0 :عدد المقالات
 
 

 

الصحافة العربية :

18 - سباق بحري بين الهند والصين للتفوق الإستراتيجي في المحيط الهندي(العرب)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí

- (نيودلهي تعمل على زيادة قوتها البحرية للتنافس مع بكين - جهود لمواجهة توسع الصين):
نيودلهي - يعد المحيط الهندي مركزا تجاريا للنقاط الجيوسياسية والجغرافية الاقتصادية والجيوإستراتيجية المهمة، إذ يحتوي على بعض الممرات المهمة جدا للتجارة العالمية، وهي مضيق ملقا، ومضيق هرمز، ومضيق باب المندب، وإذا اختلفت أي دولة على أي من هذه الممرات، فمن الممكن أن تتعطل التجارة العالمية بأكملها. وتعمل نيودلهي على زيادة قوتها البحرية للتنافس مع بكين، فيما تعمل الصين على تعزيز قوتها البحرية من خلال الوصول إلى العالم، حيث يمر 80 في المئة من النفط الصيني عبر المحيط الهندي ومضيق ملقا، في حين أن 95 في المئة من التجارة الصينية مع دول الشرق الأوسط وأفريقيا تمر أيضا عبر المحيط الهندي.
وبينما تعمل الهند على زيادة قدراتها البحرية من أجل زيادة نفوذها البحري على المحيط الهندي، تعمل نيودلهي من ناحية أخرى أيضًا على إنشاء طرق التجارة البرية للتنافس مع مبادرة “حزام واحد وطريق واحد” الصينية. وتقوم الهند أيضا بعقد تحالفات مثل “QUAD” و”AUKUS” لمواجهة الصين من جبهتي المحيط الهندي والمحيط الهادئ. وعلاوة على ذلك، تستثمر الهند في “ميناء تشابهار” الإيراني للتنافس في “الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني” CPEC. وقدمت الهند 490 مليون روبية لشراء نظام مضاد للطائرات بدون طيار لزيادة قدرتها الدفاعية البحرية باسم مواجهة التهديدات القادمة من الصين وباكستان. وطلبت البحرية الهندية النظام البحري المضاد للطائرات بدون طيار (NADS)، الذي أنشأته منظمة البحث والتطوير الدفاعي (DRDO) وأنتجته شركة Bharat Electronics Limited (BEL)، ويتم وضعه حاليًا على متن سفنها الحربية السطحية.
وهذا هو أول نظام مضاد للطائرات بدون طيار تدمجه القوات المسلحة الهندية بمفردها، وهو يوفر دفاعا مضادا فعالا وشاملا لتهديد الطائرات بدون طيار المتزايد للمحطات البحرية الحيوية. يمكن لـNADS التعرف على الطائرات الصغيرة بدون طيار والتشويش عليها واستخدام آلية قتل تعتمد على الليزر لتدمير الأهداف. ولديها ميزات مع كل من قدرات القتل الصعب والقتل الناعم. ويتم اكتشاف الطائرات الصغيرة بدون طيار والتشويش عليها بواسطة النظام باستخدام أجهزة الرادار وأجهزة الاستشعار وكاشفات الترددات اللاسلكية ويتم بعد ذلك حظر الإشارات عندما يحدد نظام RF/GNSS (نظام الملاحة العالمي) التردد الذي تستخدمه وحدة التحكم. ووفقا لوزارة الدفاع الهندية، فإن التكنولوجيا المضادة للطائرات بدون طيار ستقضي على “الأهداف من خلال استخدام آلية قتل تعتمد على أشعة الليزر، وستكون استجابة ناجحة وشاملة للتهديد المتزايد للطائرات بدون طيار على المنشآت البحرية المهمة”. وتهدف تكنولوجيا الطائرات بدون طيار التي تم تطويرها في إطار “مبادرة أتمانيبهار بهارات” إلى معالجة التهديدات الجوية الناشئة بسرعة. وستكون لديها القدرة على كشف واعتراض وتدمير المركبات الجوية. وقد تم نشر النظام بالفعل لتوفير الأمن لاستعراض يوم الجمهورية، في خطاب رئيس الوزراء ناريندرا مودي. وتقول الباحثة سارة سعيد في تحليل نشرته على موديرن دبلومسي إن من خلال الحصول على NADS، لن يؤدي ذلك إلى زيادة التركيبة الإستراتيجية الهندية فحسب، بل سيمكنها أيضا من تمكين قدرتها على الضربة الأولى، مما يعكس التطلعات الهندية لتصبح قوة مهيمنة إقليمية.
أسطول بحري قوي: وتضيف سعيد أن “من خلال حصولها على تكنولوجيا NADS، تعمل الهند مرة أخرى على تعطيل توازن القوى في جنوب آسيا”. ورغم أن جيش البر يبقى هو الأولوية القصوى في الهند، فإن جيش البحر بدأ يكتسب أهمية متزايدة، وذلك لعدة أسباب. وكانت وفرة الإنتاج الزراعي وباقي الموارد في الماضي تعني أن التجارة البحرية هي نشاط تكميلي فحسب وليست ضرورة. وفي المقابل، باتت التجارة والمعاملات الاقتصادية الهندية الآن مرتبطة بشكل وثيق بفتح الطرق البحرية، إذ إن التجارة الدولية الهندية تعتمد في معظمها على النقل البحري (أكثر من 90 في المئة من حجم هذه التجارة، وأكثر من 70 في المئة من حيث القيمة، تمر عبر البحر) وهو ما يظهر الأهمية المطلقة لمسألة ضمان الوصول إلى أعالي البحار. وتتوقع الهند أن تواصل الصين توغلاتها وأنشطتها البحرية في المحيط الهندي. ورغم أن نيودلهي لا تستطيع أن تجاري الاستثمارات الصينية الضخمة في مجال القوة البحرية، فإن بإمكانها التعويل على كل الميزات التنافسية التي تمتلكها في هذا السباق على الهيمنة على المحيط الهندي. وحققت البحرية الهندية تقدما ملحوظا في بنائها لأسطول بحري قوي، ونشر عدد معتبر من طائرات المراقبة البحرية، ولكن هنالك بعض النقائص التي تواصل التأثير على قدرات هذا الجيش، حيث إنه يفتقر إلى العديد من المعدات ومعدلات الحوادث فيه مثيرة للقلق. ويشير خبراء إستراتيجيون إلى أنه من غير المرجح أن تتمكن الهند من إحداث تغيير حقيقي في مشكلة اعتمادها على توريد المعدات العسكرية من الخارج، حيث إن الواردات تمثل حاليا 70 في المئة من تجهيزات قواتها البحرية.
********************************
**********
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article