0 :عدد المقالات
 
 

 

الصحافة العربية :

21 - هل تقدر إيران على استهداف شخصيات إسرائيلية محورية بحجم زاهدي(العرب)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí

- طهران تطلب عبر سلطنة عمان عدم تدخل واشنطن إذا نفذت إيران هجوما منضبطا - غضب الشارع في الداخل يضغط على إيران للرد:
طهران - تعيش منطقة الشرق الأوسط حالة من الترقب بشأن حجم وأهداف رد إيران على تصفية أحد أبرز قادة الحرس الثوري محمد رضا زاهدي في قصف إسرائيلي على القنصلية الإيرانية بدمشق، في وقت يتساءل فيه مراقبون عما إذا كانت إيران ستكتفي برد منضبط أم أن ردها سيكون بحجم الاستهداف الإسرائيلي، أي استهداف شخصيات محورية من باب الرد بالمثل؟ وإذا لم يرتق الرد الإيراني إلى نوعية الاستهداف الإسرائيلي، الذي يركز على تصفية قادة الصف الأول من الحرس الثوري أو من حركة حماس أو من حزب الله، فإن أي هجوم إيراني لن يكون له وقع، سواء من ناحية ردع إسرائيل عن تنفيذ هجمات قادمة أو من ناحية إرضاء الإيرانيين وأنصار ما تسميه طهران “محور المقاومة” في المنطقة.
وليس مهما استهداف موقع في إسرائيل أو مبنى لسفارة أو قنصلية تابعة لها إذا لم يكن في الموقع هدف في قيمة زاهدي أو نائب رئيس حماس صالح العاروري أو قيادات حزب الله الذي نجح الجيش الإسرائيلي في قتلهم خلال عمليات مركزة بعد عمليات رصد دقيقة. وتضرب إسرائيل نوعين من الأهداف؛ إما صواريخ ومسيّرات مهمة أو شخصيات محورية في “محور المقاومة”، ما يجعل إطلاق صواريخ على مبنى أو قاعدة فيها جنود نشاطا عاديا وليس انتقاما، وهذا وجه من أوجه الحرب الدائرة أصلا. ويسيطر الغموض والترقب على موعد الهجوم الإيراني والطريقة التي سيتم بها، في وقت تتعالى فيه الأصوات التي تنادي إيران بتجنب المغامرة، وحذرت دول من بينها الهند وفرنسا وروسيا مواطنيها من السفر إلى المنطقة، ما ينبئ بقرب موعد الهجوم الإيراني.
وقال الجيش الإسرائيلي الخميس إنه لم يصدر تعليمات جديدة للمدنيين، لكن قواته في حالة تأهب قصوى ومستعدة لمجموعة من السيناريوهات. ولم تعلق وزارة الخارجية الإسرائيلية على التقارير الواردة عن إخلاء بعض البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية جزئيا وتعزيز الإجراءات الأمنية. وكتبت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية “الرد الانتقامي سيأتي… تشير الافتراضية في الوقت الحالي إلى أن ذلك سيحدث قريبا جدا في الأيام القليلة المقبلة”. وكان المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي اتهم إسرائيل بشن الغارة الجوية وقال إنها “يجب أن تعاقَب وسوف تعاقب” على العملية. وقال راز زيمت، الباحث الكبير في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، “سيكون من الصعب للغاية على إيران عدم الرد… مازلت أعتقد أن إيران لا تريد الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة وواسعة النطاق ضد إسرائيل، وبالتأكيد ضد الولايات المتحدة. لكن عليها أن تفعل شيئا”. وقالت مصادر إيرانية إن طهران نقلت إلى واشنطن أنها سترد على الهجوم الإسرائيلي على سفارتها في سوريا بشكل يستهدف تجنب تصعيد كبير وأنها لن تتعجل.
وقالت المصادر إن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان نقل رسالة إيران إلى واشنطن أثناء الزيارة التي قام بها الأحد إلى سلطنة عمان التي كثيرا ما توسطت بين طهران وواشنطن. وأحجم متحدث باسم البيت الأبيض عن التعليق على أي رسالة من إيران، لكنه قال إن الولايات المتحدة نقلت إلى إيران أنها لم تشارك في الهجوم على السفارة. وقال مصدر مطلع على معلومات استخباراتية أميركية إن لا علم له بالرسالة المنقولة عبر سلطنة عمان، وذكر أن إيران “كانت واضحة جدا” بأن ردها على الهجوم على مجمع سفارتها في دمشق سيكون “منضبطا” و”غير تصعيدي” ويشمل خططا “باستخدام وكلاء في المنطقة لشن عدد من الهجمات على إسرائيل”.
وتشير الرسائل الدبلوماسية إلى نهج حذر تتبعه إيران في وقت تحسب فيه كيفية الرد على هجوم الأول من أبريل الجاري بشكل يردع إسرائيل عن الإقدام على أعمال أخرى كهذه لكن يتفادى تصعيدا عسكريا قد تنجر إليه الولايات المتحدة. وتجنبت طهران بحذر أي دور مباشر في التداعيات الإقليمية، لكنها دعمت الجماعات التي شنت هجمات من العراق واليمن ولبنان. ولم تهاجم الفصائل الشيعية المدعومة من إيران القوات الأميركية في سوريا والعراق منذ أوائل فبراير الماضي. ولم يستبعد أحد المصادر الإيرانية احتمال مهاجمة أعضاء من محور المقاومة المدعوم من إيران إسرائيل في أي لحظة، وهو خيار أشار إليه محللون باعتباره إحدى الوسائل المحتملة للرد. وقالت المصادر إن حسين أمير عبداللهيان أشار خلال اجتماعاته في عمان إلى استعداد طهران لتقليص التصعيد بشرط تلبية مطالب تتضمن وقفا دائما لإطلاق النار في غزة، وهو ما استبعدته إسرائيل في سعيها لسحق حركة حماس. وأضافت المصادر أن طهران طلبت أيضا ضمانات بألا تتدخل الولايات المتحدة إذا نفذت إيران “هجوما منضبطا” على إسرائيل، وهو مطلب رفضته الولايات المتحدة في ردها عبر عمان.
وقال المصدر المطلع على معلومات استخباراتية أميركية إن الضربات الانتقامية الإيرانية ستكون “غير تصعيدية” تجاه الولايات المتحدة لأن الإيرانيين “لا يريدون أن تتدخل الولايات المتحدة”، وإن إيران لن توجه الفصائل التابعة لها في سوريا والعراق إلى استهداف القوات الأميركية في تينك الدولتيْن. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء إن إيران تهدد بشن “هجوم كبير على إسرائيل”، وإنه أبلغ بنيامين نتنياهو بأن “لا شك في التزامنا بأمن إسرائيل ضد هذه التهديدات من إيران ووكلائها”. وأعلن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس في تدوينة على منصة إكس باللغتين الفارسية والعبرية الأربعاء أنه “إذا هاجمت إيران من أراضيها فسترد إسرائيل وتهاجم داخل إيران”.
وقال خبراء في الدبلوماسية الإيرانية إن مثل هذه المطالب الصارمة من طهران تمثل نموذجا للنهج المتشدد الذي تتبعه في المفاوضات. وعلى الرغم من هذا أشارت الاتصالات إلى اهتمامها بتفادي صراع كبير. وقال جريجوري برو، المحلل في مجموعة أوراسيا، إن خامنئي “محاصر في معضلة إستراتيجية”. وأضاف “يتعين على إيران أن ترد لاستعادة الردع والحفاظ على مصداقيتها وسط حلفاء جبهة المقاومة. لكن في المقابل من المرجح أن يؤدي الرد لاستعادة الردع إلى رد فعل إسرائيلي أكبر وأكثر تدميرا، ومن المتوقع أن يكون ذلك بمساعدة الولايات المتحدة لأنها ملتزمة بمساعدة إسرائيل إذا تعرضت لهجوم”. وقالت المصادر الإيرانية إن الولايات المتحدة طلبت من إيران عبر وسطاء إقليميين ممارسة ضبط النفس وإفساح مجال للدبلوماسية وحذرت طهران من أنها ستقف إلى جانب إسرائيل في حالة وقوع هجوم مباشر.
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article