0 :عدد المقالات
 
 

 

الصحافة العربية :

26 - التطبيع وصفقة القرن(القدس)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí


نتنياهو: طائرة إسرائيلية عبرت الأجواء السودانية
ـ كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء اليوم الأحد عن قيام طائرة إسرائيلية بعبور المجال الجوي السوداني أمس السبت. جاء ذلك في كلمة لنتنياهو في مؤتمر رؤساء منظمات اليهود الأمريكيين الكبرى في القدس بحسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”. يأتي تصريح نتنياهو بعد مرور أسبوعين فقط على لقائه رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان في أوغندا.
****************************

ـ نتنياهو يعلن عن خطة لـ”إحلال التطبيع” مع السودان
ـ قال رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، الأحد، إن فريقا إسرائيليا سيضع خلال أيام خطة لـ “توسيع رقعة التعاون” مع السودان، بهدف “إحلال التطبيع” مع الخرطوم. جاء ذلك في تغريدة لنتنياهو على حسابه في “تويتر” باللغة العربية. وقال نتنياهو إن هذه الخطوة تأتي استكمالا لـ”اللقاء التاريخي” الذي جمعه برئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان. وأضاف أنه خلال “الأسبوع الحالي، سيعمل فريق إسرائيلي على بلورة خطة لتوسيع رقعة التعاون بين البلدين”. واعتبر نتنياهو أن “الغاية من ذلك التوصل في نهاية المطاف إلى إحلال التطبيع، وإلى إقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل والسودان”. ولم يتسن الحصول على رد فوري من السلطات السودانية بشأن ما أورده نتنياهو.
********************************

ـ نتنياهو: التطبيع جار مع «عدد كبير من الدول العربية والإسلامية»…و«الضفة ستصبح جزءا من إسرائيل» وطيران «العال» يعبر الأجواء السودانية
ـ فيما يجري الاستعداد على قدم وساق لفرض ما تسمى بالسيادة الإسرائيلية على أجزاء كبيرة من الضفة الغربية بما فيها الأغوار وشمال البحر الميت، والإعلان عن تشكيل لجنة برئاسة السفير الأمريكي المستوطن ديفيد فريدمان لبحث تفاصيل الضم، كشف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء أمس الأحد، عن نواياه لتحويل مجمل الضفة المحتلة إلى جزء لا يتجزأ من إسرائيل، وتفاخر بوجود عملية تطبيع مع عدد كبير جداً من الدول العربية والإسلامية. وقال نتنياهو عبر حسابه على «تويتر»، وفي سياق حملته الانتخابية «نحن في أوج عملية تطبيع مع عدد كبير جداً من الدول العربية والإسلامية، أنتم ترون جزءا صغيرا منها فقط فهذا هو رأس الكتلة الجليدية الذي يظهر فوق سطح الماء، وتحت سطح الماء هناك عمليات كثيرة تغير وجه الشرق الأوسط وتضع إسرائيل في مكانة الدولة العظمى إقليمياً وعالميا، هذه هي ثمار سياستنا». وقال نتنياهو، إن فريقاً إسرائيلياً سيضع خلال أيام خطة لـ «توسيع رقعة التعاون» مع السودان، بهدف «إحلال التطبيع» مع الخرطوم، فيما أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية عبور طائرة إسرائيلية (شركة العال) الأجواء السودانية، لأول مرة. وقال: «جلبنا في الأسابيع الأخيرة بشرى عظيمة لدولة إسرائيل ولـ»أرض إسرائيل»، صديقي الرئيس ترامب صرح بشكل لا لبس فيه أنه سيعترف بالسيادة الإسرائيلية على غور الأردن وشمال البحر الميت وجميع البلدات اليهودية في يهودا والسامرة والأراضي الواسعة التي تحيط بها». وأكد تشكيل فريق إسرائيلي سيعمل مع الفريق الأمريكي على رسم خريطة الأراضي، مشيرا إلى أن العمل في خضمه. وأضاف «هذا الفريق سيعمل بشكل وطيد مع قيادات الاستيطان والجهات الأمنية من أجل اكتمال العمل سريعا، سنكمل العمل في السرعة الممكنة، نحول أراضي الوطن في يهودا والسامرة إلى جزء من دولة إسرائيل إلى الأبد».
وكان مسؤول أمريكي رفيع قد أكد لوسائل إعلام عبرية انه تم اختيار أعضاء اللجنة الأمريكية – الإسرائيلية التي ستناقش فرض السيادة الإسرائيلية على عدد من المناطق في الضفة.
******************************

ـ الصادق المهدي: من يقول إن التطبيع مع إسرائيل يحقق مصالح السودان فهو واهم
ـ قال رئيس حزب الأمة القومي، الصادق المهدي، الأحد، إن التطبيع مع إسرائيل لن يحقق مصالح السودان. يأتي في ظل جدل متصاعد بالبلاد بعد مقابلة جرت مؤخرا بين رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو. وأوضح المهدي، في مقال له نشر بصفحة حزبه عبر فيسبوك، أن “التطبيع مع إسرائيل لن يساعد السودان ماليا ولن يزيل العقوبات المفروضة عليه”. وأضاف “من يقول إن التطبيع مع إسرائيل يحقق مصالح السودان فهو واهم”. وأردف قائلا: “التعامل مع إسرائيل في ظل سلام عادل وارد ولكن التعامل مع إسرائيل في ظل الصفقة (صفقة القرن) خيانة وطنية، وقومية، وإسلامية، ودولية”.
********************************

ـ السودان والتطبيع مع إسرائيل/ د. الشفيع خضر سعيد
ـ قلنا أن قضية التطبيع مع إسرائيل لا يمكن حسمها بالزفرات العاطفية القائلة ماذا استفدنا من مقاطعتنا لإسرائيل وماذا قدم لنا العرب مقابل ذلك، ولا بتنامي الدعوات بأننا أفارقة ولسنا عرباً، أو القول بأن معظم البلدان العربية طبّعت علاقاتها مع إسرائيل، سراً أو جهراً، أو المحاججة بأن الفلسطينيين وفق اتفاق أوسلو قنّنوا تطبيع علاقتهم بإسرائيل. ورغم أن استطلاعات الرأي في الشارع السوداني، رحبت بلقاء البرهان ـ نتنياهو، إلا أن الاستطلاعات لا يمكن أن تحسم قضية بهذا الحجم، وطبعاً استطلاع الرأي ليس هو الاستفتاء الذي يتم وفق قواعد محددة. وبذات المنطق، لا يمكن أن يستند الرافضون للتطبيع على تذكيرنا بقانون 1958 والذي ينص على مقاطعة السودان لإسرائيل، ويجرّم التعامل معها، أو تذكيرنا بقرارات الجامعة العربية التي تتحدث عن القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية بالنسبة للعرب، أو قراراتها المتخمة بالإدانات والشجب لتصرفات إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني، أو تذكيرنا بمؤتمر اللاءات الثلاث في الخرطوم، 1967، أو باسترجاع زخم المبادرات الشعبية السودانية الداعمة للقضية الفلسطينية….الخ. لقد جرت مياه كثيرة تحت الجسر، وشهد عالمنا متغيّرات وتطورات عاصفة وكبيرة تستوجب إعادة النظر وإعادة التفكير والخروج باستنتاجات وخلاصات جديدة تتماشى وهذه المتغيرات.
*****************************

ـ لماذا تعتبر الأنظمة إحراق علم إسرائيل جريمة؟/رأي القدس
ـ قضت محكمة بحرينية، السبت الماضي، بالسجن 3 سنوات على شخص أحرق العلم الإسرائيلي خلال تظاهرة لمناصرة القضية الفلسطينية، وهو ما أثار جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي فتساءل البعض كيف وصلنا اليوم إلى تجرؤ حاكم عربي على «تجريم إحراق علم العدو»، فيما تساءل آخر عن معنى أن يزاود القضاء البحريني على المحاكم الإسرائيلية في البطش بمناصري القضية الفلسطينية، واعتبر ثالث الأمر انحداراً وذلة غير مسبوقين. يعيد الحكم الأخير تذكيرنا بحدث إنزال قوات الأمن المصرية علم فلسطين الذي رفعه شاب مصري في استاد القاهرة خلال مباراة المنتخب المصري الأولمبي مع نظيره من جنوب أفريقيا في تشرين الثاني/نوفمبر 2019، وكان لافتاً حينها أن الجمهور المصري صار يهتف بعد إنزال العلم «بالروح بالدم نفديك يا فلسطين» فتحمس الشاب مجدداً ورفع العلم فتكاثر عليه عناصر الأمن واعتقلوه، وقامت النيابة العامة بعدها باتهامه بـ«تمويل الإرهاب»، وتشابهت تعليقات المصريين حينها على الحدث فاعتبرت واحدة أن العرب يعيشون «حقبة من الصعب على المؤرخين وصفها» و«يمكن أن يبصق علينا التاريخ»، فيما سخر آخر من زعم بعض المسؤولين أن السماح برفع علم فلسطين سيسمح لشخص آخر برفع علم إسرائيل، وخلص آخر إلى أن حكومة مصر «لا تختلف كثيراً عن جيش الاحتلال الإسرائيلي».
ـ يجري هذا في الوقت الذي يتباهى فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الإسرائيليين «في أوج عملية تطبيع مع عدد كبير جداً من الدول العربية والإسلامية» وبأن سلطات الاحتلال، في الوقت نفسه، «تعمل على تحويل الضفة إلى جزء لا يتجزأ من إسرائيل»، محتفلاً بأن طائرة إسرائيلية خاصة عبرت الأجواء السودانية التي صارت مفتوحة بعد لقائه برئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان. تسجّل هذه الأحداث الرمزيّة الطابع مرحلة كانت خلالها علاقات الأنظمة العربية مع القضية الفلسطينية تتحكّم فيها معادلة ما بين العداء والخصومة (الفعليّة أو الشكليّة) لإسرائيل، وبالتالي، بين الدعم والتعاطف (الفعلي أو الشكلي) مع الفلسطينيين، ومرورها بمرحلة ثانية بدأت مع أحداث أيلول/سبتمبر 1970 في الأردن، ثم أحداث الحرب الأهلية في لبنان منذ عام 1975 وصولاً إلى عام 1982 الذي احتلّت فيه إسرائيل أجزاء كبيرة من لبنان، حيث قامت بإخراج المقاومة من بيروت في العام نفسه، فيما تكفّل النظام السوري بإخراجها من طرابلس وشمال لبنان في عام 1983.
ـ شهد العالم والمنطقة العربية بعدها أحداثاً كبرى فسقط الاتحاد السوفييتي، واحتل العراق الكويت وتبعه اجتياح الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها للعراق، وفرضت موازين القوى العربية والدولية على الفلسطينيين القبول باتفاق أوسلو عام 1993 فانتهت انتفاضة الحجارة الفلسطينية التي بدأت عام 1987، وظهرت سلطة وطنية على جزء من الأرض الفلسطينية وبذلك تمكن الفلسطينيون من تشكيل إطار قانوني لكيانهم السياسي معوّضين عن فقدانهم للعواصم العربية. تشكّل المرحلة التي نعيشها تشكيلاً سياسياً هرميّاً تقبع فيه إسرائيل، بمعناها الاحتلاليّ والاستيطاني، وبقوّتها الماليّة ونفوذها الدولي، على رأس منظومة عربيّة متهالكة حاولت ثورات 2011 العربية وما بعدها أن تضعضعها، وحين فشلت، انتقلت الأنظمة إلى مرحلة انتقام هائلة، ليس ضد جماهيرها فحسب، بل ضد أي إمكانية حقيقية للتحرك ضد هذه المنظومة. عقاب من يحرقون علم إسرائيل (أو يرفعون علم فلسطين)، بهذا المعنى، هو عقاب على التجرؤ على رمز المنظومة العربية الذي يجمع بين قطبي الاحتلال والاستبداد.
****************************

ـ بعد شجبها لـ”خطة ترامب”: هل بصقت تونس في الصحن الأمريكي؟/بقلم: إسحق ليفانون/نقلا عن معاريف :
ـ تقدمت تونس، إلى جانب إندونيسيا، هذه الأيام، بمشروع قرار إلى مجلس الأمن في الأمم المتحدة يشجب صفقة القرن الأمريكية والحديث عن ضم محتمل للمناطق من جانب إسرائيل. وهكذا تقف تونس بوضوح ضد الولايات المتحدة ذات القوة العظمى التي تساعده مالياً وفكرياً على تثبيت الديمقراطية، ويدور الحديث عن ضم مساعدة بحجم أكثر من مليار ونصف دولار، منذ الربيع العربي في 2011. وبدلاً من إسداء الشكر للولايات المتحدة، تبصق تونس في البئر الذي تشرب منها. هذه هي السياسة المتشددة لقيس سعيد، الرئيس التونسي حديث العهد. إن مشروع القرار التونسي إلى مجلس الأمن يعزز ميل تصليب المواقف الذي بدأ مع انتخاب سعيد، رجل القانون وعديم التجربة السياسية، لرئاسة الدولة في تشرين الأول من العام الماضي. يتبنى سعيد أفكاراً قومية عربية معلنة، يؤمن بعروبة تونس كجزء من الأمة العربية الكبرى، ومن هنا أيضاً ينشأ عداؤه لإسرائيل. في حملته الانتخابية للرئاسة وفور انتخابه، تحدث بحدة متطرفة تجاه إسرائيل. وضمن أمور أخرى، قال إن تونس هي في حرب مع إسرائيل الصهيونية، وإن كل من يطبع العلاقات معها خائن وسيتهم بالخيانة العظمى، وإن العقاب التي عليها -حسب الدستور التونسي- هو الإعدام. إضافة إلى ذلك، سيمنع سعيد دخول اليهود من حملة جوازات السفر الإسرائيلية إلى تونس.
ـ هذه التصريحات الحادة تتناقض والصورة المعتدلة والبراغماتية التي تحاول تونس اتخاذها لنفسها منذ دعا زعيمها الأسطوري، حبيب بورقيبة، للاعتراف بإسرائيل منذ العام 1956. لقد ادعت تونس بأنها ساهمت في مسيرة أوسلو، وفي العام 1996 فتحت مكتب مصالح في إسرائيل بمكانة دبلوماسية كاملة. في المغرب العربي، تونس والمغرب تعتبران ذات توجه واع وواقعي تجاه إسرائيل. أما مواقف سعيد المتطرفة فمقلقة في ضوء الصلة التاريخية القديمة بين اليهود وتونس. كنيس الغريبة في جزيرة جربة هو هدف تقليدي ودائم لحجيج اليهود، بمن فيهم الإسرائيليون. وزيارة الكنيس، والمشاركة في الصلاة والاستماع إلى الأشعار هي تجربة خاصة عشتها بنفسي. جربة مكان حجيج يجتذب إليه آلاف اليهود من أرجاء العالم. وكانت رحلات جوية من إسرائيل إلى الجزيرة للمشاركة في احتفالات الهيللوليا. الرئيس سعيد، كما يبدو، يريد أن يمس بكل هذا ويمنع الإسرائيليين من المشاركة في تقاليد تعود إلى عشرات السنين. فالهيللوليا في جربة هي ذات طابع ديني صرف وعديم كل صلة سياسية. والرئيس سعيد، بمواقفه المتطرفة، يمس بالتقاليد اليهودية. على الولايات المتحدة أن تدخل في الصورة وتشرح للرئيس الجديد حساسية هذا الأمر. إن تجنيد الدول الأوروبية، ولا سيما فرنسا ماكرون، في الجهود الإعلامية هذه يعد أمراً حيوياً. وإذا كان رئيس الوزراء يريد أن يهتم للمغرب بصراعها ضد جبهة البوليساريو، التي تحظى بدعم الجزائر في إقليم الصحراء الغربية، فمن واجبه أن يكرس جهداً للحفاظ على الصلة اليهودية التقليدية لتونس.
*********************************

ـ قراءة “مائية” مثيرة لصفقة القرن: إسرائيل تتحول إلى “بائع مياه” وتبتلع “الجوفي” ومليارات “البوتاس”
ـ حذر خبير مياه أردني ودولي بارز من تجاهل صفقة القرن للملف المائي وعدم إعطاء هذا الملف الوزن المطلوب، مطالبا بلاده رسميا برفض هذه الصفقة تماما بسبب المخاطر المائية التي تنتج عنها. وتقدم وزير المياه الأردني الأسبق الدكتور حازم الناصر بورقة تقرأ صفقة القرن مائيا وبصورة لافتة للنظر، واعتبر أن تجاهل الملف المائي ينم بوضوح عن سوء نية تجاه إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران. وقال الناصر في ورقته المعمقة مائيا والتي أرسلها لـ”القدس العربي” بأن المتفحص للمبالغ المالية المرصودة ضمن ما يسمى بصفقة القرن يجد أن مجموع ما خصص للمياه في فلسطين وغزة وسيناء والأردن لا يتعدى 3 مليارات دولار ومئة مليون على فترة زمنية من عامين إلى عشرة أعوام. وأوضح الناصر بأن الأردن أنفق هذا المبلغ لوحده رغم ضيق الحال ودون صفقات مع أي جهة لتلبية احتياجاته المائية المتزايدة خلال فترة اللجوء السوري وبين عامي 2013 – 2017.
******************************

ـ الأردن وهو يواصل التقاط «الأخبار السيئة جداً»: «المسار التنفيذي» لصفقة القرن بدأ بتوقيع السفير فريدمان/بسام البدارين:
ـ يعني ذلك الكثير سياسياً على الأقل وإن كان لا يعكس مستجداً عميقاً في الموقف الأردني. وكالة الأنباء الرسمية للأردن «بترا» بدأت تلتقط تلك الأخبار السيئة غربي نهر الأردن، حيث صولات وجولات لتكريس خطوات أحادية وواقعية بتوقيع نجم الدبلوماسية الأمريكية الموالي جداً لإسرائيل، سفير واشنطن في تل أبيب، ديفيد فريدمان. فعلها فريدمان مجدداً، وتقدم برسالة تفيد بأن إدارته بدأت ما كان يخشاه الأردنيون طوال الشهر الماضي، وهو المسار التنفيذي لصفقة القرن. وفقاً لـ «تويتر» نشره فريدمان صباح أمس الأحد، بدأ المسار التنفيذي بتشكيل لجنة باسم «لجنة رسم الخرائط». اللجنة ثنائية، بمعنى أمريكية إسرائيلية فقط، ووكالة الأنباء الأردنية اكتفت بالتقاط النبأ وبثه للرأي العام والصحافة المحلية، والحديث طبعاً ودوماً عن رسم خرائط ما يسمى بالسيادة الإسرائيلية على أرض الضفة الغربية حصرياً.
ـ فريدمان قال على «تويتر» بأنه يأمل بانطلاق أعمال اللجنة المعنية برسم خريطة السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية فوراً. وقصداً قال السفير الإسرائيلي أكثر من الإسرائيليين، كما يوصف، بأن عملية رسم الخرائط التي بدأت رسمياً، الأحد، قد لا تعكس المناطق المقصودة بدقة متناهية.. تلك رسالة أمريكية تحاول الإيحاء بأن الرئيس دونالد ترامب يترك هامشاً ولو صغيراً لعملية التفاوض التي تتضمنها صفقته المشؤومة. لاحظت غرفة القرار الأردنية مبكراً بأن اللجنة المزعومة المعنية برسم الخرائط في الضفة الغربية يفصلها في السياق الزمني أسبوع واحد فقط عن الشجرة التي زرعها بنيامين نتنياهو في خاصرة أريحا ،محتفلاً بضم الأغوار رسمياً. لافت جداً للنظر أن من أعلن، وفقاً للصحافة الإسرائيلية، تدشين اجتماعات رسم الخرائط الأمريكية الإسرائيلية الثنائية هو الجانب الأمريكي وليس الإسرائيلي. طبعاً، يترأس اللجنة السفير فريدمان نفسه، ووظيفتها الفنية ترسيم خريطة بالمناطق التي تخضع بموجب صفقة القرن للسيادة الإسرائيلية، الأمر الذي يعني تلقائياً إسقاط خارطتين عملياً، هما تلك التي نتجت عن أوسلو، وتلك التي تضم المستوطنات ومناطق «سي» التي كان يفترض أن تخضع للتفاوض النهائي بعد توقيع أوسلو وحتى عام 1999.
يتضح هنا حجم الخطأ الذي تحدث عنه علناً المفكر السياسي الأردني عدنان أبو عودة، عندما قال بأن من فاوض باسم منظمة التحرير الفلسطينية في أوسلو ارتكب الخطأ الأفدح تاريخياً عندما وافق على فكرة نقل ملفات رئيسية وأساسية إلى ما يسمى بالتفاوض النهائي. وهي ملفات، برأي أبو عودة، لم تعد خاضعة للتفاوض بموجب صفقة القرن التي تتحول تدريجياً إلى وقائع على الأرض، وهو ما يحذر منه مسؤولون كبار في الأردن، ويعتبرونه الأخطر في سياق مرحلة الانتقال للمسار التنفيذي.
ـ ضمنياً، يتفق -ولو تلميحاً- مع هذا الرأي رئيس الوزراء الأسبق المخضرم أيضاً عبد الرؤوف الروابدة، وهو يعبر مجدداً، في جلسة حوارية حضرت جانباً منها «القدس العربي»، عن أن القراءة الوحيدة لصفقة القرن تشير إلى أنها الترتيب الميداني لتصفية القضية الفلسطينية. الروابدة، وفي صالون الوزير السابق الدكتور أمين محمود، حذر الفلسطينيين والأردنيين من الاسترسال فقط في انتقاد الآخر في جدار الدول العربية ومواقفها، ومن الإكثار من الشتائم فقط، فيما يصطاد الخصم ويفوز بالإبل، معتبراً أن الاستدراك والانتباه ضروريان في هذه المرحلة الحساسة، وبأن الخطر يشمل الجميع، وبأن الإكثار من نقد الموقف الرسمي بعيداً عن السياق الواقعي لحجم القوة والتأثير لن يكون مفيداً بحال من الأحوال، بل الأفيد هو الحرص على تحصين الذات داخلياً وتأجيل الخلافات إلى مرحلة لاحقة لمواجهة خطر لا يشك الروابدة مرحلياً بأنه حقيقي واستهدافي وناشط. لا يتحرك كثيرون مجدداً في الفضاء النخبوي الأردني، على صعيد الحديث، عن أوراق القوة في مناهضة تفصيلات وتفعيلات ما يسمى بصفقة القرن. والكرة الرئيسية، بالرغم من الإيمان بغياب المنطق والعقلانية عن تلك الصفقة برأي مسؤول أردني بارز تحدثت معه «القدس العربي»، في مرمى القيادة والشرعية الفلسطينية التي سيلحقها بالضرورة ليس الأردن فقط، ولكن أيضاً النظام الرسمي العربي، حيث رهان متواصل على إنتاج إعاقات فلسطينية منطقية وفعالة في وجه ترتيبات صفقة القرن.
ـ من ينصح الفلسطيني هنا أردنياً على الأقل وعربياً يقترح عليه العودة لوثيقة المبادرة العربية التي وصفها الروابدة بأنها تمثل الحد الأعلى من تنازلات الموقف العربي، ويمكن التحصن خلفها مع العودة، بالتوازي، لضرورة أن يضع الفلسطينيون رؤيتهم في موازاة الرؤية الأمريكية، حيث إجماع وسط النخب الأردنية على أن هذا الهامش، وفي الوقت الذي يكثف فيه الإسرائيلي من خطواته التنفيذية لفرض وقائع على الأرض، قد يكون الوحيد المتاح أمام اللاعب الفلسطيني.
*************************
**********

Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article