78 :عدد المقالاتالاحد21.7.2019
 
 

 

الصحافة العربية :

35 - إيران والغرب: الناقلة بالناقلة في انتظار المبادرات..(نجاح محمد علي/القدس)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí

إيران والغرب: الناقلة بالناقلة في انتظار المبادرات..(نجاح محمد علي/القدس)
يضع إعلان الحرس الثوري الإيراني، وبشكل رسمي (وليس الحكومة الإيرانية) عن احتجاز ناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز ونقلها إلى ميناء بندر عباس، المنطقة كلها على فوهة بركان قد يتفجر في أي لحظة وقد يؤدي بها إلى “حرب محدودة” تريدها أطراف معينة داخل إيران تعتقد أن مثل هذه الحرب يجب أن تقع الآن وقبل أن يُجدد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولايته الرئاسية الثانية. وعلى الرغم من أن إيران لا تعتبر ما تم من احتجاز لناقلة النفط البريطانية رداً على احتجاز ناقلتهم في جبل طارق، وهذه إشارة إلى إمكانية الإفراج عنها خصوصاً أن الحرس الثوري كان ذكر أن قوارب القوات البحرية التابعة له قامت (الجمعة) باحتجاز الناقلة البريطانية “ستينا إمبرو” بأوامر من مؤسسة موانئ محافظة هرمزغان، الخاضعة طبعاً لسلطة الحكومة، إلا أن ذلك يشير أيضا إلى أن الحكومة التي توصف بأنها معتدلة، والحرس الثوري يؤكدان مرة أخرى على توحيد خطابيهما الذي برز منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي وبدأ بفرض العقوبات الأحادية على إيران.
أكون أو لا أكون: احتجاز الناقلة البريطانية واصرار جماعة أنصار الله في اليمن على تنفيذ عمليات جديدة بطائرات مسيرة داخل الأراضي السعودية، رداً على إعلان العاهل السعودي الملك سلمان موافقته (بشكل علني) على استقدام قوات أمريكية إلى بلاد الحرمين لمواجهة التحدي المشترك كما يصفونه وهو إيران، يشيران مرة أخرى إلى أن فريقاً قوياً في إيران نجح في تغليب رؤيته بشأن الأزمة الراهنة مع الولايات المتحدة وأن العقوبات ليست إلا الوجه الآخر للحرب، ولا مانع من أن تقع الآن ونقل استراتيجية التصعيد مقابل التصعيد (الحالية) إلى الهجوم بدلاً من الدفاع. وفي هذا الواقع باتت معركة الإبقاء على الاتفاق النووي لدى الإيرانيين معتدلين ومتشددين، هي (أكون أو لا أكون) وقد تجاوزت مسألة الكرامة وحفظ ماء الوجه لأنهم أصبحوا واثقين في ضوء تلكؤ أوروبا في تنفيذ التزاماتها بالحفاظ عليه، أن الغرب (أوروبا وأمريكا) لن يرضى منهم غير رفع راية الاستسلام والتخلي عن حقوقهم في الاتفاق النووي ووفق معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، وأن تتحول الجمهورية الإسلامية إلى مجرد نظام بلا طعم ولا لون ولا رائحة، أي بلا هوية، ربما وتتخلى عن أسلحتها الصاروخية ونهجها التحرري.
حتى المبادرة الفرنسية المنتظر أن يُحسم الموقف منها في القمة التجارية التي ستجمع الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والفرنسي إيمانويل ماكرون، ما عادت إيران تتوقع منها المزيد مع استمرار واشنطن في فرض المزيد من الضغوط والتصعيد، رغم الاستمرار أيضاً في الدعوة إلى مفاوضات مباشرة بينهما، وهذا ما أشارت إليه تصريحات المسؤولين الإيرانيين الأخيرة حول شبه استحالة التفاوض مع ترامب خصوصاً الرئيس (المعتدل) حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف الذي يتعرض لحملة قوية مع الرئيس، من غلاة المتشددين في الداخل، وجاء ذلك بعد هجوم حاد شنه على الأوروبيين المرشد الأعلى آية الله سيد علي خامنئي عندما أكد أن إيران ستستمر في خفض التزاماتها بالاتفاق النووي في مقابل عدم التزام الآخرين ببنوده. وأوضح خامنئي أن الدول الأوروبية لم تنفذ التزاماتها الخاصة بالاتفاق النووي، وأن الإيرانيين لن يكونوا ضعفاء أمام ذلك، ما دفع الرئيس روحاني إلى القول في اتصال هاتفي جديد مع نظيره الفرنسي إن انهيار الاتفاق النووي بات وشيكاً إذا لم يُفعّل الأوروبيون نظام إنيستكس الذي يجب أن يسمح لإيران بالحصول على عائدات صادراتهم النفطية بالعملة الصعبة وليس بالغذاء والدواء اللذين تصدر منهما الفائض إلى دول الجوار تحديداً. أما وزير الخارجية محمد جواد ظريف فقد قال إن إتّباع ترامب نهج ممارسة الحد الأقصى من الضغوط لن يصل به إلى جائزة التفاوض مع إيران، لكنه ترك الباب موارباً أمام حل ممكن للأزمة عندما عرض إمكانية قبول إيران بتفتيش دائم وصارم لمنشآتها النووية مقابل رفع واشنطن العقوبات ملمحاً إلى الإشارات الإيجابية التي حملها معه كبير مستشاري الرئيس الفرنسي، السفير بون في زيارته التي قام بها مؤخراً إلى طهران، ووعد بأن يقوم ماكرون بزيارة مماثلة في حال حصول انفراج حقيقي في الأزمة مع واشنطن.
**********************
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article