68 :عدد المقالاتالخميس30.3.2023 الموافق 8 رمضان
 
 

 

الصحافة العربية :

54 - دي ميستورا يعتزم إجراء مشاورات حول الصحراء قبيل إحاطته في مجلس الأمن(محمد ماموني العلوي)(العرب)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí

- (مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية يعتزم إجراء نقاشات تضم ممثلين عن المغرب وجبهة بوليساريو والجزائر وموريتانيا - نحو حلحلة ملف شائك):
الرباط - يعتزم مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية ستيفان دي ميستورا إجراء مشاورات غير رسمية بمقر الأمم المتحدة في نيويورك تضم ممثلين عن المغرب وجبهة بوليساريو والجزائر وموريتانيا. يأتي ذلك مع اقتراب موعد إحاطة المبعوث الأممي أمام مجلس الأمن المقررة في أبريل المقبل، والتي ستحمل جديد جولاته وجهوده مع مختلف الأطراف لحلحلة ملف الصحراء المغربية. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن هذه المشاورات غير الرسمية ستجري بحضور أعضاء ما تسمى "مجموعة أصدقاء الصحراء” بما فيها إسبانيا والولايات المتحدة وروسيا والمملكة المتحدة وفرنسا، والغرض منها “مناقشة الدروس المستفادة في العملية السياسية لتعميق دراسة المواقف ومواصلة البحث عن صيغ مقبولة للطرفين لدفع العملية السياسية نحو الأمام".
وأوضح هشام معتضد الأكاديمي والخبير المغربي في العلاقات الدولية أن هذه الحركة الدبلوماسية من طرف دي ميستورا تندرج في سياق الاستعداد لتقديم إحاطته بخصوص ملف الصحراء المغربية. ولفت معتضد في تصريح لـ"العرب" إلى أن المشاورات الثنائية تحت إشراف مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء تسعى لإعطاء فرصة للدفع بعملية التسوية السياسية لهذا الملف بعيدًا عن المزايدات التي انخرطت فيها جبهة بوليساريو، خاصة بعد التطورات التي عرفتها قضية الصحراء على المستوى القاري والدولي. وأقر تقرير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي وزع على أعضاء مجلس الأمن في الثالث من شهر أكتوبر الماضي مسألة الحل السياسي التوافقي الواقعي والعملي، وترسيخ المائدة المستديرة كآلية وحيدة للحوار والنقاش بين الأطراف، دون الأخذ بعين الاعتبار تعبير الجزائر للمبعوث الشخصي للأمين العام عن ارتيابها من هذه الوسيلة.
وتأتي هذه الدعوة ضمن جهود تنفيذ قرار مجلس الأمن الأخير رقم 2654 الصادر في أكتوبر 2022 الذي يؤطر عمل البعثة الأممية كما يؤطر المساعي والجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومبعوثه الشخصي. ويواصل عدد من الدول الأعضاء في مجلس الأمن من بينها الولايات المتحدة الدعوة إلى استئناف مفاوضات “الموائد المستديرة الرباعية” بين المبعوث الأممي والمغرب وجبهة بوليساريو والجزائر وموريتانيا. وقام دي ميستورا بجولة إقليمية السنة الماضية قادته إلى المغرب والجزائر ومخيمات تندوف وموريتانيا. وخلال زيارة دي ميستورا إلى المغرب ذكر الوفد المغربي بثوابت موقف المغرب كما جدد العاهل المغربي الملك محمد السادس التأكيد عليها في خطابه بمناسبة الذكرى الـ46 للمسيرة الخضراء في السادس من نوفمبر 2021، من أجل حل سياسي قائم بشكل حصري على المبادرة المغربية للحكم الذاتي في إطار السيادة الوطنية والوحدة الترابية للمملكة.
كما حضر دي ميستورا في مؤتمر ميونخ للسياسات الدفاعية والأمنية في فبراير الماضي بهدف إجراء مزيد من المشاورات في هذا الصدد على هامش الحدث. واعتبر معتضد أن الظروف المحيطة بالملف في جانبها الدولي تقف كلياً إلى صف عدالة قضية الصحراء المغربية نظراً للدعم الكبير الذي عبر عنه المنتظم الدولي للطرح المغربي واستنادا إلى الشرعية التاريخية للملف، بالإضافة إلى التفاعل الإيجابي للعديد من الدول مع سياسة التمثيليات الدبلوماسية على مستوى الأقاليم الجنوبية للمغرب. وتزامنت دعوة دي ميستورا مع ظروف جيوسياسية تمر بها المنطقة وحديث الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون عن أن العلاقات مع المغرب وصلت إلى الطريق المسدود، وأن نظامه سيستمر بدعم مشروع بوليساريو الانفصالي مهما كلف الأمر، دون تحمل المسؤوليات القانونية والسياسية عما يقع داخل مخيمات تندوف من انتهاكات حقوقية وتورط لأعضائها في الجريمة المنظمة وأنشطة عصابات التهريب الدولي والجماعات المسلحة في دول الساحل جنوب الصحراء.
وجدد دوجاريك في فبراير الماضي التأكيد على أن هدف جهود دي ميستورا التي يتابعها الأمين العام للمنظمة الأممية شخصيا هي “من أجل إحراز تقدّم نحو تحقيق حل عادل مستدام، واقعي ومقبول من الطرفين في مسألة الصحراء، تماشيا مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة”. وشدد معتضد على أن التوصل إلى توافقات بشأن القضية تنخرط في عرقلته بشكل مباشر وواضح السلطات الجزائرية، حيث أن اختيارها منحى التصعيد ضدًا على التوجهات الدولية ورغبة المنتظم الدولي لإنهاء هذا النزاع، يعمق ارتباطها المسؤول بهذه القضية ومعاكستها لمسلسل التسوية السياسية التي تسعى جاهدة الأمم المتحدة لتنفيذها من أجل حل نهائي وعادل لقضية الصحراء المغربية. وأوضح الخبير المغربي في العلاقات الدولية أن دي ميستورا ومن خلال مباحثاته يعي جيدًا تعقيدات الملف خاصة وأن الطرف الجزائري لا يتمادى فقط في نفيه للارتباط المباشر بالنزاع، وإنما يدبر هذا الملف من منطلق أيديولوجي عسكري خارج التاريخ وبعيدًا عن الحقائق التاريخية والتطورات الدولية وتوجه المنتظم الدولي.
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article