0 :عدد المقالات
 
 

 

الصحافة العربية :

22 - ما لم تقدمه الجزيرة عن حرب غزة(العرب)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí

- ازدواجية الخطاب من أهم سمات قناة الجزيرة في نسختيها العربية والإنجليزية - الحرب في غزة ليست صور دمار وقتل وعمليات جريئة تنفذها حماس:
لندن- حرصت قناة الجزيرة منذ بدء الحرب في غزة في السابع من أكتوبر الماضي على نقل روايتين فقط بشأن الحرب في حين تعمدت تغييب الرواية الثالثة، وهي الرواية الأهم بالنسبة إلى المتابعين الذين يرغبون في الاطلاع على ما يجري على أرض الواقع. وركزت تغطية القناة القطرية على الدمار الذي لحق بالقطاع والمعاناة الإنسانية لسكانه، بالإضافة إلى مقاطع فيديو عن عمليات عسكرية تعدها حماس بعناية، لكن ما تجاهلته المهنية المفترضة للقناة هو رواية الوضع الحقيقي لحماس وما تفعله في قطاع غزة وتأثيرات مواقفها وتحركاتها على السكان.
ويقول مراقبون إن الحرب في غزة ليست صور دمار وقتل وعمليات جريئة تنفذها حماس وتصورها بنفسها وتقوم بالمونتاج لتقديمها كصور مبتسرة لواقع ما يجري على الأرض، حيث كان من الضروري أن تتم إفادة الجمهور بوجودها فعلا لنقل صورة كاملة عما يجري في القطاع وعدم الاكتفاء برواية حماس ما جعلها تبدو كما لو أنها المسؤول الأول عن التعبئة والتحشيد الإعلامي للحركة. وطوال أكثر من نصف سنة من المعارك لم تقم الجزيرة بأي تغطية ذات معنى لمواجهات مسلحة بين حماس والإسرائيليين، حيث تكتفي دائما بصورة من بعيد وأصوات إطلاق نار، مع الاستعانة بـ”محللين” تفتقر تحليلاتهم غالبا للواقعية. وأثارت التغطية الإعلامية للقناة استياء الإدارة الأميركية التي لم تتردد منذ الأيام الأولى للحرب في طلب خفض صوتها. جاء ذلك أثناء لقاء جمع بين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في أكتوبر الماضي.
وأكد موقع “أكسيوس” الأميركي حينئذ أن تعليقات بلينكن تشير إلى أن الإدارة الأميركية التي أكدت دعمها للصحافة المستقلة على مستوى العالم تشعر بالقلق من أن تأطير الجزيرة للصراع قد يؤدي إلى تصعيد التوترات في المنطقة. وأوضح الموقع أن بلينكن أخبر زعماء اليهود الأميركيين الاثنين بأنه عندما كان في الدوحة يوم 13 أكتوبر طلب من الحكومة القطرية تغيير موقفها العلني تجاه حماس، حسب ما قاله ثلاثة أشخاص حضروا الاجتماع. ووفقا للحاضرين الثلاثة قال بلينكن إنه طلب التخفيف من حدة خطاب قناة الجزيرة في تغطيتها للحرب على غزة. وذكر مصدر أن بلينكن طلب من القطريين “خفض حجم تغطية الجزيرة لأنها مليئة بالتحريض ضد إسرائيل”. وأضاف “يبدو أن بلينكن كان يتحدث عن شبكة الجزيرة بنسختها العربية وليس الإنجليزية”.
وتعتبر ازدواجية الخطاب من أهم سمات قناة الجزيرة في نسختيها العربية والإنجليزية، وهو ما يظهر من خلال الاختلاف الجوهري بين خطاب القناة باللغة العربية وتوجه القناة باللغة الإنجليزية وما ينشر في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لكل منهما. وفي ألمانيا تصاعدت الدعوات المنادية بضرورة حظر قناة الجزيرة. وكتبت النائبة كاتيا أدلر مطلع ديسمبر الماضي، في مواقع التواصل، “الجزيرة لا تزال متاحة تماماً في ألمانيا، وهي بذلك تنشر الكراهية ضد اليهود وضد الغرب، وهي المصدر الوحيد للمعلومة بالنسبة إلى الكثير من المسلمين والمهاجرين في ألمانيا، يجب أن تمنع تماماً كما تم منع قناة روسيا اليوم”. وكثيرا ما أثارت قناة الجزيرة غضب دول عربية خصوصا بعدما تبنت وجهات نظر الحركات الإسلامية عقب ما يسمى بـ”الربيع العربي”. وانطلقت قناة الجزيرة من العاصمة القطرية الدوحة عام 1996 بمرسوم أصدره أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. ولئن نص المرسوم على أن تكون القناة “مستقلة تماماً عن كل المؤثرات” فقد قدّم أيضاً قرضاً حكومياً بقيمة 150 مليون دولار “لإنشائها وتغطية تكاليف تشغيلها لمدة خمس سنوات”. ورغم أن شبكة الجزيرة الإعلامية هي تكتل إعلامي خاص فقد احتفظت المحطة بتمويل حكومي قطري جزئي، وهو ما يتم الاستشهاد به غالباً في مسائل استقلاليتها التحريرية عن الدوحة.
*******************************
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article