0 :عدد المقالات
 
 

 

الصحافة العربية :

21 - هل نفّذت خلية إيرانية تعمل لصالح الموساد الهجوم بطائرات مسيرة على أصفهان(حسين مجدوبي)(القدس)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí

تعرضت منشآت عسكرية في مدينة أصفهان لعمليات قصف عسكري تثير الكثير من الغموض، هل هي بصواريخ بعيدة المدى أو طائرات مسيرة انتحارية؟ ويبقى الراجح هو استعمال هذه الأخيرة من طرف جواسيس إيرانيين يعملون لصالح إسرائيل، ولا يعتبر الأمر سابقة بل من الأحداث المألوفة التي وقعت خلال السنوات الأخيرة. وكانت إسرائيل قد قصفت القنصلية الإيرانية في دمشق يوم 1 نيسان/أبريل الجاري واغتالت بعض القادة العسكريين الإيرانيين، وردت إيران بهجوم ليلة 13/14 نيسان/أبريل الجاري بـ380 طائرة مسيرة وصواريخ باليستية ومجنحة استهدفت منشآت عسكرية. وتعهدت إسرائيل بالرد، ويبدو أنها نفذت التهديد فجر الجمعة من الأسبوع الجاري ولكن دون الإعلان عنه رسميا حتى الآن تجنبا لتفاقم الوضع وتفاديا لرد إيراني مباشر. وإذا كانت إيران قد أعلنت تبنيها هجوم 13/14 نيسان/أبريل، تلتزم إسرائيل الصمت في الهجوم على أصفهان وتنوب عنها مصادر أمريكية في تقديم توضيحات مفادها حسبما نقلت جريدة «نيويورك تايمز» الجمعة بأن إسرائيل ردت بشكل طفيف تجنبا للتصعيد ولكن يحمل رسالة واضحة للإيرانيين مفادها «قادرون للوصول الى برنامجكم النووي».
مسيرات من داخل إيران: ويبقى المعطى الرئيسي والواقعي من زاوية عسكرية حتى الآن هو عدم تنفيذ الهجوم ضد منشآت أصفهان العسكرية بصواريخ بعيدة المدى لسببين، الأول وهو أن الصواريخ ستحدث دمارا إذا لم يتم اعتراضها من أنظمة طيران مضادة، وثانيا أن الأقمار الاصطناعية لعدد من الدول مثل الصين وروسيا وتركيا سترصد هذه الصواريخ وستعلن عنها خاصة روسيا. وعليه، كل قراءة عسكرية لاسيما استحضار أحداث الماضي ستقود إلى أن إسرائيل استعملت طائرات مسيرة لم تنطلق من القواعد العسكرية الإسرائيلية بل من داخل إيران. وارتباطا بهذا، أوردت قناة «العالم» الإيرانية الجمعة من الأسبوع الجاري نقلا عن مصادر رسمية في طهران أن التصدي للمسيرات لم يتم بأنظمة دفاع صاروخية بل بمضادات أرضية على ارتفاع منخفض جدا ما أحدث أصوات انفجارات كما أكدتْ عدمَ حصولِ أيِ هجومٍ صاروخي من خارجِ البلاد.
هذه الفرضية توحي بأن الهجوم قد يكون جرى تنفيذه من طرف خلايا إيرانية نائمة تعمل لصالح إسرائيل أو كوماندو إسرائيلي تسرب للبلاد وإن هذا المعطى الأخير صعب في الوقت الراهن. ويبقى الأساسي أن عدم رصد الرادارات الإيرانية للطائرات من جهة، واستعمال مضادات أرضية وليس أنظمة الدفاع الجوي لتدمير المسيرات الصغيرة يؤكد فرضية إطلاقها من الأراضي الإيرانية من طرف خلايا نائمة وبالضبط من مناطق لا تبعد كثيرا عن أصفهان. ويمكن تفسير هذا بما يلي: أولا، تعرضت منشآت عسكرية في أصفهان ليلة 28 كانون الثاني/يناير 2023 لقصف عسكري بمسيرات انتحارية خلفت بعض الأضرار مثل الحرائق، واستهدفت مصانع تصنيع الطائرات المسيرة الشاهد. ووقتها، لم تسجل وزارة الدفاع الإيراني اختراق الأجواء الإيرانية. وهذا يعني السيناريو نفسه مع هجوم الجمعة 19 نيسان/أبريل 2024.
ثانيا، نفذ جواسيس إيرانيون يعملون لصالح إسرائيل عددا من عمليات اغتيال علماء كبار يعملون في المشروع النووي، وكان الاعتقاد هو نجاح الموساد في التسلل إلى إيران عبر كوماندوهات، لكن الواقع يكشف تجنيد عملاء إيرانيين. ومن ضمن الأمثلة الشهيرة، تبين أن طريقة اغتيال العالم النووي فخري زادة يوم 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2020 قد تمت بواسطة روبوت زرعه عملاء إيرانيون يعملون لصالح الموساد، حيث قاموا بتنصيب رشاش/روبوت فوق شاحنة صغيرة وتركوها في الطريق، وعندما مر العالم النووي فتح الروبوت النار عليه لأنه كان يجري التحكم به عبر الأقمار الاصطناعية. وكما جرى إدخال الروبوت على مراحل إلى إيران، قد تكون إسرائيل بدعم من الدول الغربية قد أدخلت طائرات مسيرة صغيرة الحجم عبر مراحل إلى إيران، مفككة وجرى إعادة تركيبها وانتظار لحظة تنفيذ العمليات.
خطر الخلايا النائمة: ويعتبر وجود خلايا نائمة مكونة من مواطنين إيرانيين تعمل لصالح إسرائيل من أكبر التحديات التي تهدد الأمن القومي الإيراني. إذ تبين أن معظم عمليات الاختراق والاغتيال نفذها إيرانيون زرعتهم إسرائيل. وكان الرئيس الأسبق أحمد نجاد قد صرح يوم 12 حزيران/يونيو 2021 «إن مسؤول مكافحة إسرائيل في وزارة الاستخبارات الإيرانية كان جاسوسا لإسرائيل». مفسرا بأن هذا جعل إسرائيل تنجح بتنفيذ عمليات تجسس كبيرة في إيران، من بينها الاستيلاء على وثائق نووية وفضائية من مراكز حساسة. ويعتبر هذا المعطى أكبر ضربة لمخططات إيران. واعتادت إيران تفكيك خلايا إيرانية تعمل لصالح إسرائيل، ويبدو أنها لم تنجح في القضاء النهائي على جميع الخلايا النائمة. وعمليا، وفي ظل المراقبة الشديدة التي تفرضها الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإيرانية على المجتمع الإيراني، يعتبر عدم تفكيك جميع خلايا إسرائيل فشلا لهذه الاستخبارات. في الوقت ذاته، لا أحد يعلم كيف نجحت إسرائيل في تجنيد خلايا نائمة تحركها في أوقات معينة ليكون دورها حاسما مثل الاغتيالات أو تنفيذ عمليات مسلحة مثل الفرضية الكبيرة للهجوم على منشآت عسكرية في أصفهان.
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article