0 :عدد المقالات
 
 

 

الصحافة العربية :

27 - السعوديّة تُكشّر عن أنيابها وتُهاجم: تركيا بين أنياب حملة شعبيّة: إعلام السّلطان يُهاجم الأمير المُحرّض(خالد الجيوسي/راي اليوم)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí


لم تَعُد الصّورة مُقتصرةً على “المشهد التويتري”، حيث حملات هُجوميّة حادّة تُشَن على تركيا، وبِضاعتها، ومُسلسلاتها، ومُواطنيها، وسياحتها ورئيسها، المكان: العربيّة السعوديّة، والأسباب: تهديدات مُفترضة صادرة عن الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان ضدّ دول الخليج العربيّة. الحملة تبدو بتأييدٍ رسميّ سعوديّ ومُباركة، ويُشارك فيها دون استثناء، نُخب المملكة، من كتّاب، وشُعراء، وصحفيين، وحتى أمراء من العائلة الحاكمة، المشهد كمن هبّوا هبّة رجلٍ واحد، لمُقاطعة تركيا. الحملة “التويتريّة” تتصدّر الوسوم الأكثر تفاعلاً في السعوديّة خلال إعداد هذه المادّة، عدد من “الهاشتاقات” وفيها الآلاف من المُتفاعلين مع مُقاطعة تركيا، تنجح الحملة وتنتقل إلى أرض الواقع، ويُلبّي التجار السعوديّون بالفِعل النّداء، ورفعوا يافطات في أسواقهم ومحالهم التجاريّة “نعتذر عن بيع المُنتجات التركيّة”، الاقتصاد التركي يتعرّض لنكسة، فبحسب إعلام سعودي محلّي يُقدّر حجم الخسائر جرّاء المُقاطعة، بأكثر من 15 مليار ريال سعودي.
اللّافت أنّ صدى الحملة السعوديّة، امتدّ حتى وصل إلى مِصر، والمغرب، والكويت، وليبيا، فيما الأسواق القطريّة تعتمد على المنتج التركي بطبيعة حال الحِصار أو المُقاطعة المفروض عليها من قبل الدول التي تقود الحملة، السعوديّة، ومن خلفها الإمارات، وهي ذاتها المُقاطِعة التي تدعو الخليج لمُقاطَعة تركيا، فيما السّوق القطري يعتمد على المُنتَجين الإيراني، والتركي. وحدها الدراما التركيّة تبدو صامدةً أمام حالة الهبّة الشعبيّة السعوديّة الخليجيّة المُقاطِعَة، “رأي اليوم” ترصد يوميّاً حالة التّفاعل الخليجي والعربي مع العرض اليومي للمُسلسلات على الشّاشات التركيّة، العمل التاريخي التركي يأخذ حيّزًا كبيرًا من عقل المُشاهد العربي، الخليجي، يُعرض حاليّاً مسلسل “عثمان”، والسلاجقة العظام”، وكلاهما يتصدّران التريند السعودي الخليجي أسبوعيّاً، وكلاهما يحكي قصّة صُعود العثمانيين وأمجادهم، فيما الإنتاجات العربيّة “النّاسخة” لحكايا الأتراك “الرومانسيّة” مُستمرّةٌ بالفِعل، وآخرها مسلسل “عروس إسطنبول” أو “عروس بيروت” المُعرّب والمنسوخ حرفيّاً، والمعروض على شاشة (MBC) السعوديّة.
تبدو التقديرات السعوديّة بتحقيق حملة المُقاطعة نتائجها واقعيّةً، فقد كانت تُوجّه اتّهامات للمملكة بقيادة حملات افتراضيّة ضدّ خُصومها فقط، ولكنّ بيانات وزارة الخارجيّة التركيّة تقول بأنّ حجم التبادل التجاري بين السعوديّة، وتركيا، انخفض تدريجيّاً وصولاً للعام 2018، وهو مشهد يبدو أنّ الخاسر الأكبر فيه تركيا، وسياسات أردوغان في المِنطقة، كما يجدر الإشارة إلى أنّ الخطوات السعوديّة ضدّ تركيا، لم تصل حدّ طرد العاملين الأتراك على أراضيها، ومُجمل 200 شركة تركيّة عاملة في المملكة. لكنّ عاصفة المُقاطعة للبضائع التركيّة والتي ترفع شعار “واجب وطني” في الأسواق التجاريّة السعوديّة، قد تطال العاملين الأتراك، وتحديدًا الحلّاقين الأتراك ومحالهم، والذين ينتشرون بشكلٍ كبيرٍ في مُدن ومُحافظات المملكة، ويُقبِل عليهم الشّباب السعودي، لتقليد آخر صيحات الموضة المُتعلّقة بقصّات الشعر، واللّحية. وتصدّر بالفِعل وسم يدعو إلى طرد الحلّاقين الأتراك من السعوديّة، وسط حالة من السخرية، والجدل، حول البدائل، فمهنة الحِلاقة تبدو حِكرًا على الأتراك، والهنود، والسوريين، وبعض الأردنيين في المملكة، ويفضّل السعودي الحلّاقين الأتراك، لما لهم من خبرةٍ في ذلك المجال. وتُمارس وسائل الإعلام التركيّة هدوءً على جبهات الرّد في مُواجهة حملات المُقاطعة، وسط تساؤلات عن أوراقها في قضيّة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي للتّهديد، لكن إحدى القنوات المحليّة التركيّة الرسميّة أو كما تُوصف بوسائل إعلام “السلطان”، قد هاجمت الأمير الشاعر عبد الرحمن بن مساعد، والذي يبدو أنه “القائد” الفِعلي لتلك الحملة، وقد أعاد الأمير والذي لا يشغل أيّ منصب رسمي في بلاده، مقطع القناة، وأكّد في تغريدة أنّ حملة المُقاطعة تأتي بفطرة وبحب من الشعب السعودي تُجاه بلده.
وغرّد في تغريدةٍ أخرى يقول: “‏تقول صحيفة يني شفق أنني أستهدف تركيا وذلك تعليقًا على تغريدتي التي دعوت فيها لمقاطعة المنتجات التركية.. تركيا بلد كبير ولا أتمنى لشعبه إلّا الخير.. مشكلتي ومشكلة السعوديين الذين يدعون لنفس ما دعوت له من مقاطعة هي مع أردوغان الذي تجاوزت صفاقاته وتصريحاته المسيئة تجاه بلادنا كل حد”. وكان عجلان العجلان رئيس الغرف التجاريّة في العاصمة الرياض، هو أوّل من أطلق دعوات لمُقاطعة تركيا اقتصاديّاً، وكان من آخر تغريداته في الخُصوص: “‏أقولها بكل تأكيد ووضوح: لا استثمار لا استيراد لا سياحة نحن كمواطنين ورجال أعمال لن يكون لنا أي تعامل مع كل ماهو تركي، حتى الشركات التركية العاملة بالمملكة أدعو الى عدم التعامل معها، وهذا أقل رد لنا ضد استمرار العداء والإساءة التركية إلى قيادتنا وبلدنا”.
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article