58 :عدد المقالاتالجمعة26.4.2024
 
 

 

الصحافة العربية :

38 - فيصل القاسم لامس 22 مليون عربي بحكاية فقره وجوعه(سامر زريق)(أساس ميديا)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí

أحدثت إطلالة الإعلامي الشهير فيصل القاسم، عبر حلقة من برنامج بودكاست “ضيف شعيب”، ضجّة كبيرة على منصّات التواصل الاجتماعي، وحصدت أرقاماً قياسية في عدد المشاهدات. خلال يومين فقط، تخطّى عدد مشاهداتها مليونين، وبعد 4 أيام بلغت 3 ملايين مشاهدة، وذلك على الرغم من طول مدّة الحلقة، التي تجاوزت 3 ساعات وبضع دقائق. أما مجموع مشاهدات المقاطع على كلّ المنصّات، فقد وصل إلى حدود 22 مليون مشاهدة. لا ريب أنّ الباعث على هذا الإقبال الكبير على مشاهدة إطلالة القاسم هو الشهرة الواسعة التي يتمتّع بها الضيف.
“ضيف شعيب”، هو أحدث برامج البودكاست التي تقدّمها منصّة “أثير” التابعة لقناة “الجزيرة” عبر شبكات التواصل الاجتماعي. ضمن باقة منوّعة من برامج البودكاست. وهو من تقديم الإعلامي الكويتي شعيب الراشد، الذي يذكره العديد من اللبنانيين بفعل ما أحدثته حلقة من برنامجه السابق “برلمان شعيب”، استضاف فيها جورج قرداحي، من عاصفة سياسية ودبلوماسية أطاحت بالأخير من وزارة الإعلام في حكومة حسان دياب. حسب إحصاءات عرضتها “أثير”، نقلاً عن “غوغل ترند”، فقد بلغ عدد المشاهدات لمقاطع ومحتوى الحلقة الأولى للبودكاست التي حلّ فيها فيصل القاسم ضيفاً نحو 21.9 مليون مشاهدة. كذلك أشارت إلى ارتفاع نسبة البحث عن فيصل القاسم عبر الشبكة العنكبوتية بنسبة 669%.
يمكن القول إنّ فيصل القاسم أحدث صدمة لدى المتابعين من خلال ما كشف عنه من محطّات مؤلمة في حياته. وذلك بأسلوب سردي بسيط، خال من الادّعاءات والتكلّف. فخلف سيرته الذاتية الفخمة، المنشورة عبر الشبكة العنكبوتية، ثمّة فصول من المعاناة بسبب الفقر الشديد، لابن عائلة من الطبقة المسحوقة، لم يخجل فيصل القاسم من سردها. مثل تعرّضه للسخرية من زملاء فصله وبعض أساتذته بسبب ثيابه المهلهلة. وعدم قدرته على دخول الكافتيريا في جامعة دمشق طوال فترة دراسته فيها بسبب عدم امتلاكه المال لشرب فنجان شاي أو قهوة. وكذلك معاناته من الجوع. فكان بعض زملائه القلائل يتصدّقون عليه أحياناً. لم يقُل إنّه كان عليماً بالسياسة منذ صغره، وإنّه كان على ثقة بأنّه سيصعد سلّم المجد والنجومية في المستقبل، بل بالعكس. فقد عبّر بصراحة عن جهله التامّ بالسياسة، وكان حريصاً على التأكيد في أكثر من موضع أنّ مجموعة من المصادفات القدريّة قادته إلى ما هو عليه اليوم.
منذ البداية أمسك فيصل القاسم، وقاد الحلقة إلى الاتّجاه الذي أراده. من أجل إيصال رسالة إلى الجمهور، وخاصة الأجيال الصاعدة، بأن يتمسّكوا بأحلامهم، ولا يستسلموا مهما كان حجم الصعوبات. كان بإمكانه أن يطلق العنان لدموعه، أو أن ينفعل، لكسب المزيد من التعاطف، أو أن يسهب في الحديث عن قوّة الإرادة لديه وأنّها كانت السبيل الذي أوصله إلى النجومية، للحصول على المزيد من الإعجاب. بيد أنّه لم يقُم بأيٍّ من ذلك، ما خلا مرّة واحدة فقط، ظهر فيها التأثّر على وجهه، حينما عبّر عن اعتزازه بصوره التي رُفعت في “ساحة الكرامة” في السويداء، ومثّلت ثأراً معنوياً له من كلّ ما عاناه في صباه في الساحة نفسها، التي كان يقف فيها، مثل عشرات غيره من العمّال المياومين، بانتظار من يأخذهم إلى عمل عابر لتحصيل بعض الدريهمات.
********************************
**********
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article