0 :عدد المقالات
 
 

 

الصحافة العربية :

34 - الأميركيون يسخرون من صواريخ إيران لكنهم يستعدون للأسوأ(العربية)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí

عندما سئل وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، عن الهجوم الصاروخي الإيراني يوم 13 أبريل وكان أوستن في مؤتمر صحافي قال: "ما الذي تعلّمه الإيرانيون؟ لست متأكداً ولكن عليهم أن يفهموا أن أنظمتهم لا تعمل بحسب دعايتهم". هناك الكثير من التضارب في تقديرات الأميركيين لما فعلته إيران، فهي شنّت هجوماً واسعاً على إسرائيل وجهت فيه 170 مسيرة و30 صاروخ كروز و100 صاروخ باليستي، وقد تمّكنت الدفاعات المشتركة في منطقة الشرق الأوسط من إحباط الأكثرية الساحقة من المسيرات والصواريخ العابرة والباليستية. وتحدثت "العربية" و"الحدث" الى أكثر من مسؤول في الإدارة الأميركية لفهم أبعاد الهجوم الإيراني، وما سيتبعه من ترتيبات في منطقة الشرق الأوسط، ويؤكد غالبية المتحدثين الرسميين الأميركيين أن الهجوم كان كبيراً وجدّياً، وأن إيران ساهمت في إحباط الهجوم الذي شنّته.
الكل راضٍ: قال مسؤول أميركي لـ "العربية" و"الحدث" إن "إيران تحدّثت عن أنها ستشنّ هجوماً، وكانت القدرات الاستطلاعية الجوية الأميركية وغير الأميركية تحلّق في السماء الإيرانية لرصد ما يفعله الإيرانيون، وهذا ما وفّر معلومات كثيرة عن الاستعدادات الإيرانية. ثم بدأ الإيرانيون الهجوم بإطلاق المسيرات البطيئة، وهي تأخذ ساعات للوصول إلى هدفها، وبذلك أعطت إيران إشارة واضحة إلى أن الهجوم بدأ، وقد أتبعت بصواريخ كروز وبعد ذلك بالصواريخ الباليستية". لا ينكر المسؤولون الأميركيون أن إيران تعمّدت هذا التتابع وقال أحدهم لـ"العربية" و"الحدث" إن إيران قصدت عدم التصعيد، "فنحن نعرف القدرات الصاروخية الإيرانية، والإيرانيون والإسرائيليون يعرفون بعضهم البعض، وقد تعوّدوا على التناحر في منطقة الشرق الأوسط، وما قامت به إيران هو ردّ مدروس، المقصود منه القول إنهم لم يسكتوا على قصف المبنى في دمشق عندما قُتل مسؤولو الحرس الثوري الإيراني". أحد الأميركيين قال لـ "العربية" و"الحدث" "إن المسألة انتهت برضى جميع الأطراف عما حصل.. إيران قالت لأنصارها إنها قوية ولم تسكت، وإسرائيل قالت إنها قادرة على إحباط الهجوم وقادرة على شنّ المزيد من الضربات".
القلق الأميركي: نتائج الهجوم أمر مختلف تماماً، وقدرات مسألة مقلقة للأميركيين والشركاء في منطقة الشرق الأوسط، والأسباب تبدأ من أن إيران قادرة على شنّ هجوم مختلف تكون نتائجه مختلفة تماماً. يعتبر مسؤول أميركي تحدّث إلى "العربية" و"الحدث" "أن الهجوم الإيراني كان جدّياً وإيران تريد القول إن الأمور ستكون على قاعدة الهجوم والردّ على الهجوم، وإيران ستبقى عاملاً يثير الاضطرابات في الشرق الأوسط". مسؤول آخر قال لـ"العربية" و"الحدث" "تخيّل لو أن إيران شنّت هجوماً أكبر" وبدأ سرد السيناريوهات المخيفة لضربة إيرانية وقال لـ "العربية" و"الحدث" "كان من الممكن أن يشنّوا هجمات على القوات الأميركية أو طلبوا مشاركة الميليشيات الموالية لهم بإطلاق هجمات صاروخية على إسرائيل أو القوات الأميركية وغيرها، أو عملوا على قصف موانٍ وأصول بحرية، أو لو وقع عدد كبير من الضحايا"
الخطر الصاروخي: السيناريو الأسوأ للهجوم الإيراني الممكن هو ما حصل هو 13 أبريل معكوساً، أي، وبحسب مسؤول أميركي تحدّث إلى "العربية" و"الحدث" هو "إطلاق إيران الصواريخ الباليستية أولاً وبدون سابق تحذير أو إنذار". فالصورايخ الباليستية تصل إلى أهدافها بسرعة فائقة، وتعطي الدفاعات الجوية وقتاً قصيراً لمواجهتها، وتستوجب من الدول المستهدفة استعمال قدرات عالية للرصد، وإعداد منظومات الصواريخ المضادة للصورايخ، بالإضافة إلى القوات الجوية التي تشارك في صدّ الهجوم. ربما يعتبر الكثيرون في الولايات المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط أن هجوم إيران الصاروخي أصبح من الماضي، لكن التخطيط الأميركي للمرحلة المقبلة يحتلف تماماً.
الخطر الإيراني المتصاعد: مسؤول أميركي أكد لـ "العربية" و"الحدث" أن "إيران فشلت في إطلاق 30 في المئة من الصواريخ الباليستية الأميركية التي أعدّتها للإطلاق، لكنها ستعمل على تصحيح أخطائها التقنية كما فعلت روسيا منذ بدء حرب أوكرانيا" وأشار إلى أن الصواريخ الإيرانية من الممكن "أن تكون في المستقبل أسرع وأكثر قدرة على التخفّي وقادرة على خرق منظومات الاستطلاع". في المقابل يكشف أن "الأطراف المنخرطة في الدفاع أيضاً تعلّمت من هذا الهجوم، وستعمل على تصحيح مواطن الضعف في وسائل الاتصال والتنسيق فيما بينها وعليها أن تعمل على تصحيح بعض الخطوات في العمل". الآن بدأ الأميركيون العمل مع الدول في منطقة الشرق الأوسط على وضع بنى دفاعية أكثر تطوراً، استعداداً لمواجهة هذا الخطر الإيراني المحدق.
الاستعداد للأسوأ: فالأميركيون يعتبرون الآن أن أنظمة الدفاع المتعددة الطبقات، والمتصلة بعضها ببعض قامت بعمل جيّد هذه المرة، وإن لم تكن مثالية ويقول مسؤول أميركي كبير تحدّث الى "العربية" و"الحدث" إن "الأطراف الإقليميين يفهمون الآن أكثر أهمية العمل معاً، وعليهم أن يعملوا أكثر على تحسين قدراتهم الدفاعية، وأن يشتثمروا في قواتهم المسلحة، كما سيكون من الضروري تحسين التنسيق بين قدرات الدول في منطقة الشرق الأوسط لمواجهة التهديد الإيراني". يشدد الأميركيون على أنهم سيعملون في المرحلة المقبلة على مراقبة إيران، وتطويرها للقدرات العسكرية والمخاطر التي تتسبب بها طهران، وستعمل واشنطن على تطوير حضورها وقدراتها وعملها مع الأطراف الإقليميين مع تطوّر المخاطر الإيرانية، ويشدد أحد المتحدثين على "أن الولايات المتحدة لديها قدرات ضخمة وستعمل على تطوير خططها في المنطقة ومن المهم جداً أن يعمل الاطراف الاقليميون في الوتيرة ذاتها".
وجهة نظر: حوناثان لورد من مؤسسة الأمن الأميركي الجديد يشدد في تعليقات لـ "العربية" و"الحدث" على أن ترسانة إيران فائقة الخطورة وستزيد خطورة وأكثر صعوبة لمواجهتها وهذا يعود الى الدعم الروسي لإيران" وأضاف لورد "أن التنسيق بين القيادة المركزية والشركاء الإقليميين كان جيداً، وإيران ستعمل على دراسة الدفاعات التي تمّ استعمالها لذلك ستكون هناك ضرورة لتطوير القدرات لدى القيادة المركزية والشركاء والحلفاء ويجب أيضاً تقويتها وتنسيقها فيما بينها".
***********************************
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article