57 :عدد المقالاتالاربعاء15.5.2019 الموافق 10 رمضان
 
 

 

الصحافة العربية :

10 - اسرائيل خلف انفجارات ميناء الفجيرّة.. وعند فرنسا الخبر اليقين!..(د. جواد الهنداوي/راي اليوم)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí

اسرائيل خلف انفجارات ميناء الفجيرّة.. وعند فرنسا الخبر اليقين!..(د. جواد الهنداوي/راي اليوم)
حاولت الإمارات التستّر على الانفجارات في بداية الامر، حيث سارعت صباح يوم الأحد 12/5/2019، تاريخ الحدث، الى نفيها ، وكذلك سعى الاميركيون، حين التزموا الصمت، ولم يبادروا بسبقِ اعلان الحدث، رغم وجود القاعدة الامريكية بقرب الفجيرة وتضمُ ما يقارب ١٨٠٠ عسكرياً أمريكياً ، وحاول الامريكان، بحسب بعض المصادر الإعلامية، تسيير طائراتهم فوق السفن المشتعلة، لغرض التعتيم على الحدث. في الامس كان لاسرائيل ، وفي السّر، عملاء وجواسيس وأصدقاء في المنطقة، اليوم اصبح لها، حلفاء، وفي العلن ، بالاضافة الى العملاء و الجواسيس والاصدقاء . قُدرة اسرائيل اليوم اكبر على تنفيذ عمليات سّرية ، و لاسيما في الدول التي تعتبرها صديقة او حليفة.
يقول الإعلامي والصحفي الاسرائيلي رونين برغمان، في كتابه: (اقتل اولاً، التاريخ السري للعمليات السرية والاغتيالات الاسرائيلية): “إنَّ القادة الاسرائليين اعتقدوا منذ بداية الدولة انَّ العمليات السرية و الاغتيالات ــ والتي تتجاوز حدود العدو ــ كانت اداة مفيدة لتغيير التاريخ او القيام بشيء ما”. حديث الصحفي نشرته صحيفة تاي أوف اسرائيل، والذي اجرت مقابلته بتاريخ 30/1/2018. لا جهة في العالم، كإسرائيل ،استخدمت وعَبرت البحار بضفادعها او بمراكبها الصغيرة ، لتنفيذ عمليات سريّة او اغتيالات. مِنْ عملية اغتيال الشهيد خليل الوزير (ابو جهاد)، في تونس بتاريخ 16/4/1988، الى عملية الفُجيّرة في دولة الإمارات بالأمس ، مروراً بعملية فردان في قلب بيروت، حيث تم اغتيال الشهيد كمال عدوان و رفاقه في نيسان عام ١٩٧٣. وسيُرفع الستار ، و تُرفعْ السّرية ، من قبل اسرائيل ، عن عملية اغتيال الشهيد رفيق الحريري في بيروت.
التحرك و التحشيد الامريكي السياسي و العسكري الأخير ضّدَ ايران ، قبل اسبوع ، كان بناءً على معلومات قدمتها المخابرات الاسرائيلية الى الادارة الامريكية ، بناءاً على ما جاء في صحيفة وول ستريت و صحيفة نيويورك تايمز و صحيفة فيغارو الفرنسية ، معلومات تمَّ تأكيدها من مصادر رسمية أمريكية . تُفيد هذه المعلومات بنيّة ايران القيام بعمل عدواني ضد المصالح الامريكية او ضد مصالح حلفاء امريكا في المنطقة .
لابُّدَ اذاً لاسرائيل ،والتي هي مصدر هذه المعلومات ،انْ تُظهِر مصداقية و كفاءة موسادها و اجهزه أمنها الاخرى ،من خلال وقوع و حصول ما توقعّته وتنبّأت به اجهزتها الاستخباراتية، وليس ذلك على اسرائيل بعسير ، وهي ألمُتمرسّة في ارتكاب الجرائم والاغتيالات و العمليات السّرية . اندلاع حرب أمريكية – إيرانية هو هدف استراتيجي لاسرائيل، لا يقّلُ اهميةً و شأناً عن هدف التطبيع ، مُبتغى نتنياهو و الكابينة الصهيونية (وأُسميها ٣ب )، التي تُحيط بالرئيس ترامب والمؤلّفة من بومبيو وبولتون و بنس هو إشعال فتيلة حرب بين امريكا و ايران . لا تتردّد اسرائيل عن تجاوز كل المُحرّمات من اجل انْ تتقدم خطوة في تنفيذ هدف ، تحسبه و تعّده استراتيجي .
تعرف اسرائيل جيداً ساحة دولة الإمارات ، وكان لها تجربة ليست ببعيدة ، في اغتيال الشهيد الفلسطيني المبحوح في 19/1/2010 في احد فنادق دبي. يفتخر الاسرائليون بذكر و سرد قدراتهم في انجاز عمليات الاغتيال و الارهاب ، ويعتبرون تلك الممارسات ركناً أساسياً من اركان أمنهم القومي و الاستراتيجي ، بل ولا يترددون في عرض هذه الخدمات و تنفيذها لحساب أصدقاءهم او حلفائهم من الدول. كَتَبَ أحد الصحفيين الاسرائليين، مقالاً في جريدة هارتس، يلوم فيها قادة اسرائيل على إهمالهم في عدم المبادرة بتقديم العون و المساعدة للسعوديين في تصفية جمال الخاشقجي !! التخطيط والتوقيت في عملية ميناء الفجيرة يتناسب مع توقيت التصعيد و التحشيد بين أمريكا و ايران ، وكأننا امام مُسلسل ، احدى حلقاته ، ان يجول السيد بومبيو ، وزير خارجية امريكا ، لينبأ الدول ومنها العراق، بأنَّ مصالحهم و مصالح أصدقاءهم او حلفاءهم في المنطقة مستهدفة من قبل ايران و حلفاءها . تحبسُ اسرائيل انفاسها الآن، و تنتظر الرّد الامريكي ، وعلى ضوء موقف امريكا ستتحرك إعلامياً ! إِنْ قررتْ امريكا السير باتجاه الحرب فستعلن عن مسؤولية ايران ، عدم توجيه اتهام أمريكي لإيران يعني قرار أمريكي بعدم دخول حرب مع ايران، و هذا ما أراه . التزام اسرائيل ،ولهذه الساعة ، بالصمت مؤشر دالّ على ان امريكا لن تتهم ايران . لن تُفكْ ألغاز هذه العملية و ستُسَجلْ ضّد مجهول ، و هذا دليل آخر على إسرائيلية العملية ، اللهُّمَ إلا أن يُستنجَدْ بالاحتياطي المخبّأ أبو بكر البغدادي، و يُوعز له بتبني العملية. فرنسا اعلمَ من غيرها بما يجري في الساحة الخليجية و تحديداً الإمارات ، لفرنسا قاعدة بحرية مهمة في ابو ظبي ، طول رصيفها يتجاوز ٣٠٠ م و بعمق ٢٠٠ م، و من أهم مهامها الدعم و الحماية ، وقاعدة جوية في الظفيرة ، لفرنسا ايضاً نشاطات علمية و ثقافية و اقتصادية في الإمارات . ولذلك أقول: فرنسا أعلمْ من غيرها بما جرى!
**********************
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article