0 :عدد المقالات
 
 

 

الصحافة العربية :

38 - تصريحات فاترة فلسطينيا وغير مشجعة إسرائيليا بعد لقاء أردوغان بهنية(العرب)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí

- أقصى ما تقدمه تركيا استضافة مؤقتة لقادة حماس قبل الانتقال إلى إيران - لقاء بارد:
إسطنبول- لم تحمل تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد لقائه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية جديدا بالنسبة إلى الفلسطينيين، كما أنها لا تحمل إشارات يمكن أن يلتفت إليها الإسرائيليون، في وقت توحي فيه دوائر مقربة من أنقرة بأنها يمكن أن تستقبل قادة حماس وأن تقود الوساطة في ظل تلويح قطر بالتخلي عن وساطتها. لكن مراقبين للملف الفلسطيني يعتبرون أن تركيا لا تقدر على الوساطة ولا على استقبال قادة حماس في ما لو طلب الأميركيون من الدوحة طردهم، وأن أقصى ما يمكن أن يقدمه أردوغان هو استضافة مؤقتة لقادة الحركة قبل انتقالهم النهائي إلى إيران. وتحدث أردوغان في الشأن الفلسطيني بعمومياته بالدعوة إلى الوحدة وبشأن غزة عن إيصال المساعدات. وذكّر أردوغان أيضا بأن بلاده فرضت “عددا من العقوبات على إسرائيل، بينها قيود تجارية” منذ التاسع من أبريل.
وقلل المراقبون من قدرة تركيا على لعب دور الوسيط لاعتبارات منها أن أردوغان لم يدخل في موضوع غزة وظل يطلق تصريحات عامة لتسجيل الموقف والهجوم على إسرائيل ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ومن الصعب على وسيط أن يبدأ مهمته بتشبيه الإسرائيليين بهتلر والنازية. ولا يتوقع سنان تشيدي الباحث المشارك في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ومقرها واشنطن أكثر من دور “محدود جدا” لأردوغان إلى جانب وسطاء آخرين، بسبب الرفض الذي يثيره من إسرائيل. وقال أردوغان مرة أخرى هذا الأسبوع إن الإسرائيليين “تفوقوا على هتلر” في ما فعلوه في قطاع غزة.
ورأى تشيدي أن أردوغان “لن يلقى ترحيبا”، مذكراً بأن الرئيس التركي وصف بنيامين نتنياهو بـ”النازي” وإسرائيل بأنها “دولة إرهابية”. وأضاف “يمكن على أبعد حد، دعوته لتمرير رسائل بين المفاوضين الفلسطينيين وإسرائيل”. ويرى تشيدي أن أنقرة “لا تملك القدرة” على التأثير على حماس بشأن مصير الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين في غزة منذ اختطافهم في السابع من أكتوبر. ويشير إلى أنه على الرغم من الانتقادات، لم تفرض تركيا “قيودا” على تجارتها مع إسرائيل إلا مؤخرا، معتبرا أن “ازدواجية أردوغان لا تساعده مع الفلسطينيين أيضا”.
ولا يثق الفلسطينيون، بمن في ذلك قادة حماس، في أردوغان الذي يتسم موقفه بالمزاجية، ولا ينسون خطابه القوي ضد إسرائيل في فترة من الفترات ثم عودته لبناء علاقات متينة معها على كل المستويات وسعيه لفتح الباب أمام مرور الغاز الإسرائيلي عبر بلاده باتجاه أوروبا. وارتفعت الصادرات التركية إلى إسرائيل بنسبة 35 في المئة خلال فترة الحرب الإسرائيلية على غزة، ووفقًا لبيانات وزارة التجارة في تركيا بلغت الصادرات التركية إلى إسرائيل 319.5 مليون دولار في نوفمبر، وارتفعت في الشهر الثاني من الحرب على غزة بنسبة 34.8 في المئة خلال ديسمبر إلى 430.6 مليون دولار. ويسعى الرئيس التركي خلال الفترة الحالية لتطوير علاقة بلاده بالولايات المتحدة من أجل تحصيل صفقة أف – 16، ولا يمكن بأيّ شكل أن يقبل أيّ التزام تجاه حماس يمكن أن يثير غضب واشنطن فما بالك باستضافة قادتها وحمايتهم والدفاع عن أفكار الحركة.
وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، السبت، أن القيادة السياسية لحماس تبحث احتمال نقل مقرها إلى خارج قطر، بعد تزايد ضغوط أعضاء الكونغرس على الدوحة بشأن الوساطة التي تقوم بها بين إسرائيل والحركة، لافتة إلى أن الحركة تواصلت مع دولتين اثنتين على الأقل في المنطقة بشأن إذا كانتا منفتحتين على انتقال قادتها السياسيين. ولم يلمّح الرئيس التركي في لقائه بهنية من قريب أو بعيد لموضوع استقبال قادة حماس، وهي خطوة ستزيد من توتير علاقاته مع أوروبا أيضا. والاجتماع هو الأول بين أردوغان ووفد لحماس يرأسه هنية منذ بدء إسرائيل هجومها العسكري في قطاع غزة. وتأتي زيارة هنية إلى تركيا بعد ثلاثة أيام من لقائه بوزير الخارجية التركي هاكان فيدان في الدوحة.
وأثار الحديث الذي أدلى به فيدان خلال زيارته إلى الدوحة الأربعاء الكثير من الجدل حين قال إن ممثلي حماس “كرروا له أنهم يقبلون بإنشاء دولة فلسطينية ضمن حدود 1967″، وبالتالي، ضمنيا وجود دولة إسرائيل “والتخلي عن الكفاح المسلح بعد إنشاء الدولة الفلسطينية”. فرص ضعيفة أمام تركيا للعب دور الوسيط لاعتبارات منها أنه لا يمكن لوسيط أن يبدأ مهمته بتشبيه الإسرائيليين بهتلر وأوضح فيدان أن “حماس لن تحتاج بعد ذلك إلى وجود جناح مسلح وستستمر في الوجود كحزب سياسي”، معربا عن سعادته بتلقي مثل هذه الرسالة. ولم تعلق حماس بعد على ما جاء على لسان وزير الخارجية التركي بشأن هذه التنازلات. ولا يعرف من هي الجهة التي أدلت بهذا الحديث، ولماذا تقدم حماس هذه التنازلات لتركيا ولم تقدمها لقطر التي دعمتها وفتحت لها قنوات التواصل مع الأميركيين. وإذا كانت الحركة ستجري مراجعة نوعية بهذا الحجم فلماذا تستمر في الحرب ولم تبادر إلى إطلاق المحتجزين الإسرائيليين. وما موقف قيادة الداخل برئاسة يحيى السنوار؟ وترجح هذه التساؤلات أن يكون كلام فيدان أقرب إلى الاستنتاج أو أنه جاء في صيغة حديث تركي قابله قادة حماس بالصمت، ففهم فيدان على أنه موافقة مبدئية.
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article