86 :عدد المقالاتالثلاثاء26.10.2021
 
 

 

الصحافة العربية :

6 - إمارة السعادة: وجه الإمارات الخفي(عيسى بن زايد وحقوق العمال)(زهراء ديراني)(الميادين.نت)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí

- (منظمات حقوقية تكشف عن انتهاكات تعرض لها مهاجرون أفارقة خلال الشهرين الماضيين، لنتعرف إلى وجه الإمارات المستتر خلف قناعٍ برّاق - أبراج شاهقة تطاول عنان السماء، ناطحات سحاب يأسر بريقها الأنظار، منتجعات فخمة، حياة ورفاهية يحلم بها الكثيرون، ولكن خلف هذا البريق يتوارى واقعٌ مختلف في الإمارات الملقبة بـ"أرض السعادة"):
ليس كل ما يلمع ذهباً. ينطبق هذا القول على الواقع الحقوقي في الإمارات، فالصور الذهنية التي تسعى الإمارة الخليجية لترويجها عن نفسها وتصديرها إلى الخارج عبر أذرعها الإعلامية أو عدد من الفنانين و"فاشينيستات العصر"، لا تعكس واقعاً إن أمعنّا النظر فيه لاكتشفنا حجم التضليل ومحاولات التعمية. تحرص الإمارات على تقديم الوجه الحضاري للدولة من خلال البنيان الشاهق وفائض الرفاهية والترف، والترويج دولياً لفكرة إسعاد مواطنيها عبر "وزارة السعادة"، إلا أنّ تقارير إعلامية دولية وأخرى حقوقية أممية، كشفت عن ممارسات غير إنسانية تجري بحق العمال الأجانب والوافدين والناشطين السياسيين.
الوجه الخفي.. للأمراء "قانونهم": نعود بالذاكرة إلى العام 2005، في الفيديو أدناه مشاهد قاسية توثق تعرض رجل أفغاني لضرب مبرحٍ وتعذيب على يد إماراتي، ولكنَّ هذا الرجل ليس مواطناً عادياً، إنما هو عيسى بن زايد آل نهيان، شقيق محمد بن زايد، الحاكم الفعلي للإمارات. يعرض التسجيل الذي صُوّر نزولاً عند رغبة الأمير عيسى بن زايد مشاهد تعذيب فظيعة بحق محمد شاه بور، وهو تاجر حبوب أفغانيّ اتهم بعدم تسليم الأمير كمية البضاعة المتفق عليها، فهل خضع الأمير للمحاكمة أو بالحد الأدنى للمساءلة؟ "سارة"، عاملة تنظيف من الفلبين، عملت فترة طويلة في الإمارات، وقالت: "عندما انتشر هذا الفيديو، كنت أعمل هناك. لم يكن الحادث الأول، ولن يكون الأخير. الأسرة الحاكمة بوسعها فعل ما تريد من دون أي محاسبة. يعتقدون أن الأجانب جنس دوني، وينظرون إلينا أحياناً كحيوانات، وكأن الهنود والأفغان والباكستانيين والفلبيين خلقوا لخدمتهم فقط. نعم، لا يمكن أن ينكر أحد أن البلاد آمنة للغاية، والقانون يطبق أحسن تطبيق، ولكن حين يتعلق الأمر بالأسرة الحاكمة، هناك قانون واحد: قانونهم".
بناة النهضة.. عمالٌ بلا حقوق: تشهد الإمارات واحدة من أكبر الطفرات العمرانية في العالم. وقد احتلّت قبل عامين المرتبة الأولى شرق أوسطياً والرابعة عالمياً على صعيد إنجاز الأبراج الشاهقة، ويشكل الأجانب 95% من القوى العاملة في البلاد، تعمل النسبة الأكبر منهم في قطاع البناء. وعلى الرّغم من دورهم الكبير في صعود الإمارات وبصمتهم الواضحة في كل نجاح حصدته، كشفت التقارير الدولية عن ممارسات لاإنسانية وانتهاكات يتعرض لها العمال الأجانب من سوء معاملة واستبعاد واستغلال وظروف عملٍ محفوفة بالمخاطر وخاليةٍ من أي ضمانات. تتراكم التقارير التي سلّطت الضوء على هذه الانتهاكات، آخرها كان تقريراً استقصائياً وثّق بالأسماء والتفاصيل ما يتعرض له مهاجرون أفارقة، ويروي رحلتهم إلى الإمارات التي انتهت بشكل مغاير لتصوراتهم وتكشف الشهادات اعتقالهم قبل يوم من موعد تسلمهم رواتبهم وترحيلهم من دون دفع هذه المستحقات ومن دون تسليمهم أوراقهم الثبوتية.
"لقد فقدت كلّ شيء". بهذه الجملة، تختصر السيدة الكاميرونية إيمانويلا نسوبي مرارة خسارتها لوظيفتها ومستحقاتها المالية. كانت تعمل في محل "golden tower" لبيع الهدايا قبل اعتقالها خلال مداهمات جماعية استهدفت عمالاً أفارقة في شهر حزيران/يونيو الماضي. دانييل أوجو، شابٌ نيجيري كان يعمل في شركة "ماجيك وورلد" لخدمات الصيانة العامة في الإمارات، قال: " تعرّضت لمعاملة سيئة. قامت الشرطة بترحيلي قبل أن آخذ مستحقاتي المالية. إنهم مدينون لي بنحو 4500 درهم، أي ما يعادل 1225 دولاراً. العمال الأجانب بلا حقوق هناك". سرقة الأجور أمر شائع لدى المهاجرين المقيمين في الإمارات، وفق التقرير. يؤكد ذلك مركز موارد الأعمال وحقوق الإنسان الذي يشير إلى أنّ 67% من حالات إساءة معاملة العمال في أبو ظبي تتضمن شكاوى من عدم دفع المستحقات.
إكسبو 2020 .. "عين دبي": تلجأ الإمارات إلى المهرجانات والاحتفالات، ومن بينها معرض "إكسبو 2020 دبي"، للترويج لصورة عامة من الانفتاح تتنافى مع واقع الانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان فيها. هذا ما تضمنه تقرير منظمة "هيومن رايتس ووتش". مايكل بيج، نائب مديرة قسم الشرق الأوسط في "هيومن رايتس ووتش"، قال: "اعتُقل العشرات من الناشطين المعارضين في الإمارات، وتعرضوا لمحاكمات جائرة وتهم معلبة، وحُكم عليهم بالسجن لسنوات عديدة، لمجرد محاولتهم التعبير عن آرائهم بشأن الحكم وحقوق الإنسان. إكسبو 2020 هو فرصة أخرى للإمارات لتقدم نفسها إلى العالم على أنها منفتحة ومتسامحة وتحترم الحقوق، بينما تغلق مجال السياسة والخطاب العام والنشاط الحقوقي في الداخل". قبل ساعاتٍ من كتابة هذا المقال، أُعلن عن افتتاح "عين دبي"؛ أعلى وأضخم عجلة مشاهدة في العالم أمام الجمهور، ضمن فعاليات معرض "إكسبو 2020"، في وقت يغمض المجتمع الدولي ودعاة الإنسانية أعينهم عما يحدث من انتهاكات في الإمارات، ليس بحق العمال الأجانب فحسب، بل أيضاً بحقّ المعارضين داخل الإمارة. وفي حال أردنا أن نلقي نظرة خارج حدودها، فلن نحتاج إلى توسيع دائرة البيكار كثيراً. اليمن أقرب، ومأساته أكبرُ شاهدٍ على مجازر حملت بصمات الإمارات!
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article