0 :عدد المقالات
 
 

 

الصحافة العربية :

9 - حملة أمنية سعودية ضد المحرضين على الفوضى باسم التضامن مع غزة(العرب)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí

- تأهب سعودي خشية استغلال إيران والإسلاميين الصراع للتحريض على انتفاضات انطلاقا من مواقع التواصل - الدبلوماسية أولا: تشن السلطات السعودية حملة أمنية على البعض من الناشطين بسبب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي اتخذت من الحرب على غزة حجة للتحريض على المملكة وبث الفتنة والفوضى، مع ملامح أياد إيرانية وراءها بسبب ضرب مصالحها في المنطقة.
الرياض - تتخذ السعودية إجراءات صارمة ضد التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت تشكل تهديدا للأمن القومي بعد أن اتخذت الحرب على غزة ذريعة للتحريض على الفوضى والتظاهر وانتقاد السلطات التي اتخذت موقفا واضحا ضد الهجمات الإسرائيلية على غزة، فيما بدت الأيادي الإيرانية واضحة المعالم خلف الكثير من التغريدات على موقع إكس خصوصا. وقالت وكالة بلومبيرغ أن السلطات السعودية شنت حملة أمنية على البعض من الناشطين بسبب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تتعلق بالتحريض على الأمن بحجة الحرب على غزة، وأضافت الوكالة أن موجة الاعتقالات الأخيرة كانت مدفوعة بمخاوف أمنية، لاسيما مع الحديث عن إمكانية التطبيع بين المملكة واسرائيل إذا التزمت بإقامة دولة فلسطينية.
ونقلت الوكالة عن بعض الأشخاص، إن السعودية وحلفاءها الإقليميين مثل مصر والأردن يشعرون بالقلق من هذا الاتجاه، خوفا من أن تستغل إيران والجماعات الإسلامية الصراع للتحريض على موجة من الانتفاضات. حيث لا تزال ذكريات ما يسمّى بـ”الربيع العربي” قبل أكثر من عقد من الزمان ماثلة في الأذهان في المنطقة، التي تسعى لتجنب تكرار هذا “الربيع” الذي أدّى إلى نشر الفوضى والدمار. واعترف شخص مطّلع على تفكير الحكومة السعودية بالاعتقالات وعزاها إلى ما وصفه بالمستوى العالي من اليقظة بعد السابع من أكتوبر، ورغبة السلطات في ردع الناس عن نشر تعليقات عبر الإنترنت قد تؤثر على الأمن القومي. وتشير الحملة الأمنية السعودية بسبب المنشورات المحرضة أن الحكومة ستكون حازمة ضد الأشخاص الذين يتجاوزون المحاذير، مع ما قد تتسبب به من تداعيات على الأمن القومي.
وتسعى الولايات المتحدة إلى المضي قدما في دفع مباحثات التطبيع بين السعودية وإسرائيل منذ ما قبل أحداث السابع من أكتوبر، بينما تشترط الرياض أن يكون الفلسطينيون طرفا في هذا الاتفاق وفي نفس الوقت تسعى إلى إبرام اتفاقية دفاع وتعاون مع واشنطن في إطلاق برنامج نووي مدني وهو ما تحاول إيران عرقلته خشية تنامي قوة المملكة وتدفع بالتالي للتحريض عليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ومنذ 7 أكتوبر، انتقدت المملكة العربية السعودية بشدة إسرائيل بسبب حربها على غزة وطالبت بوقف فوري لإطلاق النار، بينما أشارت إلى أنها لا تزال منفتحة على إقامة علاقات إذا سحب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قواته والتزم بإقامة دولة فلسطينية. ومع ذلك، تظل النتيجة الأخيرة احتمالا بعيدا، خاصة مع بقاء ائتلاف نتنياهو اليميني المتطرف في السلطة.
وقالت جين كيننمونت، الخبيرة في شؤون الخليج ومديرة السياسات والتأثير في شبكة القيادة الأوروبية، إن الحملة على المشاعر المؤيدة للفلسطينيين على وسائل التواصل الاجتماعي قد تكون علامة على جدية الرياض بشأن التطبيع مع إسرائيل. وأكدت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هوياتها، أن المفاوضات تسارعت في الأسابيع الأخيرة، حيث يشعر العديد من المسؤولين بالتفاؤل بأن واشنطن والرياض قد تتوصلان إلى اتفاق في غضون أسابيع. “ومن المحتمل أن تعيد مثل هذه الصفقة تشكيل الشرق الأوسط، فإلى جانب تعزيز أمن إسرائيل والسعودية، فإن من شأنها أيضا أن تعزز موقف الولايات المتحدة في المنطقة على حساب إيران وحتى الصين”، بحسب بلومبيرغ. وقال رجل سعودي، يقوم بانتظام بزيارة أحد أفراد أسرته المحتجزين بسبب منشور على الإنترنت قبل الحرب في سجن جنوب الرياض، إن قريبه أخبره عن زيادة كبيرة في عدد السجناء في المنشأة شديدة الحراسة خلال الأشهر الستة الماضية. وقد أكد ذلك العديد من الدبلوماسيين في العاصمة السعودية ومنظمات حقوق الإنسان، الذين قالوا إنهم يتتبعون ارتفاعًا كبيرًا في الاعتقالات المرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي منذ السابع من أكتوبر. لكنهم قالوا إن الأسباب تشمل تعليقات حول قضايا سعودية أخرى. وقد حُكم على مناهل العتيبي، مدربة اللياقة البدنية السعودية والناشطة في مجال حقوق المرأة، في يناير بالسجن لمدة 11 عاماً واتُهمت بارتكاب “جرائم إرهابية” بسبب منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتقول مصادر سعودية محلية إن شبكات التواصل الاجتماعي تعج بالكثير من دعاوى التحريض ضد مصالح الوطن والتي تتستّر خلف شعارات دينية أو وطنية لتثير الفتن والبلبلة وتضر بالسلام الاجتماعي والاستقرار الوطني وتزدحم الشبكات الاجتماعية بالمئات وربما بالآلاف من الحسابات التي تحمل أسماء وهمية وزائفة لتبث سموم التحريض وتشعل نيران الفتنة بين أبناء المجتمع، لصالح أجندات أجنبية تستهدف إثارة الفوضى والتشكيك في الثوابت الوطنية واستقطاب الشباب الذين ربما ينخدعون بهذه المزاعم المنحرفة ودعاوى التحريض. وتضيف المصادر مؤكدة أن الترويج لمثل هذه الدعاوى التحريضية غالباً ما يتم من قبل أعداء الوطن الحاسدين له على ما ينعم به من رخاء وأمن واستقرار، بينما يقول المختصون أن تأثير دعاوى التحريض يكون كبيراً إذا صادفت من يعانون نقصا في الوعي أو من في نفوسهم هوى، حيث تتحول إلى استجابة لدى المتلقي لتصبح بعدها مثل كرة الثلج التي تكبر كل يوم لتصبح جبلا له خطورته، وسبباً لانتشار الفوضى على غرار ما يسمّى بالطابور الخامس.
وتستخدم إيران وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة في حربها الدعائية ضد دول المنطقة خصوصا السعودية، إلى جانب حرصها على أن تسيطر على جانب من الوعي العربي العام، من خلال وسائل إعلامها الناطقة بالعربية التي تنشر مباشرة المواد الموجهة إلى العالم العربي، أو تقوم بترجمة المواد الفارسية من وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية إلى اللغة العربية، وهي تنافس بهذه الآلية الدول الكبرى في العالم والدول الإقليمية غير العربية التي دشنت هي الأخرى منصات باللغة العربية لمخاطبة الرأي العام العربي والتأثير فيه. ويشير التنوع الكبير في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية إلى الإنفاق الإيراني الواسع على هذا القطاع المستهدف أن يكون عائده المباشر هو التأثير السياسي لتحقيق المصالح الجيوستراتيجية والمنافع الاقتصادية. ويقول خبراء إن إيران قد أصدرت تعليمات لإعلامها وجيوشها الإلكترونية بتكثيف الحملات التحريضية على السعودية خلال الفترة القادمة لمنع أيّ اتفاق في المنطقة يهدد مصالحها.
*********************************
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article