58 :عدد المقالات
 
 

 

الصحافة العربية :

2 - جيش من حسابات التواصل الاجتماعي للدفاع عن قمة المناخ ولماذا تنفق الملايين على شركات العلاقات العامة(القدس)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí

كشفت صحيفة “الغارديان” في تقرير لمحرر الشؤون البيئية، داميان كارينغتون، قال فيه إن جيشا من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الوهمية على تويتر وموقع التدوين ميديوم، قام بالترويج والدفاع عن الاستضافة المثيرة للجدل لقمة الأمم المتحدة للمناخ من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة. رئيس قمة المناخ كوب28 هو سلطان الجابر، وهو أيضا الرئيس التنفيذي لشركة النفط العملاقة الحكومية أدنوك، التي لديها خطط توسع رئيسية تتعارض مع هدف صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2050. وزعمت منشورات من حسابات مزيفة: “إن التزام الإمارات العربية المتحدة بأن تكون المضيف المثالي لكوب28 هو شهادة على ريادتها في معالجة التغيرات المناخية”، وأن الجابر هو “الحليف الذي تحتاجه حركة المناخ”. أعاد آخرون التغريد أو أعادوا نشر تغريدات حكومة الإمارات أو سعوا لدحض الانتقادات.
كان لأحد الحسابات صورة ملف شخصي أُنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي، ولكن لم يجر قص العبارة التي تقول إن الصورة مزيفة والتي يضعها البرنامج على الصورة. وتضيف الصحيفة أنه جرى الكشف عن الحسابات المزيفة على موقع تويتر للدكتور مارك أوين جونز، من جامعة حمد بن خليفة في قطر، وهو خبير في التضليل الإعلامي على وسائل التواصل الاجتماعي والشرق الأوسط. ووصف ذلك بأنه “جهد كبير ومتعدد اللغات للتسويق الماكر”، ويشمل على ما لا يقل عن 100 حساب مزيف و30 ألف تغريدة. ونقلت الصحيفة عن جونز قوله إن تحليل التغريدات من عينة كبيرة من شبكة الحسابات المزيفة أظهر أن الموضوع الأكثر شعبية للترويج مؤخرا هو كوب28 أو قمة البئية الثامنة والعشرين. وتعلق الصحيفة أنه بعد كشف جونز للشبكة، علّق توتير بعض الحسابات، لكن العشرات حولوا محتواهم إلى أسماء مستخدمين جديدة. وأضاف جونز: “إنها شبكة من الحسابات المزيفة تحاول الترويج للسياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة. إنهم يركزون على الترويج لكوب 28، أو تنظيفه من خلال صد الانتقادات الموجهة لوجود مكتب القمة في الإمارات العربية المتحدة وتجنبها”. وقال: “هذه الحسابات تتظاهر بأنهم أشخاص حقيقيون وهم ليسوا كذلك، من أجل إعطاء وهم الدعم الشعبي لموقف ما، وهذا ما يسمى بالتسويق الماكر. إنه فعل خداع، والأمثلة على اقتباسات الصحف عنها تعني أنهم خدعوا بالتأكيد الناس ليعتقدوا أنهم أناس حقيقيون”.
ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم كوب28 قوله: “هذه الحسابات المزيفة، أنشأتها جهات فاعلة خارجية غير مرتبطة بكوب28، وهي مصممة بوضوح لتشويه سمعته وعملية المناخ”. قال المتحدث إن المكتب أبلغ عن المشكلة عبر تويتر، وطلب اتخاذ إجراء فوري، وأبلغ مباشرة عن حسابات مزيفة باستخدام نموذج الإبلاغ على موقع تويتر. ومن غير المعروف من يقوم بتشغيل الشبكة، وأضاف جونز: “الإسناد صعب للغاية. ولكن استنادا إلى الخبرة السابقة، فمن شبه المؤكد أنها شركة اتصالات إستراتيجية تعمل نيابة عن دولة الإمارات العربية المتحدة. هذه هي قاعدة “نصل أوكام”: التفسير الأكثر احتمالا”. تصنف البيانات الواردة من تويتر حول عدد الحسابات المعلقة بين عامي 2018 و 2021 لوجود روابط لعمليات المعلومات المدعومة من الدولة من الإمارات والسعودية ومصر، على أنها أسوأ الجناة في العالم بعد الصين. وتعلق الصحيفة أن رئاسة الجابر لكوب28 أثارت انتقادات كبيرة، حيث وصفها عضو البرلمان الأوروبي مانون أوبري مؤخرا بأنها “مثل وجود شركة تبغ متعددة الجنسيات تشرف على العمل الداخلي لمنظمة الصحة العالمية”. ووصفت كريستيانا فيغيريس مسؤولة المناخ السابقة في الأمم المتحدة، مقاربة الجابر بأنها “خطيرة”.
وكشفت “الغارديان” يوم الأربعاء أنه على الرغم من النفي، تمكنت شركة النفط من رؤية رسائل البريد الإلكتروني من وإلى مكتب كوب28، وتم استشارتها بشأن كيفية الرد على استفسار من صحيفة الغارديان. ثم اتُّهم فريق الجابر بـ “الغسل الأخضر” على صفحات ويكيبيديا. بالإضافة إلى كونه رئيس شركة أدنوك، يترأس الجابر شركة مصدر، وهي شركة للطاقة المتجددة. وقد دافع سابقا عن تعيينه، وأخبر صحيفة الغارديان في نيسان/إبريل أن علاقاته التجارية ستثبت أنها عنصر أساسي في ضمان اتخاذ القطاع الخاص الإجراءات اللازمة بشأن أزمة المناخ. حدد جونز الحسابات المزيفة باستخدام الأدلة، مثل: إنشاء الدُفعات في نفس التواريخ، أو صور الملفات الشخصية المُنشأة بواسطة الذكاء الاصطناعي أو المخزون، والتنسيق العام، واللغة، وأوقات النشر، وغياب أي وجود آخر على الإنترنت. وتم إنشاء شريحة أولى من الحسابات المزيفة في آب/أغسطس 2021 وشريحة ثانية أكبر في شباط/فبراير 2022. وتدعم الحسابات أهداف سياسة الإمارات العربية المتحدة الأخرى، بما في ذلك السودان والتكنولوجيا والطعام والثقافة. لكن جونز قال إن الموضوع الأكثر شعبية مؤخرا هو كوب28.
حساب واحد @MahmudViyan، كان من المفترض أن يكون من مؤيدي حقوق الإنسان في الإمارات العربية المتحدة، كان يحتوي على صورة للملف الشخصي، إذ لم يتم حذف نص: “this-person-does-not-exist.com”، الذي يشير إلى أن الصورة هي من إنتاج موقع ويب يقوم بإنشاء صور الذكاء الصناعي. حساب آخر FadelYael@، من المفترض أنه عالم فضاء يعيش في الإمارات العربية المتحدة، كان لديه صورة ملف شخصي يستخدمها أيضا موقع طب الأسنان التجميلي. بعد سلسلة محادثات جونز على تويتر حول الحساب، حُذف اسم المستخدم ونُقل الحساب وجميع التغريدات إلى حساب تويتر جديد، باسم MissAhmadlyn@. من المفترض أن أربعة حسابات كانت تخص عاملات بيئيات من الولايات المتحدة كن يعشن في الإمارات العربية المتحدة. وصف جونز صور ملفاتهن الشخصية بأنها “مثيرة للغاية”. بعد أن كشف جونز الحسابات المزيفة، تحول العشرات إلى أسماء مستخدمين جديدة، وحُذفت التغريدات التي أبرزها: “كل من أنشأ هذه الشبكة يدرك تماما أنني قمت بالتغريد على هذا الموضوع لأنهم قاموا الآن بشكل من التهرب”. كما نشر عدد من الملفات الشخصية المزيفة مدونات على موقع Medium، بما في ذلك “Samantha Ali”، التي كتبت تدوينة في شباط/فبراير بعنوان “سلطان الجابر: الحليف الذي تحتاجه حركة المناخ لـ COP28 UAE”، والذي جاء فيه “يجب على المتشككين التوقف عن التذمر بشأن الجابر، فهو بالتحديد نوع الحليف الذي تحتاجه حركة المناخ”.
وفي تقرير لمجلة “بوليتكو” يوم الأربعاء قالت فيه إن واحدة من أثرى الدول النفطية استأجرت عددا من شركات العلاقات العامة وقامت بحملات ضغط لتقديم نفسها على أنها الريادي في مجال البيئة قبل بدء قمة المناخ في تشرين الثاني/نوفمبر هذا العام.
وأضافت المجلة أن جهود الإمارات لقيت سيلا من الانتقادات من المشرعين الأمريكيين والأوروبيين ودعاة حماية البيئة. ووسط العناوين السلبية قامت الإمارات بتوقيع عقد قبل أن توقفه مع شركة اتصالات إستراتيجية، مع أنها تدفع مبالغ كبيرة لشركات علاقات عامة، وذلك حسب وثائق وزارة العدل الأمريكية. وبدأت الحملة في عام 2019، حيث كانت الدولة الخليجية تحاول إقناع المسؤولين والرأي العام في أمريكا أن خطط توسيع معدلات التنقيب عن النفط لا تتعارض مع الجهود لخفض استخدام الوقود الأحفوري الذي يتسبب بزيادة درجات الحرارة حول العالم. وأنفقت الإمارات خلال العقد الماضي أكثر من مليون دولار على حملات دعاية تتعلق بالبيئة، ودفعت ملايين أخرى لشركات ومراكز أبحاث من أجل تحسين صورتها كدولة صديقة للبيئة. ويظهر تحليل “بوليتكو” أنه لا يوجد بلد دفع المبالغ المالية وكرس الوقت لتحسين صورته قبل المؤتمرات المناخية السنوية. وكشف التحليل أن الإمارات دفعت لشركتي علاقات عامة 314 ألف دولار مقابل جهود التأثير البيئي في الولايات المتحدة. وفي الوقت الذي تخطط فيه الإمارات بتحقيق صفر انبعاثات كربونية بمنتصف القرن الحالي واستثمار 20 مليار دولار في مجال الطاقة المتجددة، إلا أنها تستثمر أكثر من 100 مليار دولار لزيادة الإنتاج النفطي بمعدل مليون برميل في اليوم خلال الأربعة أعوام المقبلة. وتشير بيانات وزارة التجارة الأمريكية أن نسبة 30% من اقتصاد الإمارات يعتمد على موارد النفط والغاز الطبيعي. ورفض متحدث باسم الجابر الهجمات على جهود الإمارات في مجال المناخ. وتنفق الإمارات عشرات الملايين سنويا على جهود التأثير والعلاقات العامة.
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article