0 :عدد المقالات
 
 

 

الصحافة العربية :

26 - واشنطن بوست: بايدن يحاول دبلوماسيا مع إيران بعد فشل الحل العسكري والاقتصادي لترامب(القدس)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí


قال الكاتب ديفيد إغناطيوس في صحيفة “واشنطن بوست” إن تحرك إدارة جوزيف بايدن باتجاه إيران لن يجلب اختراقا دبلوماسيا ولكن لا مانع من المحاولة. وأشار في زيارة له إلى ولاية خصب في عمان حيث تحدث إلى قائد القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط الجنرال فرانك ماكينزي بعد يومين من إعلان الرئيس بايدن عن استعداده لإحياء الاتفاقية النووية التي وقعها سلفه باراك أوباما مع إيران في 2015 وألغاها دونالد ترامب في 2018. وقال إغناطيوس إن ماكينزي يحدق من الجانب الشمالي لعمان باتجاه مضيق هرمز والأراضي الإيرانية حيث يحضر قواته لحرب شاملة ممكنة. ولكن الفضاء المحيط بخصب مدهش، جبال تغرق في مياه الخليج وكأنها نسخة من المضائق والجزر النرويجية والتي يقول ماكينزي إنها تمتد “مثل العقد” على طول المضيق. وينظر ماكينزي كل يوم لهذا المشهد كساحة قتالية محتملة. ويعلق “من الجيد أن تربط بين التضاريس الحقيقية وما تراه على الخريطة”. ويعلق قائلا إنه من الناحية العسكرية “فأي اتفاق نستطيع الحصول عليه ويحد من انتشار الأسلحة النووية أمر جيد”.
ويشير الكاتب إلى الدور العسكري المتناقض ظاهريا، وكما وصف ماكينزي، فدور الجيش هو التحضير بقوة للحرب “حتى يقوم الدبلوماسيون بعملهم”. ويعتقد الآن بوجود “بعض الفرص الدبلوماسية” و”حصة القيادة المركزية في هذا هو ردع إيران من الشعور بأن هناك عملا عسكريا يمكن أن تأخذه ويحبط تلك الإمكانية”. وكان إعلان بايدن يوم الجمعة أنه مستعد للعودة إلى التفاوض مع إيران ليس اختراقا دبلوماسيا كما يبدو. فالدول الأوروبية تريد من الولايات المتحدة تخفيف بعض العقوبات من أجل منع الإيرانيين من المضي في تهديداتهم بوقف عمليات التفتيش الدولي لمنشآتهم النووية. ورفضت إدارة بايدن ولكنها تبنت الموقف الأوروبي بالعودة للتفاوض، وتظل المقايضة الكبرى تنتظر. ويعلق ماكينزي “لا أعتقد أن الرئيس بايدن مقيد بأي شيء للموافقة على الحديث” و”أعتقد أننا لا نزال ننظر بطريقة عميقة حول الطريقة التي نريد التحرك بها في هذا الموضوع”. ويقول الكاتب إن التحدي الأكبر أمام الولايات المتحدة هو كيفية الحد من المشاريع الصاروخية الباليستية الإيرانية التي تعد خطرا على المنطقة أكثر من برنامجها النووي. ويقول ماكينزي إن إيران طورت برنامج الصواريخ الباليستية خلال السنوات الماضية وإن أسلحتها “مثيرة للقلق نظرا لنموها المتميز”. ويرغب بايدن مثل سلفه بضم برنامج الصواريخ الباليستية في أي محادثات قادمة ولكنه قد يكون طموحا بعيد المدى.
ووافق قائد القيادة المركزية على أهمية تنسيق الجهود الأمريكية مع الحلفاء الأوروبيين والعرب. وقال “هناك حكمة في العمل الجماعي” و”نحن أقوى وأحسن مع شركائنا وحلفائنا”. وهذا نهج أحسن من نهج ترامب الذي قام على السير في طريق بمفرده وفرض “أقصى العقوبات” على إيران. وأظهر النظام الإيراني مقاومة مدهشة لحرب ترامب الاقتصادية وجهود السلام التي تبناها أوباما. وبعد جيل على الثورة تبدو إيران ضعيفة اقتصاديا وجاهزة للتغيير. إلا أن الرئيس المقبل لها والذي سينتخب في حزيران/يونيو سيكون أكثر تشددا من الرئيس الحالي حسن روحاني. ولم تنتج استراتيجية ترامب الداعية للثورة الشعبية وتغيير النظام شيئا. وفي الوقت الذي فشلت فيه تهديدات ترامب العسكرية والاقتصادية فإن بايدن يحاول فحص إيران دبلوماسيا. وكانت أول الخطوات على هذا النهج إعلان بايدن عن نيته لوقف الحرب في اليمن. وسيصل مبعوثه الخاص تيموتي ليندركينغ إلى المنطقة في محاولة لتشجيع حركة الحوثيين الموافقة على وقف إطلاق النار مقابل تنازلات مهمة من السعودية. وربما لعبت عمان التي تقيم علاقات قوية مع الأمريكيين ومع الحوثيين دور الوسيط. وقال ماكينزي “أعتقد أن السعودية تبحث عن حل سياسي للنزاع في اليمن وأعتقد أنهم مستعدون للتفاوض بحسن نية من أجل تحقيق هذا”. ولكنه حذر قائلا إن “إيران ليست مهتمة بوقف الحرب” وإن على الحوثيين التحرك لوحدهم و”الاعتراف بالمنافع طويلة الأمد التي تأتي مع التسوية”.
وستستمر المواجهات مع الجماعات الوكيلة لإيران في وقت تتحرك فيه الولايات المتحدة للتفاوض مع طهران. ويقول ماكينزي إن الولايات المتحدة حققت ما أطلق عليه “الردع التنافسي”. وأضاف “هناك أماكن سنرى فيها تحركات ضد قواتنا” مثل العراق الذي تعرضت فيه عمليات القوات الأمريكية لهجمات الأسبوع الماضي. والسؤال هو أن الولايات المتحدة وإيران اللتين حاولتا احتواء النزاع بينهما خلال السنوات الماضية، ورغم استمرار إطلاق الصواريخ التي زادت من المأزق، فهل سيكون حظ الدبلوماسية بينهما أفضل من المواجهة؟ ولا أحد سيخسر لو تمت المحاولة.
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article