51 :عدد المقالاتالجمعة2.12.2022
 
 

 

الصحافة العربية :

19 - قطر ومونديال كأس العالم(د. خليل الهندي)(راي اليوم)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí

استطاعت قطر بمختلف الوسائل والأساليب الغير قانونيه، ان تستضيف مباريات كأس العالم للعام ٢٠٢٢ . وعملت منذ سنوات على الإعداد لهذا الحدث العالمي الضخم من بنيه تحتيه وملاعب ومرافق إلى غير ذلك . المهم ان مجمل تكاليف هذا المشروع بلغت ٢٢٠ مليار دولار في الوقت أن العائدات المرجوه منه تقدر بعشرين مليار دولار فقط ، أي أن هنآك خسائر في هذا المشروع بقيمة مائتي مليارات دولار . ليس لاي عاقل القدره على استيعاب بان دوله على الاستعداد لخسارة هذا المبلغ الضخم لمجرد الحصول على الموافقه لإجراء هذا الحدث على أراضيها ، في الوقت أن معظم لاعبيها مرتزقه . فهذا المبلغ لو وظف على أسس اقتصاديه سليمه لاستطاع تغيير واقع دول بحاجه ماسه لهذه الاموال من اجل التنميه وانشاء مشاريع صناعيه وزراعيه ، وإيجاد فرص عمل لتخفيض نسب البطاله والفقر …… الخ .
فالوطن العربي يئن من مشكلات لا حصر لها ، فالواقع الاقتصادي في مصر سىء للغايه من ارتفاع في نسب البطاله والفقر وزيادة السكان و تدهور قيمة الجنيه . وكذلك السودان أسوأ حالاً في ظل حكومة الانقلابيين ، وليبيا متعثره بين الحروب والمليشيات والتدخلات الاجنبيه . وتونس تزداد فقراً بسبب رفضها التطبيع مع العدو الصهيوني . والصومال وموريتانيا ليست بأفضل حال من باقي الدول . أما اليمن فقد أصبح مأساه على مستوى العالم بسبب الحرب المجرمه وسكوت الامم المتحده والغرب الذي يدعي حقوق الانسان على الجرائم التي تجري هناك . في فلسطين يرتقي الشهداء يومياً . سوريا والعراق دفعت أكبر الأثمان في الحرب مع الدواعش ، وقطر الحمدين ليست ببعيده عن إشعال نار هذه الحرب . ففي مقابله لوزير خارجية قطر السابق ( حمد بن جاسم ) يعترف بأن قطر أنفقت ١٣٧ مليار دولار من أجل تدمير سوريا ، وهذه المقابله منشوره على اليوتيوب .
لقد كان من الأجدر لحاكم قطر أن يكفر عن الجرائم التي ارتكبها الحمدين في تدمير دولتين عربيتين خضارتهما تمتد لسبعة آلاف عام . وتشريد الملايين من مواطني هذه الدول إلى المنافي في أوروبا وتركيا وكندا وغيرها ، تحت شعارات وهميه مثل نشر الديمقراطيه ، فأين الديمقراطيه في قطر وفي الدول التي صدرت الإرهابيين والافاقين والشواذ الى سوريا والعراق ” ففاقد الشىء لا يعطيه ” . كان من الأجدر لحاكم قطر أن يساهم في إعادة بناء سوريا والعراق بالمبلغ الذي خسره في هذا المهرجان ، فالشعوب العربيه ليست في مرحلة الترف لهذه المهرجانات وهذه البدع ، وهي أحق بهذا المال من أجل برامجها التنمويه ، فاولاً واخيراً هذا المال وهذا النفط والغاز عربي ولكل العرب الاحقيه به . فاهدار هذا المال في الحروب العبثيه وصفقات السلاح المشبوهه والكاذبه لدعم ترامب وغيره ، والمهرجانات وكل مظاهر الترف الكاذب يعتبر هدراً للمال العربي . ما زلنا نعيش في مرحلة اللعنه الاستعماريه البريطانيه التي قسمت هذا الوطن ونصبت حكاماً عملاء ومطبعين ومنبطحين وخدماً للاستعمار واذنابه . الكثير من العرب مسرور لردة الفعل العفويه ضد الصهاينه في قطر ، فهذا شيء جميل أن يدرك الكيان الصهيوني بأن التطبيع هو على مستوى الأنظمه العميله وليس على مستوى الشعوب ، فهذه الشعوب لو حصلت على الديمقراطيه والقرار لكنست هذه الانظمه المتخلفه بأحذيتها .
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article