55 :عدد المقالاتالسبت27.4.2024
 
 

 

الصحافة العربية :

28 - إيران إسرائيل: من الظل إلى السجال المفتوح(يحيى مصطفى كامل)(القدس)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí

....لا شك في أن خروج صراع الظل الطويل ذاك إلى مرحلة السفور في الساحات المفتوحة على أراضي كل من البلدين، يشكل تطوراً خطيراً للغاية وتصعيداً في مستواه.
ثانيا، إن تلك الجولة تحفل بكمٍ مذهلٍ من الرمزية والدلالات على مجمل المتغيرات العالمية وتوازنات القوى. وفي ما يتعلق بنا عرباً بصورةٍ خاصة، فلئن كانت الهجمة البربرية على غزة كاشفةً لمدى الضعف والخنوع والاستسلام، وربما خولت للبعض اتهام الأنظمة، خاصةً لدول الطوق، بالتواطؤ لا لتصفية حماس، بل القضية الفلسطينية برمتها، فإن مشاركة هذه الدول العربية في الدفاع عن الكيان الصهيوني، عبر منظومات دفاعهما الجوي بإسقاط الصواريخ والمسيرات، هي التي لم ترفع ساكناً لحماية الفلسطينيين من القتل والتدمير، ولم تعطهم رصاصة، هذا الكشف مذهلٌ بقدر ما هو فاجع، لكنه يؤكد أمراً فارقاً وخطيراً: لم يعد مقبولاً ولا مناسباً ولا دقيقاً الحديث أو الكتابة عن التقارب بين هذا النظام العربي أو ذاك وإسرائيل، ولا عن مشاريع التطبيع والتقاء المصالح ضمن النسق الأمريكي إلخ. لقد بلي هذا الكلام وتخطاه الزمن فنحن أمام حلف حقيقي قائم، أزعم أنه متين بدليل أنهم يحاربون في خندقٍ واحد، ولا بد هنا من أن نلفت الانتباه إلى كون ذلك يشكل نجاحاً للسياسة الإسرائيلية والأمريكية، كما سنتناول لاحقاً.
حتى وقت كتابة هذا المقال، وعلى الرغم من الأصوات العالية، إلا أننا نستطيع أن نقرر بأن كلا الطرفين، إيران وإسرائيل، مارس ضبطاً للنفس تفادياً للانفجار، وإن ذلك يعكس حالة التوتر بين الشرق والغرب. السؤال الحقيقي هو، ما مدى مرونة الرأسماليات الغربية، وكم تبلغ قدرتها على التكيف وامتصاص موجة السخط الحالية في بلدانها، وهل ستنجح في إيجاد صيغٍ جديدة تتلاءم مع تغيراتها الداخلية، أم أنها ستستمر في التراجع أمام القوى الصاعدة؟ وهذه الأخيرة، هل ستتطور صوب المشاركة والانفتاح السياسيين أم ستبقى على حالها؟ ليس من قبيل المبالغة القول إن مستقبل البشرية على المحك، وإن أعواماً ساخنة تنتظرنا.
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article