0 :عدد المقالات
 
 

 

الصحافة العربية :

4 - التغير المناخي يزيد من عوامل الهشاشة في الشرق الأوسط(العرب)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí

- الجهود الحكومية لمواجهة الظاهرة لا تزال بطيئة - الاجتهاد في التعاطي مع التحديات ضرورة ملحة: مشكلة التغير المناخي التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط تمثل تحديا كبيرا يهدد بتفاقم حالة الهشاشة المستحكمة في هذه المنطقة المكلومة بالنزاعات والنزوح. ويتعين على حكومات المنطقة أن تجتهد في التعاطي مع هذا التحدي باعتماد إصلاحات شاملة تدعم إستراتيجياتها الموضوعة للتكيف مع آثار التغير المناخي.
عمان - تواجه منطقة الخليج العربي تحديات هائلة في التصدي للنتائج الوخيمة لمشكلة التغير المناخي وما يترتب عليها من تبعات معقدة ومتشابكة. فبعد سنوات من التغافل بدأت دول الخليج في استيعاب ما يمكن أن يسببه التغير المناخي من آثار قد تهدد استقرارها وأمنها وقدرتها على البقاء. ومع ذلك فإن ما يتطلبه تخفيف تلك الآثار من إرادة وجهود تعاونية تتضافر فيها كافة فئات المجتمع لا يزال في طور التكوين. ومثل غيرها من دول المنطقة، تعتبر المملكة العربية السعودية عرضة للتغير المناخي الذي يهدد البيئة المناخية الطبيعية للبلاد فضلا عما يشكله من خطر عام على المجتمع وعلى مؤسسات الدولة.
وتعتبر مشكلة ارتفاع درجات الحرارة من أكبر المشاكل التي تواجه المنطقة حاليا، حيث فاقت درجات الحرارة في المنطقة المعدل المتوسط العالمي لتتجاوز درجة الحرارة في كل من إيران والكويت وعُمان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة خمسين درجة مئوية في عام 2021. وجاء في تقرير نشره معهد كارينغي أنه في حال استمرت هذه المعدلات، فمن المتوقع أن تصبح أجزاء كبيرة من المنطقة غير صالحة للحياة الآدمية بنهاية هذا القرن. ويحذر علماء المناخ من أن درجات الحرارة في المنطقة قد تزداد بمقدار 4 درجات مئوية بحلول عام 2050، وهو ما يعني صعوبة العودة إلى عتبة 1.5 درجة مئوية التي قررتها اتفاقية باريس للمناخ كحد أقصى للاحترار العالمي، ما قد يتسبب في انهيار بيئي عالمي. وتعتبر الفيضانات المفاجئة مصدر قلق كبير آخر للمملكة العربية السعودية التي تتعرض بشكل دوري، على الرغم من كونها دولة قاحلة للغاية، لموجات غزيرة من الأمطار التي تتحول إلى فيضانات مفاجئة بسبب انتشار التجمعات السكنية العشوائية وعدم وجود البنية التحتية اللازمة لتصريف مياه الأمطار في معظم المدن.
وتعد الفيضانات حدثا ملحوظا وشائعا في المناطق الجبلية الواقعة جنوبي غرب المملكة حيث تسببت في أضرار وخسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات على مدار السنوات العديدة الماضية. ما يتطلبه تخفيف تلك الآثار من إرادة وجهود تعاونية تتضافر فيها الدول لا يزال في طور التكوين ومن المفارقات أن الجفاف يعد أيضا من مصادر القلق الكبيرة للمملكة. فعلى الرغم من الهطول العَرَضِي الغزير للأمطار إلا أنه من المتوقع أن يتسبب التغير المناخي في انخفاض عام في أنماط هطول الأمطار المسجلة محليا وفي ارتفاع معدلات التبخر. وتشير توقعات التغير المناخي إلى أن البلاد ستعاني من فترات جفاف طويلة ستؤدي إلى استنزاف سريع لخزانات المياه الجوفية، وإلى تفاقم مشكلة شُح المياه بين المجموعات السكانية الهشة. وتعد المملكة العربية السعودية واحدة من أكثر الدول التي تعاني من شُح المياه على سطح الأرض، خاصة مع تضاعف الاستهلاك الفردي اليومي للمياه ليصل إلى 265 ليترا في اليوم. وقد أدى الاستهلاك المتزايد للمياه الجوفية إلى انخفاض عنيف في مكامن المياه الجوفية في البلاد ما تسبب في هبوط حاد للأراضي في بعض أنحاء المملكة. (وتحدث التقرير عن مشاكل المياه في العراق والاردن ومصر وقال: على الرغم من أن القيود البيئية والسياسات الزراعية المُكلفة مائيا هي أهم مسببات شح المياه في مصر، إلاّ أن تغير المناخ سيضع ضغوطا إضافية على أنظمة المياه غير المستقرة في البلاد، حيث ستهدد درجات الحرارة المتطرفة ومعدلات هطول الأمطار غير المنتظمة ونوبات الجفاف المتكررة الموارد المائية المصرية تهديدا كبيرا. وبما أن النسبة الكبرى من معدلات استهلاك المياه تذهب لتلبية الاحتياجات الزراعية ورعي الماشية، فإن شح المياه الذي يتفاقم بسبب تغير المناخ سيعوق الإنتاج الغذائي في مصر، وسيعرض أرزاق الرعاة والمزارعين المصريين للخطر.
******************************
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article