5 - تطوير ميناء العريش يعزز الربط البحري في شرق المتوسط(وموانيء دبي)(العرب)
- (الميناء يتميز بموقع فريد فهو أقرب نقطة في مصر إلى جنوب أوروبا وتركيا ويسهل موقعه الوصول إلى مضيق جبل طارق ومنه إلى المحيط الأطلنطي - جذب الاستثمارات أولوية اقتصادية):
القاهرة - خطت الحكومة المصرية خطوة مهمة للاستفادة بشكل أكبر من مقومات الموقع الجغرافي الفريد على البحرين الأحمر والمتوسط، ووجود عدد من موانئ المياه العميقة التي تمكن مشغلي الشحن الدولي من الوصول بسهولة إليها ومنها إلى مقاصد عدة، فضلا عن تعزيز التعاون مع دول مختلفة معنية بمنطقة شرق البحر المتوسط. وتحرص السلطات المصرية على تطوير الموانئ من دون الدخول في منافسات مباشرة مع دول أخرى، فالسوق بات مفتوحا للجميع، وحسب المزايا التفضيلية تتحدد توجهات المستثمرين، ولذلك أعلنت عن الدخول في شراكات مع دول عربية بارعة في هذا المجال، مثل الإمارات التي تملك موانئ دبي ذات السمعة العالمية.
وهدأت القاهرة من قلق سكان العريش في شمال العريش في شمال سيناء أخيرا لاستكمال خطوات بناء الميناء، وقامت بتعويض السكان المتضررين ماديا، لأن المشروع يمثل أهمية حيوية للدولة، ويرسخ دور سيناء في السياسات المصرية بعد سنوات طويلة من التهميش الاقتصادي. ويعد ميناء العريش الواقع على البحر المتوسط نقلة في مجال الموانئ المصرية، إذ كان عبارة عن رصيف بطول 360 مترا تستخدمه مراكب صيد الأسماك، وأدركت السلطات المصرية أهميته في تحول الدولة إلى مركز عالمي لوجستي وخدمة النشاط التجاري عموما، لذا قررت تحديثه وجعله منطقة محورية وذات ثقل كبير. ويتميز الميناء بموقع فريد، فهو أقرب نقطة في مصر إلى جنوب أوروبا وتركيا ويسهل موقعه الوصول إلى مضيق جبل طارق ومنه إلى المحيط الأطلنطي والولايات المتحدة. وتأتي الأهمية أيضا من ارتباطه بخطوط ملاحية عالمية تتصدرها روسيا وتركيا في حركتها التجارية من الشرق إلى الجنوب والغرب، وقد يصبح محورا لوجستيا عالميا.
وشرعت الحكومة المصرية في تطوير ميناء العريش وربطه بميناء طابا على خليج العقبة في البحر الأحمر، حيث تحيط بالأخير السعودية والأردن وإسرائيل، ومن ثم يسهل حركة التجارة والاستثمار المتعلقة بمشروعات نيوم وتيران وصنافير مستقبلا. وتعمل الموانئ البحرية مثل العريش على توفير الممرات اللوجستية أو ما يعرف بـ"الموانئ الجافة" بداخلها وتربط المناطق الصناعية أو الزراعية أو التعدينية أو الخدمية، وتعد هذه الممرات حلقة وصل بين الموانئ وأماكن الإنتاج لإتمام عمليات التصدير والاستيراد المتعلق بمستلزمات الإنتاج، وتكتمل حلقات الإنتاج والموانئ عبر ربط الممر اللوجستي بوسيلة مواصلات ثم مصادر الإنتاج. ويفضل غالبية المستثمرين أن تكون هذه الوسيلة السكك الحديدية، بوصفها أسرع وأكثر أمانا وتمتاز بحمولات ثقيلة والتكلفة الأقل من غيرها، ولذلك تكتمل منظومة الصناعة وبناء الاقتصاد في مصر بتأسيس الطرق وخطوط السكك الحديدية التي بدأت منذ سنوات، وهي ليست رفاهية بل أساسية لتشغيل الموانئ والمصانع.