الصحافة العربية :

25 - العلاقات القطرية الليبية الي اين؟ وهل رفضت الدوحة استقبال الدبيبة؟(بروفيسور هادي شلوف/راي اليوم) حسبما تردد إعلاميا ان قطر لم توافق علي طلب رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية السيد عبد الحميد دبيبة بزيارة رسمية لقطر (مرورا بقطر بعد نهاية زيارته الخليجية) أي بعد ان قام هذا الأخير بزيارة الكويت والامارات ، دون اعارة و اهتمام الي دولة قطر التي كانت تقدم المساعدات الي حكومة السراج عندما كانت في حرب ضد المشير خليفة حفتر أي الكرامة. المشير خليفة حفتر يعتبر القائد العام للقوات المسلحة وفقا لما اكد عليه وزير الخارجية الليبي المفوض السيد سيالة و بناء علي تعيين من قبل مجلس النواب الليبي ، حيث يعتبره البعض بانه يتلقى المساعدات من الامارات والسعودية و مصر بينما حكومة السراج المتمثلة في تنظيم اخوان المسلمين و المليشيات التابعة لها تتلقي المساعدات من قطر وتركيا. كان لقطر ولا احد ينكره دورا فعالا في انهاء و سقوط نظام القدافي بل ان الطائرات القطرية كانت من ضمن اسراب الطائرات الحربية الفرنسية وحلف الأطلسي التي دكت معاقل القدافي. قطر أيضا استضافت خلال الانتفاضة ضد القدافي الكثير من معارضي القدافي وقدمت لهم المال والإقامة في افضل فنادق في الدوحة في الوقت الذي كانت بعض الدول العربية الأخرى تحاول اجهاض الانتفاضات العربية في تونس وليبيا و مصر و اليمن وسوريا. السيد عبد الحميد دبيبة هل تخطي واهمل قطر بدوافع شخصية ام سياسية ام انها مفاضلة في اختيار شركاء المستقبل؟ للإجابة علي ذلك نقول لربما قد يكون خلف هذا الإهمال هو التقارب المصري الليبي و تحت تأثير سياسة موجهة جديدة في اطار تقليص الدور القطري بشمال افريقيا. الصراع التركي من جهة والمصري من جهة اخري في ترسيم الحدود البحرية و الاتفاق التركي الليبي لحكومة السراج بشان ترسيم الحدود البحرية ، بالرغم من انه لا يضر بالمصالح المصرية ولا المصالح الليبية بقدر ما هو يضر بالمصالح اليونانية ، جعل من السياسة المصرية نقطة محورية للنزاع المصري التركي ، بل انه بضغط من السلطات المصرية لقد قام مجلس النواب الليبي المتمثل بالمنطقة الشرقية آنذاك والتي تقع ضمن الحدود التي يسيطر عليها المشير خليفة حفتر قام رئيسه أي البرلمان السيد عقيلة صالح بالتفاوض مع اليونان ومصر للقيام بترسيم الحدود البحرية وعدم الاعتداد بالترسيم الذي قامت به حكومة السراج في الغرب الليبي مع تركيا. قطر ليس لها حدود بحرية بالبحر المتوسط ولكنها تعتبر حليفا مهما لتركيا و أيضا لحكومة السراج انداك وهو ما كانت تراه السياسة المصرية يهدد مصالحها في البحر الأبيض المتوسط، خصوصا و ان كل ذلك جاء ابان الخلاف الخليجي الذي تمثل فيما بين قطر من جهة و السعودية والامارات و البحرين إضافة الي مصر عام 2017 من جهة اخري، و الذي ادي الي قطع العلاقات الدبلوماسية وحظر الطيران الخ. السيد دبيبة لربما اهمل قطر كان بناء علي اتفاق مع الحكومة المصرية وهو إشارة واضحة الي فك الارتباط القطري الذي كان يربط قطر مع حكومة السراج من جهة والإسراع في فك الارتباط التركي مع المنطقة الغربية بليبيا وهو ما اشارت اليه السيدة وزيرة الخارجية الليبية خلال لقائها مع وزير خارجية تركيا خلال زيارته برفقة وزير الدفاع التركي الأيام الماضية حيث نبهت الي انهاء الوجود التركي بليبيا. ليبيا بالرغم من الصراع الدائر بها داخليا الا انها تعد اكثر امانا للاستثمارات الأجنبية خصوصا وانها تقع علي ساحل بحري لأكثر من الفي كلم من الحدود التونسية الي المصرية مؤهلا ان يكون اكبر منطقة سياحية في جنوب البحر لما يتمتع به من حضارات تاريخية و بيئية وثروات تتمثل في بترول و غاز وهي مناسبة لأنشاء مواني بحرية ومطارات عالمية تربط افريقيا بالعالم ، وهذا يجعل الكثير من الدول تهدف من خلال سياستها الخارجية الي انشاء روابط مع الدولة الليبية التي لا تبتعد عن غالبية عواصم الدول الأوروبية الا اقل من ثلاث ساعات طيران وهي حلقة وصل للدول الافريقية. لربما قطر سوف تعييد ترتيب اوراقها الليبية و تعييد ترتيب اجندتها الخارجية اذا ارادت ان تدخل افريقيا من الباب الليبي وتشارك في الاستثمارات المستقبلية في ليبيا . (أستاذ القانون الدولي و العلاقات الدولية)