50 :عدد المقالاتالجمعة7.5.2021
 
 

 

الصحافة العربية :

18 - بين ليالي الأنس في فيينا وليالي الغفران في الرياض: بن سلمان يؤدي صلاة الاستخارة(د. محمد بكر/راي اليوم)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí


انقلاب الصورة هو العنوان الأبرز للسلوك السياسي للمملكة العربية السعودية هذه الأيام، انقلابٌ كانت له بالطبع أسبابه وبواعثه ومحرضاته، يبدو فيها “الملك” السعودي محمد بن سلمان وهو يضيف لمسات “الضرورة” لرؤيته الاقتصادية لعام 2030 لكن بجانبها السياسي والبراغماتي، على قاعدة نسف المحرمات وإحلال الذي لا غنى عنه، (استعطاف إيران والغفران لها) فمن كانت داعماً للإرهاب ومهدداً للاستقرار في المنطقة باتت اليوم دولة جارة في القاموس السعودي، وكل الأمنيات لها بالازدهار والتطور كما تمنى بن سلمان في لقائه الأخير.
التحول في الخطاب السعودي كان مرده لسببين رئيسين: ـ الأول: إدراك السعودية أن مرحلة ما بعد ترامب مع وصول بايدن وتصاعد اللهجة الأميركية ضدها سواء فيما يتعلق بقتل خاشقجي أو الحرب في اليمن هو نذير سياسات لم تعتد عليها المملكة التي كانت ترى في الأميركي منذ سنوات السند لها ظالمة أو مظلومة, وأن مخرجات مفاوضات فيينا بدأت تثمر سياسياً و” أُنساً ” لصالح إيران ولامفر من القبول بذلك. ـ الثاني: تنامي قدرات الحوثيين العسكرية وست سنوات من القصف لم تأت إلا بنتائج عكسية باتت معها مسيّرات الحوثي كابوساً مرعباً يحرم العيون السعودية من النوم وتالياً يبدو التحول نحو تليين الموقف مع إيران هو بوابة لخفض التصعيد في اليمن وولادة حل سياسي مقبول.
كان طبيعياً أن لا يقف التحول السعودي عند الجغرافية الإيرانية، ” فعدوى ” اللقاءات مع الإيرانيين في بغداد انتقلت إلى دمشق بلقاء الأسد واللواء علي مملوك تمهيداً لفتح السفارة السعودية في دمشق وعودة العلاقة معها والترحيب بعودة سورية إلى الجامعة العربية كما أكدت مصادر “لرأي اليوم”، فالمملكة باتت تدرك أن الملف السوري ليس في أولويات بايدن، وتالياً يغدو التصعيد ضد سورية دون إشراف أو دعم أميركي هو غير مضمون النتائج ويخرب كثيرا “حفلة” الغزل مع طهران الحليفة الاستراتيجية لدمشق . المؤكد أن التحول السعودي لن يكون على قاعدة التسليم بالهزيمة والخروج كلياً أو جزئياً من المشهد الإقليمي في المنطقة، والسماح بتنامي النفوذ الإيراني على حساب مكانة المملكة العربية والخليجية ، إنما للضرورة أحكام وللسياسة تكتيكاتها وإن كانت قذرة أو مهينة ، والمؤكد أيضاً أن بن سلمان قد صلى في جوف الليل صلاة الاستخارة ، لطلب الخير في التحول والانقلاب وان كان ذلك مرحلياً أو انعطافة ليست مستدامة .(كاتب صحفي فلسطيني)
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article