72 :عدد المقالاتالاربعاء9.10.2019
 
 

 

الصحافة العربية :

14 - ما الذي يجري في السعودية؟..(تصدع التحالف)....(حسن أوريد/القدس)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí

ما الذي يجري في السعودية؟..(تصدع التحالف)....(حسن أوريد/القدس)
ما قد يقع في السعودية ليس شأنا سعوديا فقط، إنما يؤثر على مستوى السياسة الخارجية، بل حتى في الخيارات الداخلية، له انعكاسات على محيطها الجغرافي والثقافي، وعلى السوق العالمية البترولية، ومن ثمة على الاقتصاد العالمي. الوضع الاعتباري للمملكة العربية السعودية، باعتبارها حاضنة للأماكن المقدسة للمسلمين، وراعية لها، جعلها دوما محط اهتمام من قِبل المسلمين. هذا الوضع الاعتباري الذي تحظى به كان يفرض عليها التزامات، فتشريفها من تكليفها. كان يُنظر للسعودية في العالم العربي والإسلامي، مهما اختلفت الرُّؤى حيالها، كأخ أكبر، إليها يفزع الفرقاء حين تتفرق بينهم السبل، لرأب الصدع ولمّ الشّعث. الخيارات التي يتخذها الحكام، تدخل طبعا في دائرة السيادة، ومن الطبيعي أن تتغير الخيارات أمام تغير المعطيات وتداول الأجيال، إلا أنه ليس من الحكمة أن تنقلب توجهات بلد رأسا على عقب، وبشكل فجائي وألا تراعي ثوابته، وتهزأ بمسؤوليته، وأن تتخذ أسلوبا أرعن، أو تتسم بالتعالي أو الغطرسة. منذ مايو 2017، كانت الصورة التي سوّقها الإعلام الغربي، عن الحلة الجديدة للسعودية زاهية، غداة زيارة الرئيس الأمريكي ترامب للرياض، وعُقدت مقارنات بين الأمير الشاب محمد بن سلمان والمصلح الصيني دينغكسياونغ بينغ، وكان مما قاله الصحافي الأمريكي توماس فريدمان، إنه لو لم يكن محمد بن سلمان، أو (م ب س)، بالحروف الأولى اللاتينية لوجب خلقه.
كانت الأنظار منصبة حينهاعلى التحولات الجارية بالسعودية، وكان الكثير من الملاحظين لا يفضلون الخوض في الشأن الداخلي وأسلوب تدبيره، رغم ما كان يطبعه من تهور وحدة، إلا أنه كان من العسير على الكثيرين، ولو من أطراف نائية، أن يقبلوا بفرض الحصار على قطر، ضربا بعرض الحائط مؤسسة قائمة الذات، هي مجلس التعاون الخليجي لحل الخلافات، من داخله، بل رفض السعودية أي وساطة، والتحذير منها. تصدع التحالف السعودي الإماراتي، في الحرب على اليمن، ولم يعد حلفا مقدسا. ووقع اللامتوقع الذي يؤشر على تحول، أو لربما على ضرورة مراجعة الحساب، ضربة أرامكو، تحول دراماتيكي، واكتفت الولايات المتحدة بالإدانة اللفظية. ومن السذاجة الاعتقاد أن الولايات المتحدة ستكون مستعدة لخوض حرب في منطقة ملتهبة، لم تجن منها سوى الخيبة والحسرة. الموضوعية تقتضي الإقرار بأن كثيرا من الإصلاحات التي دعت لها السعودية، لها مبرراتها، وهي تعبير عن مطالب لفئات عدة من شرائح المجتمع، وضرورة توجهات اقتصادية تقطع مع اقتصاد ريعي، وضرورة التصدي لنزوع إيران إلى الهيمنة في المنطقة، ولكن الأسلوب شيء مهم في كل عمل، بل الفكرة الجيدة، يساء إليها بالتعبير السيئ. التوتر القائم في منطقة الخليج، الناجم عن توجهات وأسلوب، لا يخدم دولها، وتداعياته تؤثر سلبا على كل بقاع العالم العربي والإسلامي.



Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article