0 :عدد المقالات
 
 

 

الصحافة العربية :

6 - صحيفة إسرائيلية: علاقات بايدن والسعودية: معايرة أم دولة مارقة؟(ومحمد بن زايد)(تسفي برئيل/القدس/نقلا عن هآرتس)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí


ما الذي قصدته المتحدثة بلسان البيت الأبيض، جين ساكي، عندما قالت إن إدارة بايدن تنوي أن تعاير من جديد “علاقاتها مع السعودية“؟ إن مفهوم المعايرة بشكل عام هو المفهوم التقني لتنظيم تشغيل آلة تقوم أجهزتها بالتزييف وتشذ عن تعليمات المنتج أو تصدر نتائج أقل من المتوقع. اعتُبرت السعودية خلال عشرات السنين آلة تعمل بشكل جيد، حسب طلبات الزبون. وثمة علاقات وطيدة بشكل خاص سادت بين رؤساء من الحزب الجمهوري مثل عائلة بوش لجيلين، أو عائلة ترامب الأب والصهر، الذين عرفوا كيف يستخرجون المكاسب المتبادلة في المجال السياسي والاقتصادي والشخصي. إذا تطلب الأمر معايرة، فقد كان هذا من جانب السعودية التي “أعادت فحص” علاقاتها مع الولايات المتحدة في كل مرة، لا سيما على خلفية تأييد الرئيس أوباما لثورة الربيع العربي، وبعد ذلك بسبب توقيعه على الاتفاق النووي مع إيران. والآن جاء الرئيس بايدن وفي يده جهاز جديد للمعايرة، يسعى لإجرائه على السعودية؛ ليس عليها جميعها، بل على شخص محدد وهو محمد بن سلمان.
إن تفسير “إعادة الفحص” لشبكة العلاقات قدمه المتحدث بلسان وزارة الخارجية الأمريكية، الذي أجاب في رده على سؤال صحيفة “الغارديان” فيما يتعلق بالعلاقة المتوقعة مع السعودية بصورة مطولة: “الشعب الأمريكي يتوقع أن سياسة الولايات المتحدة تجاه شراكتها الاستراتيجية مع السعودية ستضع سلطة القانون وحقوق الإنسان في المكان الأول من أولوياتها. بناء على ذلك، ستتعاون الولايات المتحدة مع السعودية في أي حالة تتساوق فيها أولوياتنا، وهي لن تتوانى عن الدفاع عن المصالح الأمريكية وعن قيمها في المكان الذي لا تتساوق فيه هذه الأولويات (أي مع مصالح السعودية). النص الموجه للشريكة الاستراتيجية الأهم للولايات المتحدة في الشرق الأوسط هو مثابة صفعة مباشرة. صحيح أن الرياض توقعت موجة من الغضب بعد أن قال بايدن في حملته الانتخابية بأنه سيتعامل مع السعودية على أنها دولة مارقة، طالما أن محمد بن سلمان يديرها فعلياً، ولكن المضمون والسرعة التي وضع فيها بايدن خطوط سياسته الجديدة فاجأت حتى من يعارضون السعودية. حقوق الإنسان وسلطة القانون موضوعان أساسيان في حملة بايدن الانتخابية. وإذا كان خرقها في دولة أخرى سيمس بالعلاقات الاستراتيجية بينها وبين الولايات المتحدة، فلن يتردد بايدن، أو هكذا على الأقل يريد أن تُفهم رسالته. هذه الأمور التي قالها هو والمتحدثون بلسانه ليست موجهة للسعودية فقط. فالرئيس التركي طيب رجب أردوغان، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وولي عهد الإمارات محمد بن زايد، ورئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو، جميعهم مربوطون برزمة “إعادة المعايرة” لعلاقاتهم مع الإدارة الأمريكية الجديدة.
ينتظر السعودية في الأسبوع القادم حدث صادم يتوقع أن تنشر الإدارة الأمريكية فيه التقرير الاستخباري عن تدخل محمد بن سلمان في قتل الصحافي خاشقجي قبل سنتين في القنصلية السعودية في إسطنبول. كان سيتم نشر هذا التقرير في 2019، لكن الرئيس ترامب أوقفه، بل ودافع عن بن سلمان بعد أن قام الأخير بسجن ثمانية أشخاص متورطين في عملية القتل. صحيح أن التقرير ملخص غير سري لتحقيقات أجهزة المخابرات الأمريكية، لكن -حسب التسريبات- يتوقع أن يلقي على بن سلمان المسؤولية المباشرة عن عملية القتل. وإذا كانت التسريبات صحيحة، فسيجد بايدن صعوبة كبيرة في إدارة سياسته أمام السعودية بوساطة بن سلمان. في المرحلة الأولى ستكون العلاقة بين بايدن والملك سلمان-كما أوضحت المتحدثة بلسان البيت الأبيض. “سيتحدث مع الملك في الوقت المناسب”. لا يمكن أن يكون هناك توضيح أكثر وضوحاً عن المكان الذي يعده بايدن لبن سلمان في الحوار السعودي – الأمريكي. هو لن يكون هناك.
ولكن بن سلمان هو وزير الدفاع في المملكة ويشغل أيضاً وظائف حكم أخرى، ولن يكون أمام الإدارة الأمريكية أي مناص سوى التحدث معه. هذا الحوار سيكون على مستوى الوزراء والمهنيين، ولن تكون هناك بعد مكالمات هاتفية مباشرة مع الرئيس مثلما كانت الحال في عهد ترامب. وثمة سؤال آخر يتعلق بانسحاب الملك سلمان من الساحة، سواء بسبب المرض أو بسبب وفاته، وربما قبل ذلك: هل سيتجاهل بايدن حضور بن سلمان في اللقاءات الدولية التي سيشارك فيها؟ وهل يعطي بايدن منذ هذه اللحظة إشارات على أنه من الأفضل للمملكة والملك البحث عن ولي عهد آخر إذا كانوا ينوون الحفاظ على علاقة جيدة مع البيت الأبيض؟ هناك متحدثون ومستشارون في الإدارة الأمريكية يحاولون تخفيف الضربة التي أوقعها بايدن والقول بأن الأمر يتعلق بشؤون بروتوكول رمزية، وبحسبها يتحدث الرئيس مع رئيس دولة وليس مع أولياء العهد. ولا توجد هنا نية لتحييد بن سلمان أو إبعاده عن الحكم. ومن المثير للاهتمام رؤية ما إذا كانت هذه هي القاعدة في الحديث مع حاكم الإمارات. هل سيرن الهاتف الموجود على طاولة ولي العهد محمد بن سلمان أم في غرفة والده المريض؟ والسؤال الأكثر أهمية: كيف سيتصرف بايدن إذا أعلن بن سلمان عن إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، واقترح أن يتم التوقيع على الاتفاق في ساحة العشب الأخضر في البيت الأبيض بمشاركة بايدن؟
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article