العراق، صلاح المالكي، للتشاور على خلفية اقتحام مبنى السفارة في العاصمة بغداد من قبل محتجين عراقيين على خلفية استضافة المنامة مؤتمرا بشأن مناقشة إحلال السلام في الشرق الأوسط. في يونيو 2016، استدعت وزارة الخارجية البحرينية السفير العراقي في المنامة، معلنة رفضها تدخل جهات عراقية بقضية اسقاط الجنسية عن رجل الدين الشيعي البارز عيسى قاسم. ويقف تمثيل العراق والبحرين حاليا عند مستوى القائم بالأعمال، وسبق أن ظل التمثيل الدبلوماسي العراقي عند هذا المستوى منذ حرب الخليج في 1991 وحتى اعتماد المنامة سفيرا للعراق في 2001.
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article