0 :عدد المقالات
 
 

 

الصحافة العربية :

6 - عمان والإمارات وحدة الجغرافيا والمستقبل الواعد(محمد عبد الصادق)(الوطن العمانية)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí

اكتسب زيارة الدولة التي يقوم بها جلالة السُّلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ورعاه ـ لدولة الإمارات العربية الشقيقية أهمية كبيرة؛ كونها تأتي والمنطقة تشهد تحدِّيات إقليمية ودولية متعدِّدة، تتطلب توحيد المواقف والرؤى تجاه الأحداث المتلاحقة، التي تهدِّد الأمن والاستقرار في الإقليم، والذي طالما سَعَت الدولتان من أجْلِ تبريد ملفاته الساخنة، وتقريب المواقف المتباعدة، انطلاقًا من سَعيِ الدولتين الجارتين لِيعمَّ السلام والاستقرار بدلًا من الفرقة والصراع، حفاظًا على مكتسبات التنمية التي تحسِّن حياة الشعوب، وتنشر الخير والرخاء، وتصنع مستقبلًا مشرقًا لأبنائها، يسود فيه الأمن والازدهار، وعلاقات الودِّ والاحترام المتبادل.
تأتي الزيارة في وقت تُحقق فيه عُمان والإمارات نجاحات اقتصادية واعدة ومعدَّلات نُمو متصاعدة، بفضل السياسات الاقتصادية الرشيدة التي اتبعتها قيادتا البلديْنِ في السنوات القليلة الماضية، وبفضلها أصبحت عُمان والإمارات قِبلة للبشر من كافَّة دول العالم يأتون للاستثمار والعمل والسياحة، والتعرف على التجربة الحضارية المشتركة في الدولتين، التي تقوم على التسامح والتعايش المشترك وقَبول الآخر، والاندماج مع العالم والتحديث والتنوير، مع الحفاظ على الثوابت الدينية والأخلاقية، والعادات والتقاليد الأصيلة التي يحرص عليها الشَّعبان الشقيقان.
لَطالَما جمعت العلاقات المتينة قادة الدولتين، منذ انطلاق مَسيرة النهضة فيهما منذ أكثر من خمسة عقود برعاية المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السُّلطان قابوس ـ طيَّب الله ثراه ـ وطيّب الذِّكر سُمو الشيخ زايد آل نهيان ـ رحمه الله ـ، وتجدّد زخم هذه العلاقات، بتولِّي جلالة السُّلطان هيثم بن طارق ـ أيَّده الله ـ مقاليد الحُكم في عُمان، وسُمو الشيخ محمد بن زايد رئاسة دولة الإمارات، والذي كان لزيارته الأخيرة لسلطنة عُمان، والذي استقبل خلالها بحفاوة كبيرة على المستوى الرَّسمي والشَّعبي، مردود كبير في دفع مَسيرة التعاون بين البلديْنِ، حيث شهدت الزيارة توقيع العديد من الاتفاقيات في كافَّة المجالات، لعلَّ أهمَّها كان إطلاق مشروع قطار السكك الحديدية الذي يربط ميناء صحار بإمارة أبوظبي، والذي سيُحدث عند افتتاحه نقلة اقتصادية واجتماعية هائلة، في مجال التنمية الاقتصادية وتمتين علاقات التعاون والتواصل بين الشَّعبين الجاريْنِ.
هذه العلاقات المتميزة بين عُمان والإمارات ترتكز على وشائج قوية ضاربة في أعماق التاريخ، حيث تجمع الدولتيْنِ جغرافيا وحدود متداخلة، ويجمع الشَّعبين روابط الدم والمصاهرة، واللغة والدِّين، والعادات والتقاليد والثقافة والمصالح المشتركة، ويستشرفان مستقبلًا واعدًا، يسعيان خلاله لتطويرِ العلاقات والمُضي بها إلى آفاقٍ أرحبَ، سواء على المستوى الثنائي بين البلديْنِ، أو من خلال عضويتهما في مجلس التعاون الخليجي، حيث تسعى الدولتان لتقويته وتحقيق التكامل بين دوله وشعوبه. يجمع عُمان والإمارات العديد من الثوابت التاريخية التي لا يزعزعها مُضي الزمن، ولا يقدر على المساس بها أيٌّ كان، وحدة أزليَّة تجمع البلديْنِ، وأرض واحدة يحيا عليها الشَّعبان، وخصوصية في العلاقة لا يدرك كنهها إلَّا أبناء الدولتيْنِ، حيث عاش الآباء والأجداد على هذه الأرض الطيبة قرونًا طويلة، قَبل اختراع الحدود وظهور بطاقات الهُوِيَّة وجوازات السفر، يرعون إبلهم في كلأ واحد، ويسقون نخيلهم من بئر واحدة، يلتقون في مجلس واحد ويأكلون ويشربون من مَعين واحد.
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article