0 :عدد المقالات
 
 

 

الصحافة العربية :

10 - رجال الأعمال الروس عين على دبي وعين على موسكو(العرب)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí

- تكاليف المعيشة وقيود البنوك في ميزان إعادة الحسابات - ما رأيك بمنظر المدينة من هذه الزاوية؟: رصد متابعون تضاؤلا في إغراء دبي للأثرياء والمستثمرين الروس مع ارتفاع تكاليف المعيشة وزيادة صرامة بنوكها في تطبيق العقوبات الأميركية، لكن البعض يعتقد أن رجال الأعمال سيبقون متوازنين في نظرتهم بين الإمارة وموسكو.
دبي - أكد مصرفيون ومسؤولون تنفيذيون ومتخصصون في الاستثمار لوكالة بلومبرغ أن تدفقات الأموال الروسية إلى الإمارات بدأت تُظهر علامات التباطؤ بعد أشهر طويلة من الازدهار والنشاط. ولم يتوقع أي من هذه المصادر حدوث هجرة جماعية واسعة النطاق للأموال النقدية بالفعل في الإمارات، ومع ذلك يقول المسؤولون التنفيذيون إنها يبدو أنها استوعبت معظم فوائد الأموال الروسية ومن غير المرجح أن تشهد المزيد من التدفقات الكبيرة. ويفكر بعض الوافدين الروس في الانتقال إلى وجهات أخرى أو حتى العودة إلى ديارهم، إذ يؤدي اندفاع المغتربين إلى دبي إلى ارتفاع الإيجارات والنفقات اليومية. وعلى عكس الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لا يفرض البلد الخليجي عقوبات على موسكو. ومع ذلك، فمن المرجح الآن أن تواجه الشركات الروسية التي تفتح حسابات مصرفية تدقيقا من البنوك المحلية.
وأفصحت مصادر مطلعة طلبت عدم الكشف عن هويتها لبلومبرغ بأن “الإمارات تتعرض لضغوط أميركية متزايدة لمعالجة التهرب المحتمل من العقوبات”. وأوضحت أن البنوك العاملة بالبلد الخليجي، بما في ذلك الإمارات دبي الوطني والمشرق وأبوظبي الأول، شددت التدقيق في الكيانات الروسية، وحاولت في الأشهر الأخيرة ضمان قدر أكبر من الامتثال للعقوبات الأميركية. وقال فيليب أمارانتي، رئيس فرع شركة الهجرة القائمة على الاستثمار هينلي آند بارتنرز في الشرق الأوسط، إن الشركة ترى أن عددا أقل من الروس يستقرون في الإمارات، “وبالتالي فإن الاتجاه يتجه نحو الانخفاض”. وأضاف “في الواقع، قام بعض زبائني الروس بتقليص حجم أصولهم العقارية في دبي التي اشتروها قبل عامين، واحتفظوا بقاعدة صغيرة هنا، لكنهم عادوا إلى موسكو أو إلى مناطق أخرى متاحة وجذابة للغاية مثل موريشيوس”.
ورغم هذه الإشارات، لكن الكثير من الروس وخاصة رجال الأعمال يريدون تواجدا متوازنا لهم بين موسكو ودبي بالنظر إلى العلاقات القوية التي تتمتع بيها روسيا والإمارات ليس فقط في مجال الاستثمار، بل في الطاقة باعتبارهما حليفين في أوبك+. ويقول مصرفيون مقيمون في دبي إنه رغم أن متوسط الطبقة المتوسطة الروسية التي لا تخضع للعقوبات لم تواجه إلى حد كبير مشكلات كبيرة في فتح الحسابات، لكن البنوك رفضت العديد من الروس الخاضعين للعقوبات. وأشارت مصادر إلى أن بعض الأشخاص الذين لديهم انتماءات سياسية أو اتصالات بالأشخاص الخاضعين للعقوبات واجهوا أيضا صعوبات في إدارة الحسابات المصرفية. وقال بنك الإمارات دبي الوطني في بيان إنه ملتزم بمكافحة الجرائم المالية ويتبع “العقوبات الدولية المطبقة”، لكنه امتنع عن التعليق على التفاصيل. ولم يعلق بنك المشرق وبنك أبوظبي الأول على الأمر.
وأكدت مصادر أن أم.أم.سي نورليسك نيكل، أكبر شركة تعدين في روسيا، قررت أيضا عدم بدء التداول في الإمارات بسبب مشكلات لوجستية ومصرفية، لكن الشركة لم تعلق على هذا. وفي أعقاب الحرب في شرق أوروبا مباشرة، أفاد وكلاء العقارات في دبي عن زيادة في عدد الأثرياء الروس الذين يبحثون عن العقارات في أرقى أحياء الإمارة. ولا تقدم الإمارات أرقام التدفقات الوافدة حسب البلد، لكن في تصنيفات مشتري العقارات تراجع أصحاب الجوازات الروسية إلى المركز الثالث العام الماضي، بعد الهنود والبريطانيين، إثر تصدرهم القائمة في 2022، وفقا لشركة بيترهومز للوساطة في دبي. وفي مقابلة مع شبكة سي.أن.بي.سي في يناير الماضي، قال الرئيس التنفيذي لشركة داماك العقارية حسين سجواني إن “الطلب الروسي يتباطأ رغم أن المشترين الآخرين يعرقلون السوق”.
وفي الوقت نفسه، حتى الشركات الروسية التي لم تواجه مشاكل مصرفية واجهت صعوبات أخرى، إذ خفضت شركة يوروشيم غروب للأسمدة والمسجلة في سويسرا والتي أسسها الملياردير الروسي أندريه ميلنيشينكو عدد موظفيها في مقرها بدبي. وقالت مصادر مطلعة إن “في الأشهر الأخيرة تم نقل العديد من الوظائف، بما في ذلك العلاقات العامة، إلى موسكو جزئيا لأن الحفاظ على العمليات في دبي مع ارتفاع قياسي في الإيجارات وفواتير المدارس كان مكلفا للغاية”. ولكنها أشارت إلى أن شركة الأسمدة لم تواجه مشكلة مع حساباتها المصرفية في الإمارات وتواصل تشغيلها. وقالت يوروكيم في بيان لها إنها أعادت تنظيم بعض وظائفها في الإمارات، حيث خفضت بعض الموظفين، بينما أضافت أشخاصا في أقسام مثل الامتثال. وأكدت “إنها عملية عمل روتينية تحركها أهدافنا التنظيمية الداخلية”. وفي ظل الوضع الراهن، بات العديد من الروس في دبي يفكرون في الانتقال إلى أوروبا أو أماكن أخرى على المدى الطويل مع دخول الحرب عامها الثالث.
وتقول ماريا، وهي مصممة روسية (42 عاما) إن ارتفاع تكاليف المعيشة في دبي والحرارة في فصل الصيف أجبراها على التفكير في خيارات مثل فرنسا أو برلين لعائلتها. وكان إيفان كوزلوف قد ترك وظيفته كمنظم للمشتقات المالية بشركة في.تي.بي كابيتال في موسكو منذ عامين، وعاش مع عائلته في تركيا لمدة شهرين ثم وصل إلى دبي في مايو 2022، حيث شارك في تأسيس ريسولف لابس التي تقدم منتجات قائمة على التشفير. وبينما تقترب الشركة الناشئة من نهاية عملية جمع الأموال، يدرس كوزلوف الانتقال إلى أوروبا، وربما إلى إسبانيا، حيث يعيش أحد شركائه التجاريين. وقال لبلومبرغ “رغم أن الإمارات مكان جيد لممارسة الأعمال التجارية، لكنها تعاني من مشكلات تتعلق بنمط الحياة مثل الصيف الحار”. وأضاف “المشكلة الرئيسية هي أنك لا تشعر بأنه المكان الذي يمكنك اعتباره منزلك على المدى الطويل”. وفي أواخر فبراير الماضي، شطبت مجموعة العمل المالي (فاتف) الإمارات من القائمة الرمادية للرقابة العالمية، ويحرص المسؤولون الإماراتيون على إثبات أن اللوائح لن يتم تخفيفها مباشرة بعد ذلك. وقال بعض المطلعين على الأمر إن “ذلك جعل الإمارات ومؤسساتها المالية أكثر صرامة في التعامل مع الكيانات أو المديرين التنفيذيين الروس، خاصة أولئك الذين يواجهون عقوبات”. وقال ستيفن هيرتوغ الأستاذ المشارك في كلية لندن للاقتصاد إن “التأثير على اقتصاد الإمارات سيكون هامشيا نسبيا نظرا للاهتمام من الأثرياء في أجزاء أخرى من العالم”. وأضاف “مع ذلك، فإن التأثير على دبي سيكون أكبر قليلا من ذلك على أبوظبي نظرا لاعتمادها الأكبر على الاستثمار الأجنبي والعقارات”.
ويبدو أن الروس ليسوا مستعدين للتخلي عن الإمارات بشكل كامل، فقد قامت الشركة المتحدة لإنتاج الألمنيوم، روسال إنترناشيونال، بنقل عمليات التجارة العالمية إلى دبي في نهاية العام الماضي. ولا يزال تجار النفط، الذين انتقل الكثير منهم من جنيف ولندن في بداية الحرب، يفضلون الإمارات، ويستخدمون الدرهم كبديل مناسب للدولار. لكن حتى هذه المجموعة واجهت تدقيقا أكثر صرامة منذ أكتوبر الماضي، عندما عززت الولايات المتحدة تطبيق عقوباتها المتعلقة بسقف الأسعار على النفط الخام. ورغم الضغوط، فإن الروس يتركون بصماتهم على دبي، ولديهم الآن مرافق طبية خاصة بهم وأطباء أسنان وأكاديمية لكرة القدم في الإمارة. كل هذا لا يقنع أشخاصا مثل كوزلوف بالبقاء. وقال “هذا يشبه مقهى المطار حيث ينتظر الجميع الرحلة التالية”.
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article