0 :عدد المقالات
 
 

 

الصحافة العربية :

16 - المشروع الايراني الفارسي هل السياسة في خدمة المذهب ام المذهب في خدمة السياسة؟..(د. معن علي مقابلة/راي اليوم)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí

المشروع الايراني الفارسي هل السياسة في خدمة المذهب ام المذهب في خدمة السياسة؟..(د. معن علي مقابلة/راي اليوم)
.....لاقت ثورة الخميني تأييدا شعبيا عارما في العواصم العربية والإسلامية ، وتوجسا من أنظمتها الحاكمة ، ولأسباب داخلية تتعلق ببنية الثورة ، وبالنخب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية في إيران والتي تشكلت على مدى عقود من حكم شاه إيران ، والهروب من الاستحقاقات الداخلية ، إلى جانب شعار تصدير الثورة
.....بخروج العراق من المعادلة السياسية في المنطقة أعطى الفرصة التاريخية لإيران لتصبح الدولة الأقوى فيها ، فمنذ سقوط العراق من قبل الأمريكيين وبمساعدة أو لنقل بمباركة إيرانية ، وبتأمر رسمي عربي ، وبالتحديد خليجي ، بدأت بإتباع استراتيجية مختلفة ، مع احتفاظها بشعار تصدير الثورة , ولكن من خلال تبني ما يعرف بقوى الممانعة او المقاومة في المنطقة وذلك لتعزيز نفوذها السياسي فيها تمهيدا للهيمنة عليها ، والمتتبع للسياسة الإيرانية يجد تناقضا واضحا في الشعار الذي ترفعه وهو دعم حركات المقاومة في المنطقة , ففي الوقت الذي تدعم فيه حزب الله في لبنان وحركة المقاومة الإسلامية حماس في غزة في مقاومة إسرائيل نجدها تتحالف مع المحتل الأمريكي في العراق وأفغانستان وتوعز لحلفائها من الشيعة بعدم مقاومته كما في العراق ، كما لا تتردد في التدخل السافر في سوريا لدعم حليفها بشار الأسد بكل الوسائل لإبقائه في السلطة ، والإيعاز لحزب الله بمساندته ضد الثوار ، ليأتي تدخلها السافر في اليمن لصالح الحوثيين وهم من الزيدية ، ودعمهم سياسيا وعسكريا ، على حساب العملية السياسية التي كان من نتائجها تنحية علي عبد الله صالح تحت ضغط الثورة الشعبية ، لتبدأ مرحلة سياسية جديدة في اليمن ، توقفت بسيطرة الحوثيين على صنعاء وتعطيل المسيرة السياسية التي كان من نتائجها انتخاب الرئيس عبد ربه منصور هادي بتوافق ومباركة جميع الفرقاء السياسيين في اليمن بما فيهم الحوثيين.
المذهب الزيدي في اليمن يعتبره البعض اقرب الى السنة من الشيعة بل ان بعض السنة يصنفهم بالمذهب الخامس مع مذاهب السنة المعروفة الشافعي والحنفي والحنبلي والمالكي ، إلا ان سوء تقدير السعودية لما يحدث باليمن ، او تخوفها من العملية السياسية التي قد تفضي الى حالة ديمقراطية حقيقية قد تمتد عدواها للسعودية ، فكان تدخلها باليمن عسكرياً من خلال تشكيل حلف عربي لمجابهة الحوثيين ومن خلفهم ايران وذلك بعد فشلها في التأثير على حلفائها هناك. ولكن السؤال هنا ، هل إيران توظف المذهب الشيعي من خلال الشيعة في العالم العربي لتحقيق مكاسب سياسية ، أم العكس توظف سياستها في خدمة المذهب الشيعي ونشره في العالم العربي؟ إن الإجابة على هذا السؤال تعود بنا قليلا إلى التاريخ أولا ، وطبيعة المصالح التي تحكم الدول ثانيا.
......كان الشيعة كان صراعهم مع الخلافة في جوهره صراعا على السلطة أكثر منه صراعا مذهبيا ، وإلا ما هو التفسير لعدم إسقاط البويهيون الشيعة للخليفة العباسي السني وتنصيب خليفة علوي شيعي إن لم يكن لاعتبارات سياسية . وهذا ما يحرك السياسة الإيرانية الحالية ، وما استخدامها للشيعة العرب سواء في لبنان أو العراق أو البحرين أو سوريا أو اليمن إلا في هذا الإطار ، فما هم إلا أوراق وأدوات تتلاعب بهم لتحقيق مشروعها الفارسي لفرض هيمنتها على المنطقة ، أو لتفاوض بهم الغرب من أجل الحصول على مكتسبات سياسية لخدمة مشروعها. ولن يقف أمام هذا المشروع ، إلا مشروعا عربيا بديلا أو موازيا له ، يحمل آمال الأمة وتطلعاتها في بناء نهضة عربية ترتكز فيه على دولة مدنية يتساوى فيها جميع المواطنين ، بصرف النظر عن خلفياتهم الدينية والعرقية والاثنية ، وتعلو فيها قيم العدالة والمساواة , ويجب ان يكون هذا المشروع مشروعاً عربياً خالصاً ، وليس الاستعانة بالقوى الغربية او روسيا ، فليس من الحكمة ان نستعيض بالخطر الفارسي بجلب الجيوش الغربية للمنطقة ، بغير ذلك سنبقى مجرد أدوات وأوراق تتلاعب بها دول الإقليم الكبرى كإيران وتركيا ، لتحقيق مكاسب سياسية على الساحة الدولية. أخيراً وليس آخراً ، إن اختزال الصراع من وجهة نظر النخب الحاكمة في العالم العربي ، ومن لف لفهم من النخب الدينية والثقافية بالمفهوم الطائفي والعرقي ، ما هو إلا قصور هذه النخب أو تآمرها على مشروع الأمة النهضوي ، وتعزيزاً للأنظمة المستبدة ، فالصراع منذ أن وجد الإنسان على الأرض تحكمه المصالح والقضايا الكبرى.
*****************************
***********
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article