55 :عدد المقالاتالاربعاء18.9.2019
 
 

 

الصحافة العربية :

29 - إيران تعلن عقد صفقة تاريخية مع الصين بقيمة 400 مليار دولار..(القدس)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí

إيران تعلن عقد صفقة تاريخية مع الصين بقيمة 400 مليار دولار..(القدس)
لم يمر أكثر من أسبوعين على زيارتين ناجحتين لوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، ورئيس الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيراني، اللواء علي باقري، إلى بكين، حتى أكدت رئيسة لجنة سوق المال في غرفة صناعة وتجارة طهران، فريال مستوفي، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية الصين الشعبية قد وقعتا صفقة تجارية واقتصادية تاريخية بقيمة 400 مليار دولار أمريكي. وحسب وكالة «مهر» للأنباء التابعة لمنظمة الدعوة الإسلامية الإيرانية، وخلال اجتماع مندوبي غرفة تجارة طهران وبعض التجار الكبار، قالت مستوفي إن «مسؤولي غرفة صناعة وتجارة طهران تسلموا الوثائق الرسمية المتعلقة بالصفقة التاريخية بين إيران والصين». وشددت على «ضرورة استعداد التجار والمصنعيين الإيرانيين لذلك». وأضافت أن «الشركات الصينية ستتمتع بتخفيضات خاصة في العقود النفطية تصل إلى 30 ٪ دون أن تشارك في المناقصات». وحسب ما زادت: «كانت لديهم بعض التساؤلات والإبهام عن الصفقة مع الصين، لكنهم اقتنعوا بعدما اطلعوا على الوثائق الرسمية المتعلقة».
وتعتزم الصين بدء لعبة كبرى في إيران من خلال استثمار مئات المليارات الدولارات في القطاعات الاقتصادية الإيرانية التي استهدفتها العقوبات الأمريكية، خاصة قطاع الطاقة. لقد وافقت بكين على استثمار أكثر من 280 مليار دولار أمريكي في إيران خلال زيارة ظريف في 27 آب/أغسطس، وفي المقابل، تحصل الصين على تخفيضات تصل إلى 32 ٪ على مشترياتها من المنتجات النفطية والغازية والبتروكيمياوية الإيرانية.
والأسبوع الماضي، قام باقري بأول زيارة له إلى الصين لتدشين ما وصفته وسائل إعلام مقربة من الحرس الثوري، ومنها وكالة «تسنيم» للأنباء، بـ«تعزيز الدبلوماسية الدفاعية في الشرق»، وبعد فشل طهران في رهانها على مساعدة الدول الأوروبية لها لتخفيف ضغط الحظر الأمريكي. ووصف باقري جمهورية الصين الشعبية بأنها «دولة مهمة في آسيا والعالم»، قائلاً: «تحظى العلاقات والتعاون مع الصين في مختلف المجالات، بأهمية بالغة بالنسبة إلى إيران». وقبل زيارته إلى بكين، كتب ظريف مقالاً في صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية الشهيرة، وشدد على أنه «يجب تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، وأن الشراكة مع الصين هي أحد أهم طموح المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي».
كما أكدت الإذاعة الوطنية الرسمية الصينية بأن «الولايات المتحدة تخطط لإسقاط النظام الإيراني، وأن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يراوغ بتصريحاته المتكررة حول استعداده لقاء نظيره الإيراني حسن روحاني، وأن ترامب يهدف إلى إشعال صراع داخلي وشق صف المسؤولين الإيرانيين من خلال تصريحاته هذه». وأكدت صحيفة «فورين بوليسي» التابعة لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي بقولها: «إيران بحاجة ماسة إلى حلفاء وأصدقاء، لكن بكين قد تكون صديقاً خطراً»، بالإشارة إلى رهان بكين على إيران وتأثيرها لتنفيذ مشروعها العملاق المعروف باسم «حزام واحد طريق واحد (طريق الحرير الجديد)»، فضلاً على محاولة بكين لتوسيع دائرة حلفائها في مواجهتها المتصاعدة مع الولايات المتحدة.
كما لفتت النظر إلى أن الصين تخطط للعب بـ«ورقة إيران» لمقابلة سياسات إدارة ترامب، وأنها ستستغل الفراغ الذي خلفته العقوبات الأمريكية وانسحاب الشركات الغربية، وأنها ستعزز سيطرة اليوان على الاقتصاد الإيراني. ورأت أنه رغم حاجة طهران العميقة في أن بكين تنقذها من ورطتها الراهنة، لكن الصين تشدد على أنه يجب على الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن تكون لديها علاقة مختلفة معها، قبل أن تدشن بكين شراكة استراتيجية مع طهران، وأن الأخيرة تصبح المرتكز الرئيسي لاستراتيجية الصين في منطقة غرب آسيا. وأضافت أن مصالح الصين بعيدة المدى تقتضي ألا تستسلم لسياسة إدارة ترامب ضد إيران، نظراً لحربها الجيوسياسية مع الولايات المتحدة، وأنها طبقت ذلك فعلياً من خلال مواصلة شراء النفط من إيران.
وفي تحليل آخر، كانت صحافية «نيويورك تايمز» قد أكدت أن «إيران هي مفتاح مشاريع الصين، كما أن مشاريع الصين تعتبر مفتاح مصير منطقة أوراسيا». في المقابل، ترى إيران في الصين مفتاحاً لإنهاء عزلتها، حيث طالب وزير الخارجية الإيراني الصينيين بأن يسمحوا لبلاده أن تشارك بشكل مؤثر وفعال في مشاريع الصين لبناء ما وصفه بـ«نظام عالمي متقدم للعلم والتقنية والحداثة»، وأكد أنه قدم خريطة طريق مدتها 25 سنة لتنفيذ شراكة استراتيجية شاملة بين إيران والصين، لتلعب إيران دوراً نشطاً في مبادرة «حزام واحد ـ طريق واحد».
*************************
**********
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article