63 :عدد المقالاتالاربعاء8.12.2021
 
 

 

الصحافة العربية :

35 - العاهل الأردني يقطع على الإسلاميين هامش المناورة بقضايا التطبيع(القدس)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí

- (خبراء يرون أن التعاون بين إسرائيل والأردن في مجال الموارد المائية ينتعش تحت ضغط التغير المناخي - محاولة لاستثمار الاحتقان الشعبي):
عمان – وصفت مصادر سياسية أردنية لقاء العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الاثنين برئيس مجلس النواب ونائبيه ومساعديه حيث أكد ثبات الموقف الأردني من القضية الفلسطينية، بالرسالة المباشرة للإسلاميين الذين انطلقوا مؤخرا في مساع لتصوير اتفاقية الطاقة مقابل المياه مع إسرائيل على أنها تدخل في باب التطبيع. وجدد الملك عبدالله التأكيد على “مواقف الأردن الثابتة والواضحة تجاه القضية، ودعمه الكامل للأشقاء الفلسطينيين في نيل حقوقهم العادلة والمشروعة”، كما تطرق في ذات الوقت إلى التحديات البيئية والمائية التي يواجهها الأردن. ويأتي لقاء العاهل الأردني برئاسة مجلس النواب عقب تأجيل البرلمان جلسة كانت مقررة الاثنين إلى الأربعاء لمناقشة عريضة نيابية تبناها الإسلاميون، تطالب بإلغاء اتفاقية الطاقة مقابل المياه مع إسرائيل بوصفها “تطبيعا مع العدو”.
والأردن من أكثر الدول التي تعاني نقصا في المياه، إذ يواجه موجات جفاف شديدة. وبدأ تعاونه مع إسرائيل في هذا المجال قبل معاهدة السلام الموقعة في 1994. وكذلك تعاني إسرائيل من الجفاف، إلا أنها تملك تكنولوجيا متقدمة في مجال تحلية مياه البحر. ويرى خبراء أن التعاون بين إسرائيل والأردن في مجال الموارد المائية ينتعش تحت ضغط التغير المناخي الذي يتسبب في موجات جفاف تزداد حدة، ما قد يلعب دورا أيضا في تحسين العلاقات بين البلدين على أصعدة أخرى. وتقول الأستاذة في جامعة ديوك الأميركية المتخصصة في السياسة البيئية العالمية إريكا وينثال، إن “المياه مورد يسمح للخصوم بإيجاد طرق للتعاون”. وتضيف وينثال “إذا نظرنا إلى المعطيات نرى تعاونا بشأن المياه أكثر من نزاعات حولها، وعند الحديث عن نزاع يكون غالبا شفهيا”. ودأب الإسلاميون منذ أن خسروا في الانتخابات التشريعية السابقة، التي أفقدتهم ثقلهم التشريعي، على استثمار الاحتقان الشعبي جراء الأزمة الاقتصادية واللعب على المشاعر الشعبية الأردنية المشتركة تجاه إسرائيل واليهود، لإحراج السلطة وتأليب الرأي العام ضد خططها لتفادي نقص مائي حاد أثر على قطاع الزراعة والحياة اليومية للمواطنين. ووجدوا في اتفاقية الطاقة مقابل المياه التي تعتزم المملكة توقيعها مع إسرائيل فرصة مواتية لاستعراض العضلات بالتعبئة الجماهيرية والدعوة إلى احتجاجات حاشدة ضد التطبيع، في خطوة يقول مراقبون إنها تهدف إلى مساومة السلطة وتحقيق مكاسب سياسية قد تعيدهم إلى الواجهة. وتسعى جماعة الإخوان المسلمين عبر ذراعها السياسية في البرلمان حزب جبهة العمل الإسلامي، لاستثمار الغليان المجتمعي للمساومة على استعادة مكاسب سحبت منها، بعد قرار تحجيمها وتفكيكها وحظرها بقرار قضائي في 2019.
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article