0 :عدد المقالات
 
 

 

الصحافة العربية :

13 - رئيس وزراء اليابان في مهمة مستحيلة إلى طهران..(د. أحمد قنديل/العرب)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí

رئيس وزراء اليابان في مهمة مستحيلة إلى طهران..(د. أحمد قنديل/العرب)
ـ (الأمل ضعيف في أن يعود آبي بنتائج إيجابية محددة من طهران بعد أن استبقت زيارته برفض مناقشة برنامجها النووي ـ مهمة صعبة):
في الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر بين الولايات المتحدة وإيران وتدق طبول الحرب في المنطقة، يسعى رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إلى الوساطة بين البلدين خلال زيارته إلى طهران، التي تستمر ثلاثة أيام والتي تعد الأولى من نوعها لرئيس حكومة ياباني منذ اندلاع الثورة الإسلامية في إيران عام 1979. فهل ينجح آبي في مساعيه لنزع فتيل الأزمة، والتي يشاركه فيها ساسة آخرون من دول أخرى مثل ألمانيا والعراق وسلطنة عمان، أم تواجه زيارته مصيرا غامضا؟ يبدو آبي وسيطا مثاليا من الناحية العامة، كما أنه حليف استراتيجي وثيق الصلة بالولايات المتحدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ويرتبط رئيس الوزراء الياباني بعلاقات وثيقة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ولم يكن غريبا أن يمنح ترامب الضوء الأخضر لصديقه آبي لتقديم المساعدة في التعامل مع إيران خلال زيارته الأخيرة إلى طوكيو في مايو الماضي، باعتبار أن العلاقة جيدة أيضا بين طوكيو وطهران ما يوفر عنصرا مساعدا للتفاعل الإيجابي بين الدول الثلاث. ويتذكر الإيرانيون جيدا أن اليابانيين كانوا من ضمن أولئك الأوائل الذين كسروا في الخمسينات من القرن الماضي الحظر النفطي البريطاني على بلدهم. وينظر الكثير من قادة طهران إلى طوكيو باعتبارها أكثر حيادية من حلفاء الولايات المتحدة الآخرين في أوروبا، مع تركيز طوكيو على العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية في المنطقة بدلا من الانتشار العسكري. كما أن موقف اليابان الداعم للاتفاق النووي عقب انسحاب ترامب منه، وجّه رسالة شجعت إيران على طرق أبواب طوكيو بقوة بحثا عن الوساطة والتهدئة والخروج من المأزق الراهن.
لكن، رغم ملامح الثقة المفرطة يظل ما يمكن أن يحققه آبي من تقدم غير واضح تماما، حيث حذرت إيران دول أوروبا من أنها سوف تبدأ بتخصيب اليورانيوم بالقرب من مستويات صنع الأسلحة بحلول 7 يوليو القادم، إذا لم يتم نزع فتيل التوتر الحالي. أكثر ما يمكن أن يحققه آبي هو إقناع إيران والولايات المتحدة باستئناف المحادثات المباشرة دون وضع شروط مسبقة، من خلال عقد قمة أميركية- إيرانية. وبرأي الكثير من المراقبين أن الأمل ضعيف جدا في أن يعود آبي بنتائج إيجابية محددة من طهران تطفي الأزمة، بعد أن استبقت زيارته برفض مناقشة برنامجها النووي والباليستي أو الدخول في مناقشات تفصيلية حول دورها في المنطقة. ومرجح أن تخفق طوكيو في مساعدة طهران على إيجاد حل للتخلص من فخ العقوبات الأميركية. ويعد ذلك الأمر أحد الشروط الأساسية التي وضعها الإيرانيون لنجاح مهمة رئيس الوزراء الياباني. علاوة على أن طوكيو ليست طرفا مباشرا في أزمة الاتفاق النووي بين واشنطن وطهران، والذي وقّعته إيران وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة، بالتالي لن يكون اليابانيون قادرين على الوساطة في تفاصيل الملف النووي الإيراني، وهو الملف الحيوي المطروح على رأس جدول أعمال الوساطة.
سواء حقق رئيس الوزراء الياباني اختراقا كبيرا أم صغيرا خلال زيارته إلى طهران، ستظل الأزمة معلقة بحجم التنازلات التي يمكن أن تقدمها قيادة إيران للرئيس الأميركي، الذي يعتقد أنها تضخمت بصورة جعلتها قوة إقليمية تهدد مصالح بلاده وحلفائه في الشرق الأوسط، ولا بد أن يحصل على صيغة تضمن له استجابة طهران للجزء الأعظم من مطالبه، لأن خيار التعامل بالأدوات العسكرية سيظل يلوح في الأفق، طالما أن القيادة الإيرانية مصممة على مناطحة واشنطن.
***********************************
*************
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article