86 :عدد المقالاتالثلاثاء26.10.2021
 
 

 

الصحافة العربية :

23 - مقابلة سعد الجبري في ميزان تويتر: مادة إعلامية مؤقتة للنيل من السعودية(العرب)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí

- (السعوديون يتفاعلون على موقع تويتر مع كل الانتقادات الموجهة لبلادهم - هل فهمت ما ستقول): تصريحات المستشار الأمني السعودي السابق سعد الجبري في برنامج أميركي تثير جدلا سعوديا واسعا على تويتر. والمثير أن الجدل لم يكن حول المعلومات التي وردت في المقابلة بقدر ما تعلق الجدل بسؤال حول "ماذا يريد الإعلام اليساري الأميركي" من السعودية؟
الرياض- حازت مقابلة المستشار الأمني السعودي السابق سعد الجبري، مع برنامج “60 دقيقة”، على قناة “سي.بي.أس” (CBS) الإخبارية الأميركية تفاعلا لافتا على موقع تويتر في السعودية. وتصدر هاشتاغ #مقابلة_سعد_الجبري الترند السعودي على تويتر. وروج معارضون سعوديون للهاشتاغ لكن المغردين السعوديين اجتاحوه لتحليل المقابلة. فيما ظهرت صفة “خائن” كأكثر كلمة مكررة في تغريدات السعوديين. وكان الجبري يعتبر الرجل الثاني في فريق ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف، قبل أن يفرّ من السعودية إلى تركيا ثم إلى كندا في عام 2017، فيما رفعت مجموعة شركات سعودية مملوكة لصندوق الثروة السيادي للمملكة، دعاوى قضائية في الولايات المتحدة ضد الجبري بتهم تتعلق باختلاس أموال عامة.
وفيما وصف معارضون سعوديون في سياق تعليقاتهم ما أورده سعد الجبري بـ”المعلومات الخطيرة” سخر مغردون من الجبري وعدوا تصريحاته “كوميدية”. واعتبر آخرون أن ظهور الجبري “ورقة سياسية لابتزاز السعودية”، مؤكدين أن التصريحات “ستكون مادة إعلامية مؤقتة للنيل من المملكة”. ويتفاعل السعوديون على تويتر بشأن الانتقادات الموجهة للنظام السعودي، وهناك من يرى فيها تهجما وتحاملا على المملكة. ويُعتبر العالم الافتراضي، خصوصا مواقع التواصل الاجتماعي، فضاء مثاليا لقياس تفاعل السعوديين مع رؤية العالم الخارجي وخصوصا الغربي لبلدهم. وقال ناشط: M2jed966@ الخائن والمختلس سعد الجبري يحاول أن يظهر في الإعلام اليساري كشخصية معارضة وفي الحقيقة إن العميل مطارد وأمواله مجمدة في مالطا وكندا، وحتى في أميركا رفضت كل قضاياه.
و”الإعلام اليساري” الأميركي مصطلح متداول في أوساط السعوديين الذين يؤكدون أن عداوته مع السعودية تقوم على أسس أيديولوجية. وكانت المحطة التلفزيونية الشهيرة كثّفت من ترويجها للقاء، وقالت إن الجبري قرّر كسر صمته بعد فشل محاولاته على مدار 4 سنوات في إطلاق سراح ابنيه عمر وسارة من المملكة، وهو ما أكّد عليه ابنه خالد الذي سوّق للحملة على تويتر، لافتًا إلى أن أخوَيه جرى احتجازهما كرهينتَين لابتزاز والده مع صعود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ولم تفلح كل الاتصالات لتأمين حريتهما. وهذه ليست المرة الأولى التي تشتعل فيها قضية الجبري إذ سبق أن سلط الضوء على القضية التي رفعها أمام المحاكم الأميركية في أغسطس 2019. ورفع الجبري الذي يعيش حاليا في كندا دعوى قضائية تقع في 107 صفحات في محكمة أميركية يتهم فيها ولي العهد “بإرسال فرقة اغتيال” لقتله في أكتوبر 2018. واستند الجبري في قضيته إلى مقالات منشورة في صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية وقناة “الجزيرة” القطرية.
ووصف حساب مقابلة سعد الجبري ”على طريقة طالبي اللجوء والهاربين، من اختلاق القصص الهوليودية، والطعن السياسي والاجتماعي والديني، ثم البكاء واستعطاف دوائر الهجرة، لكنه هذه المرة زاد بتهديد السعودية وأميركا على حدٍ سواء، بكشف أسرار الدولتين الأمنية، وهو الشأن الذي يقلق الولايات المتحدة ولا يقلق السعودية”. ودعا مغردون للاستعداد لسيل من الأكاذيب والتهم الملفقة ضد السعودية. ورغم ذلك يصر معارضون سعوديون على أن الجبري “ورقة سياسية رابحة” يجب استغلالها ضد النظام السعودي. وقال حساب يحمل اسم تركي الشلهوب ويدعي أنه معارض سعودي فيما تؤكد أوساط سعودية أنه مجرد حساب وهمي يدار من الخارج “بإمكان معلومات سعد الجبري أن تسقط نظام ابن سلمان لو أتيح لها النشر عبر وسائل الإعلام. هل يمكن أن يحدث ذلك يومًا ما؟ كل شيء وارد”. وغرد المعارض علي عسيري “حرفيًا الجبري لوى ذراع محمد بن سلمان”. وقال الجبري في أول مقابلة له منذ مغادرته المملكة إن الأمير محمد بن سلمان “لا يشعر بأي عاطفة” وأنه يمثل خطرا على شعبه وعلى الأميركيين والعالم بأسره. فيما قال مغردون سعوديون إنه “ورقة سياسية خاسرة”. ولم ينس سعوديون تحليل لغة جسد الجبري وقالوا إنه “ظهر مرتبكا” فيما قال آخرون إنه “تم تلقينه”. وقال الجبري إن الأمير الشاب تفاخر في لقاء بأنه يمكن أن “يقتل الملك” الحاكم، عبدالله، لتخليص العرش لوالده، وأضاف الجبري “قال أريد اغتيال الملك عبدالله. حصلت على خاتم مسموم من روسيا. يكفي أن أصافحه وسوف ينتهي الأمر”. وغرد اللواء عبدالكريم الرميان:
وقال مغردون إن الهدف من المقابلة تسليط الضوء مجددا على قضية جمال خاشقجي بعد أشهر طويلة من الصمت، لكن هذه الجولة يتصدّى لها سعد الجبري، مسؤول الاستخبارات السابق المقرَّب من محمد بن نايف ولي العهد السابق، خاصة أن الجبري قال إن ولي العهد أرسل فريقًا لقتله في توقيت متزامن مع قتل جمال خاشقجي، وتساءل تقرير القناة: هل الجبري ما زال هدفًا للسعودية؟ وسخر مغردون من الجبري عندما علموا أنه حاول شراء ودّ الأمير محمد بن سلمان، وكتب مقالًا في أحد إصدارات مركز بيلفر للعلوم والشؤون الدولية التابع لكلية هارفارد كينيدي، ينسب فيه الفضل إلى ولي العهد الجديد في مواجهة إيران بشكل حاسم. في سياق آخر، قال مذيع برنامج “60 دقيقة” سكوت بيلي إن سعد “الجبري صرح بأنه قام بتسجيل فيديو يكشف المزيد من الأسرار عن العائلة الملكية السعودية والبعض في الولايات المتحدة”. وأضاف المذيع “أعطانا مقطعا صغيرا من الفيديو دون صوت، وقال لنا إنه يمكن نشره إذا قُتل”. ووصفت سفارة السعودية في واشنطن، في بيان أصدرته لبرنامج “60 دقيقة” الجبري بأنه “مسؤول حكومي سابق فاقد للمصداقية”. وقالت السفارة إن الجبري “له تاريخ طويل من التلفيق ومحاولات التشتيت لإخفاء الجرائم المالية التي ارتكبها والتي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، لتوفير أسلوب حياة مُسرف لنفسه ولأسرته”. وأضاف البيان أن الجبري “لم ينكر جرائمه، بل إنه في الحقيقة يشير إلى أن السرقة كانت مقبولة في ذلك الوقت. لكنها لم تكن مقبولة ولا قانونية في ذلك الوقت، ولا الآن”.
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article