0 :عدد المقالات
 
 

 

الصحافة العربية :

5 - أتراك “يخترقون” المُعتمرين “فداءً للأقصى” اعتبره الإماراتيّ “مشهدًا إخوانيّاً”؟(خالد الجيوسي/راي اليوم)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí


على خلفيّة اتّهامات سابقة للرئيس التركي رجب طيّب أردوغان لمُنافِسته العربيّة السعوديّة في قيادة العالم الإسلامي أو “السنّي”، بتفريطها بحماية الأقصى، وعدم حديثها بانتقاد لصفقة القرن، وهو ما كانت قد ردّت عليه المملكة بتقريرٍ إخباريّ، ذكّرت بصورة للعاهل السعودي الحالي الملك سلمان بن عبد العزيز، وهو يرتدي في شبابه زيّاً عسكريّاً، للدّفاع عن مِصر، كان لافتاً أن يظهر مجموعة شُبّان أتراك وهُم يعتمرون في مكّة، ولكن يهتفون للأقصى، دِفاعاً عنه بأرواحهم، ودمائهم. لا يبدو هذا التّوقيت بريئاً، على الأقل بالنسبّة للمنصّات السعوديّة، وحتى بعض وسائل إعلام إماراتيّة، فيما قابل هذا التّشكيك، حِرص وسائل إعلام تركيّة وقطريّة، على إبراز ذلك المشهد القادم من بلاد الحرمين، ويُفتَرض عفويّاً، ولا يحمل أيّ أجندات سياسيّة، وهدفه الوحيد تذكير العالم الإسلامي بحُضور شبابه واستعداده للدّفاع عن الأقصى، وفِلسطين.
“العفويّة” يبدو أنها غير واقعيّة، أو غير قابلة للتّصديق، فالشباب الأتراك كما رصد مُعلّقون، يبدو أنهم أعدّوا جيّداً لظُهورهم هذا، فظهروا مُتراصّين، وعلى صوت رجلٍ واحد يهتفون للأقصى، كما أنّ طريقة التصوير يبدو أنه جرى التّوافق عليها، فتارةً تأخذهم لقطة واسعة من الأمام، ثم تظهر لقطات أخرى من بينهم، أيّ أنها ليست لقطات عابرة جرى توثيقها من المارّة بهواتفهم فور سماع هتافهم. وفي المقطع، يظهر شبّان أتراك، وهم يهتفون بكُل ما أوتيوا من قوّةٍ، وصلابة: “بالروح، بالدم نفديك يا أقصى”، وذلك خلال سعيهم بين الصفا والمروة، ويرتدون ملابس الإحرام، وعلّقت قناة (TRT عربي) مثلاً بالقول على المشهد: “رد فعل الشباب التركي على صفقة القرن في مكّة”. رحلة العمرة هذه، يعود تنظيمها إلى جمعيّة “شباب الأناضول”، التابعة لحزب السعادة التركي لرؤساء الجامعات، وهو الحزب الذي يعد مُنافساً للرئيس أردوغان، لكنّ الأخير وعدداً من قادة حزب العدالة والتنمية ينحدرون منه، قبل تأسيس الأخير العام 2001.
جمعيّة “شباب الأناضول” هذه، معروفةٌ بتبنّيها رسائل مُعادية لليهوديّة، والمسيحيّة، وكانت قد أثارت جدلاً نهاية العام 2019، بتعليقها لافتات إعلانيّة، واختيارها نصّاً من سورة المائدة في مدينة قونية التركيّة، وتحديداً للآية 51 من سورة المائدة، والتي تدعو إلى عدم اتّخاذ اليهود والنصارى أولياء أو تعريفاً إقامة علاقة صداقة معهم، وهو ما دفع حزب العدالة والتنمية إلى إزالتها، بعد الضجّة والاعتراض الذي ثار حولها. وعلى خلفيّة تنظيم هذه الجمعيّة لمشهد ما وصفه بعض الإعلام الخليجي، بمشهد اختراق الشبّان الأتراك للمُعتمرين، الجمعيّة مُتّهمة بأنها البديل “الشرعي” للنشاطات الشبابيّة التي كانت تتولّاها منظمة فتح الله غولن، والمُتّهم “أردوغانيّاً” بأنه خلف مُحاولة الانقلاب الفاشل العام 2016، وكما وتتّهم تلك الجماعة بأنها مسؤولة عن البث الإعلامي المُغرض، والترويج لحركة الإخوان المسلمين، وأفكار حسن البنا. المشهد الذي احتفى به البعض، واعتبروه مشهداً مُسانداً للأقصى، أُخِذ عند خُصوم تركيا، وتحديداً السعوديّة، والإمارات، مشهداً ذات طابع إخواني، على خلفيّة الطّعن بنوايا وخلفيّات المنظّمين لمشهد الهتاف للأقصى، والحديث هُنا عن جمعية شباب الأناضول، كما أنّ اتّهامات سعي تركيا لتدويل إدارة الحرمين، طفت على السطح مُجدّداً، على اعتبار أنّ مشهد الهتاف للأقصى، يُعتبر تسييساً للشعائر الدينيّة.
النشطاء السعوديّون، تصدّوا بدورهم لمشهد الهتافات الذي صدّرته تركيا للإعلام بعدّة لغات، وطالبوا الشباب الأتراك، بالتوجّه لسفارة إسرائيل بأنقرة، أقرب لهم من مكّة، فيما حذّر آخرون من نوايا الأتراك التخريبيّة، والغوغائيّة، لنشر الفوضى في بلاد الحرمين، كما ذهب بعضٌ آخر للتّذكير بحجم التبادل التجاري الاقتصادي الكبير بين تل أبيب، وأنقرة. ولا تّحبّذ السلطات السعوديّة عادةً، أن تتحوّل شعائر الحج والعمرة، إلى منصّات سياسيّة، وخلافات بين الدول، لكن بعض مٌنتقدين لسياساتها، يقولون إنّ سلطاتها تستغل تلك الشعائر سياسيّاً، وتحرم بعض دول من حصّتها في الحج سنويّاً، على خلفيّة خلافات مع حُكوماتها.
************************
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article