0 :عدد المقالات
 
 

 

الصحافة العربية :

2 - الوسيط المُضاعف.. احتمالات دخول سلطنة عُمان على التأزيم مع إيران تزداد مع زيارة يوسف بن علوي..(فرح مرقة/راي اليوم)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí

الوسيط المُضاعف.. احتمالات دخول سلطنة عُمان على التأزيم مع إيران تزداد مع زيارة يوسف بن علوي..(فرح مرقة/راي اليوم)
ـ هل إعلان الزيارة دليلٌ على رفض طهران؟ ولماذا يرغب ترامب بوساطات العراق وسويسرا وقطر؟.. مكالمة بومبيو مع السلطان قابوس قد توضح ماتريده واشنطن بينما يتكتم ظريف وروحاني:
“ما إن تدخل سلطنة عُمان على أي خط فابحث عن الوساطة التي تقودها”، يبدو هذا التحليل الأقرب للأذهان بعد سنوات من كشف الأدوار العُمانية الناجحة في الأزمات، وتحديداً في الملف الإيراني، الأمر الذي قد لا يستثني زيارة وزير خارجية مسقط يوسف بن علوي لطهران بالأمس (الاثنين). بن علوي اتجه لطهران والتقى نظيره محمد جواد ظريف في وقت ترتفع فيه التوترات بين الولايات المتحدة ودول الخليج من جهة وإيران من جهة ثانية، الأمر الذي يزيد من منسوب التكهنات رغم كون السلطنة تشترك مع الجمهورية الإسلامية جغرافيا في العديد من المصالح، والتي على رأسها مضيق هرمز المهدد اليوم من قبل كل من ايران واعدائها على حد سواء. استهداف الناقلات بالقرب من ميناء الفجيرة يعني أساسا استهدافها بالقرب من الخليج العُمانيّ، واي معركة مهما صغرت مع إيران في الخليج بالقرب من مضيق هرمز يعني بالضرورة تضرر السلطنة الهادئة والتي يُفترض أنها بكل الأحوال تنأى بنفسها عن معظم الازمات ولا تلعب أكثر من دور الوسيط في الغالب، رغم ان السعودية اتهمتها مرارا بدعم جماعة الحوثي وبكونها ممر للأسلحة الإيرانية اليهم.
في التأزيم الأخير، وبهذا المعنى تبدو عُمان في عُمق الأزمة فعلياً، ما يزيد اهتمامها بالمشهد برمته قبيل مؤتمرات مكة الثلاثة التي دعا اليها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، أمرٌ يجعل زيارة وزير الخارجية العُماني لظريف في طهران مفسّرة ومبررة وان كان التوقيت يفتح باب تساؤلات أخرى، حيث لم يذهب بن علوي في الزيارة المذكورة في ذروة التصعيد خلال الأسبوع الماضي مثلاً. سلطنة عُمان تحمل البعدين الوساطيين المطلوبين في هذه المرحلة خلافا لأي دولة أخرى، فهي من بإمكانها القيام بجهد وساطي على مستوى اليمن وهي كذلك من اختبرت الوساطات بين الأطراف الإيرانية والامريكية مرارا، الامر الذي يفسر طرح الملفين صراحة من وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الأسبوع الماضي خلال مكالمة هاتفية مع السلطان قابوس، وهو ما يوضح ان الوساطة العُمانية غير مستبعدة رغم ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد لا يكون سعيداً باستخدام ذات الوسيط الذي استخدمه سلفه باراك أوباما في الملف النووي الإيراني سابقاً. ورغم توضيح ما يريده بومبيو من عُمان عبر البيانات الصادرة عن وزارته، الا ان الإيرانيين اكتفوا في اعلاناتهم عن زيارة بن علوي بالعموميات، ما يشير الى ان وزير خارجيتهم المحنك جواد ظريف أراد احد امرين، اما الابقاء على مستوى من السرية، او رفض الوساطة برمّتها، وهو الامر الذي تؤكده لاحقاً تصريحات نُقلت على لسان الرئيس الإيراني حسن روحاني يقول فيها ان بلاده ترى الوضع غير مواتٍ للمفاوضات الان رغم انها تحبّذ الدبلوماسية. بكل الأحوال، وبالنظر للتاريخ لا تنفي مثل هذه التصريحات الوساطة العُمانية.
منذ بداية العام، احتلت سلطنة عمان مكانة واضحة على خارطة الزيارات الامريكية، رغم ان مراقبين يعتبرونها اقل من المعتاد في حكم إدارات أخرى، إلا انها كانت على خارطة زيارات مايك بومبيو وجاريد كوشنر في بداية هذا العام وخلال الأشهر الثلاثة الأولى، كما ان الولايات المتحدة تعقد معها مشاورات- وفق إعلانات الخارجية الامريكية ومبعوثيها لليمن- في الملف اليمني والتهدئة فيه تحديداً. عدم رضا الرئيس الأمريكي ترامب عن الوسيط العُماني واعتباره أكثر قربا لإدارة سلفه، انعكس بوضوح بمحاولات وزير خارجيته توسيط العديد من الوسطاء الاخرين والذين منهم العراق وقطر وسويسرا وفق ما تم تداوله عن محضر اجتماع بومبيو بالمسؤولين العراقيين الأسبوع الماضي ايضاً، كما ما نقلته مواقع متخصصة بمراقبة الطائرات عن اتجاه طائرة اميرية قطرية لإيران دون اعلان تفاصيل من كانت تقلّ في ذروة الازمة. أما سويسرا والتي زار رئيسها أولي ماورر الأسبوع الماضي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فلا بد من الانتباه الى دور بلاده في رعاية المصالح الامريكية في ايران ما يمنحه ايضاً دخولا سهلا واكثر خفاء على خط الازمة ان أراد.
بهذا المعنى يكون اللجوء للوسيط العُماني- ان صح هذا التحليل- يتضمن المزيد من الحرفية فيما لم يختبره الوسطيان الاخران وهو التنسيق في المصالح بين الأمريكيين والإيرانيين، وهو امر أسهمت في إيجاد مداخله مسقط في مفاوضات الست شهور السرية قبل ظهور المفاوضات بين ايران والولايات المتحدة للعلن حول الاتفاق النووي. وقامت سلطنة عمان بعدة وساطات بين الأمريكيين والإيرانيين والتي منها نجاح مسقط في فتح قناة تفاوض سرية بينهما عام 2013 في مسقط في عهد حكومة الرئيس الإيراني السابق، محمود أحمدي نجاد، حيث جرت هناك جولتي مفاوضات في صيف 2012 وشتاء 2013، كانت الجولة الأخيرة على مستوى مساعدي وزراء الخارجية في البلدين، بحسب وزير الخارجية الإيراني آنذاك، علي أكبر صالحي، الذي اكد لاحقا ان هذه المفاوضات انطلقت بموافقة من المرشد الإيراني علي خامنئي، بعد تلقيه رسالة خطية من السلطان قابوس. لاحقاً انتقلت المفاوضات للعلنية. قبل ذلك أيضا، كانت عُمان قد نجحت في الإفراج عن سجناء للطرفين، منهم ثلاثة متجولين أمريكيين عام 2009، والإيرانية شهرزاد ميرقلي خان عام 2012، التي اعتقلتها السلطات الأميركية بتهمة السعي لتهريب المعدات العسكرية من الولايات المتحدة إلى إيران. رغم التاريخ المذكور، الا ان إشارات بدء الوساطة لم تظهر بعد، ويعتبر مراقبون ان مجرد اعلان زيارة بن علوي قد يحمل في طياته عدم التوافق مع الإيرانيين على الوساطة المذكورة، حيث اشتهرت السلطنة بوساطات سريّة اكثر منها علنية، الامر الذي لن تضير مراقبته اكثر خلال الأيام القادمة.
*****************
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article