0 :عدد المقالات
 
 

 

الصحافة العربية :

46 - مقتدى الصدر يواصل إعداد السيناريو المشوّق لعودته إلى العملية السياسية(العرب)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí

تواترت خلال الفترة الأخيرة المؤشّرات على عودة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر عن قراره مقاطعة العملية السياسية في العراق، دون أن يصدر أي نفي أو تأكيد رسمي لذلك، ما أضفى غموضا وتشويقا على المسألة وجعل منها مادّة للتداول الإعلامي واسع النطاق ومدارا للتكهنات، وهو أمر يرجّح أن يكون مقصودا لذاته بهدف إضفاء هالة إعلامية على العودة وجعلها حدثا سياسيا كبيرا في البلد. وللصدر سوابق كثيرة في جلب الأضواء واستقطاب الاهتمام نحو شخصه عبر إصداره القرارات المفاجئة والتصريحات الصادمة، من قبيل إعلانه بشكل متكرّر اعتزال السياسة أو تجميد نشاط الميليشيا المسلّحة التابعة له أو طرد عناصر من تياره والتبرّؤ منهم.
وألقى الصدر مجدّدا حجرا كبيرا في بركة السياسة العراقية عبر تغييره مسمّى تياره الذي كان يحمل اسما مرتبطا بأسرته ذات المكانة في مجال التدين الشيعي وهو التيار الصدري ليغدو بعد التغيير “التيار الوطني الشيعي”. وجاء الإعلان عن تغيير التسمية بشكل عَرَضي من خلال وثيقة منشورة على منصّة إكس ممضاة من قبل مقتدى الصدر وتتضمّن قراره طرد شخص يحمل اسم عماد الأسدي “من كل مفاصل التيار الوطني الشيعي فورا”، وذلك “لعدم التزامه بأخلاقيات الحوزة العلمية الناطقة ولإخلاله بالآداب العامة.. وتعديه على صلاة الجمعة”. وأثارت الإشارة إلى التيار بهذه التسمية الجديدة لأوّل مرّة جدلا سياسيا واسعا في العراق غذّته التسريبات المتواترة مؤخّرا بشأن عودة الصدر إلى العملية السياسية من بوابة الانتخابات التشريعية القادمة المقرّرة لسنة 2025 والتي مازالت التكهنات تثار بشأن إمكانية تقديم موعدها، وهو أمر يظل رهن توافق القوى المشاركة في تشكيل حكومة رئيس الوزراء محمّد شياع السوداني وما يمكن أن تتوصّل إليه من قرار بشأن استكمال الحكومة لولايتها من عدمه.
وفي غمرة التأويلات المتضاربة لمغزى تغيير مسمى التيار وامتداداته السياسية المحتملة، تعمّدت الدوائر القريبة من زعيمه تكريس الغموض بتقديم تفسير فضفاض للأمر يتجنّب الحسم ويبقي باب الجدل مفتوحا على مصراعيه تحقيقا لأكبر قدر ممكن من الضجيج الإعلامي حول العودة المحتملة للصدر إلى العملية السياسية. وقال محمد صالح العراقي، وهو شخص غير معروف خارج الحساب الذي يحمل اسمه على منصّة إكس وكذلك صفته باعتباره “وزير القائد”، إنّ “التيار الوطني الشيعي هو الاسم البديل المرجح للتيار الصدري”، وإنه “امتداد (لشعار) نعم نعم للوطن، ومكونات الوطن.. فأهلا بالجميع”. ورأى متابعون للشأن العراقي أنّ الاسم الجديد قد يكون يافطة لتوسيع مظلّة التيار الصدري لتشمل طيفا أوسع من شيعة العراق، بمن في ذلك غير المنتمين إلى التيار والمتردّدون بين باقي الأحزاب والتيارات المنافسة له بحثا عن قيادة تتصدّى للفساد المستشري في مفاصل السلطة وتقود إصلاح العملية السياسية وتقويمها وإخراج البلاد من أوضاعها الهشة على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية.
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article