58 :عدد المقالات
 
 

 

الصحافة العربية :

34 - نوري المالكي ومناكفات حكومة السوداني عبر التحرش بالأردن: ما الذي يحصل في محور عمان بغداد(راي اليوم)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí

تفترض العديد من الأوساط السياسية والرسمية الاردنية بان محاولات إثارة الشغب والمناكفة التي برزت مؤخرا تحت قبة البرلمان العراقي من التيار الناشط والنافذ الذي يقوده رئيس الوزراء الأسبق الدكتور نوري المالكي جزء عملي من محاولات إعاقة سلسلة من المشاريع الأساسية والمفصلية التي اتفق الاردن والعراق عليها وعلى انجازها في الاشهر القليلة الماضية. ونشاط الشغب الذي يقوده الان عن بعد الدكتور المالكي لم يفسر باعتباره مرتبط بحسابات ضعف العلاقات والإتصالات الدبلوماسية بين الاردن و الجمهورية الايرانية. ورصد ذلك الشغب ضد المصالح الأردنية وهوجمت الحكومة الاردنية مجددا من قبل نواب كتلة حزب الدعوة الاسلامي العراقي بالرغم من المجاملات الدبلوماسية التي وصلت الى مستويات غير مسبوقة بين عمان وطهران خصوصا وان مصدرا في وزارة الخارجية الاردنية كان قد أعلن بصورة عامة عبر وسائل الاعلام بان لقاءات وشيكة بين وزيري خارجية البلدين ستنتهي بالاتفاق والتشاور على استعادة العلاقات كاملة والتطبيع بين البلدين.
وإنطباع المراقبين المحليين سياسيا كان بان عمان تقترب من تسمية وإرسال السفير وطاقم دبلوماسي كامل لمكاتبها ومقر سفارتها في طهران. وهي الخطوة التي كان شخصيا الدكتور نور المالكي ينصح فيها الاردنيين كل ما حاولوا مداعبة او ملاعبة السوق العراقية بحثا عن مصالح او تنفيذ مشاريع مشتركة. وما يرد من معلومات للسفارة الأردنية في بغداد ان مجموعة يدعمها المالكي تشاغب على الاردن بالرغم من تحسن مستوى الاتصالات والتواصل مع الجانب الايراني عبر قنوات أمنية اولا ثم عبر القنوات الدبلوماسية لاحقا. وهو شغب انشغلت عمان في تفسيره وإستند الى فكرة ان الحكومة الاردنية سمحت مؤخرا بترخيص حزب البعث العربي الاشتراكي الاردني ووفقا لنصوص مذكرة أرسلها نواب عراقيون الى لجنة الشؤون الخارجية في برلمانهم فان قرار الحكومة الاردنية يتضمن السماح بترخيص حزب يوالي الرئيس الراحل صدام حسين.
وهي طبعا معلومة غير دقيقة وتفتقد الى المهنية لان حزب البعث الاردني مرخص منذ اكثر من 30 عاما في سجلات الداخلية الاردنية. لكن إثارة الغبار والاشارة الى ترخيص حزب البعث العراقي في الاردن بالرغم من مشاريع مشتركة بين البلدين والتفاهمات التي تتقدم مع طهران اصبح لغزا سياسيا. والتقديرات الاردنية الاولى تشير الى ان مصدر الشغب مجموعة نافذة في كتلة حزب الدعوة ويدعمها عن بعد الدكتور المالكي أحد أصعب الشخصيات بالنسبة لأي تفاهمات أردنية رغم محاولات التحدث معه والتفاهم مع جناحه في عدة مستويات. ووصلت إعتراضات العديد من أعضاء البرلمان العراقي الى مستويات غير مسبوقة خصوصا بعد افتعال الضجة المرتبطة بترخيص حزب للبعث في الاردن بناء على معلومة غير صحيحة وغير دقيقة بكل الاحوال.
ولم يعرف بعد كيف ستنتهي هذه الازمة لكن المشاريع والتفاهمات الاقتصادية والتجارية الاردنية مع حكومة الرئيس محمد شياع السوداني مستمرة ومتواصلة وكان آخرها بلا شكوك تخصيص الميزانية والنفقات المالية اللازمة لبناء مدينة اقتصادية وجمركية حرة وأخرى صناعية على الحدود بين الاردن والعراق. خصوم المصالح الاردنية في بغداد يتحركون ويبحثون عن ذرائع وبعدما اخفقت ذريعتهم التي تحمل اسم دعوة الاردن لتسليم ابنة الرئيس الراحل رغد صدام حسين فتحوا على نحو مباغت ومفاجئ ملف ترخيص حزب للبعث في الاردن. وحصل ذلك بالتوقيت والتزامن مع افتتاح وتخصيص حكومة السوداني لأموال لها علاقة بمشاريع ثنائية مع الاردن مما يرجح السيناريو الذي يشير إلى ان المصالح الأردنية علقت في سياق حرب تصفية حسابات داخل البيت الشيعي العراقي خصوصا بعدما أظهر السوداني ميلا كبيرا للإبتعاد قليلا عن نفوذ”السفارة الإيرانية” في بغداد.
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article