0 :عدد المقالات
 
 

 

الصحافة العربية :

25 - اتفاقيات أبراهام تفشل في مونديال قطر (القدس)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí

يتضح أن الهجوم الإسرائيلي الكبير على مونديال كرة القدم المقام لأول مرة في دولة عربية وهي قطر، مرده الرفض الرسمي والشعبي لأي عملية تطبيع أو اختراق إسرائيلي، وهو أمر دفع بالفلسطينيين للإشادة بالتنظيم، والتعبير عن تمنياتهم باستمرار النجاحات القطرية التي أبهرت العالم من حيث التنظيم، يعدّ الأفضل على مدار تاريخ البطولات السابقة. وفي الوقت الذي تواصل فيه وسائل الإعلام الإسرائيلية التهجم على مونديال قطر، استمرت عملية الإشادة الفلسطينية بهذا الحدث العالمي، وقد ظهر مدى الغيظ الإسرائيلي، من خلال الفعاليات التي بدأت في قطر قبل انطلاق المونديال بأيام، ومع بدء المباريات، وما صاحبها من حملات إعلامية كبيرة مناصرة للقضية الفلسطينية.
رفض التطبيع الإعلامي: ففي قطر باتت مشاهدة أعلام فلسطين في الشوارع، وفي مدرجات المشجعين، وعلى شرفات منازل القطريين أمراً عادياً، كما تزين الكثير من الفلسطينيين المقيمين في قطر بالكوفية، في وقت اتسعت فيه هذه الحملة الداعية لرفع العلم الفلسطيني، لتشمل العديد من المشجعين العرب والقطريين، وقد تصاحب ذلك كله مع تنظيم الفلسطينيين هناك حلقات دبكة شعبية رددوا فيها أغاني وطنية في الشوارع القطرية الرئيسة التي يقصدها المشجعين، الذين وصلوا من كل أرجاء العالم، ضمن المحاولات الرامية للتعريف بالقضية الفلسطينية، وتعرية الاحتلال، كما هتف المشجعون باسم فلسطين داخل الملاعب وخارجها. في المقابل لم يجد الإسرائيليون، الذين يحضرون مباريات المونديال أي سبيل لهم، للقيام بعمليات تطبيع في هذا البلد العربي، وأظهرت لقطات مصورة بثت على وسائل إعلام إسرائيلية، مدى تجاهل ونبذ المشجعين العرب للمراسلين الإسرائيليين ورفضهم إجراء المقابلات. وظهر ذلك جلياً، خلال محاولة أحد الصحفيين الإسرائيليين إجراء مقابلة مع المشجعين العرب، وقد حاول استمالتهم والتوسل إليهم للحديث إليه أمام الكاميرات، وخلال الواقعة قال شاب يلف جسده بعلم فلسطين: “ما في إسرائيل، هناك فلسطين فقط”، ليرد الصحفي الإسرائيلي: “إسرائيل أمر واقع”.
وفي واقعة مماثلة، سأل مراسل إسرائيلي يعمل في “القناة 12” بلغة أجنبية شباناً عن جنسيتهم، وهو يتواجدون قرب أحد ملاعب كرة القدم، فأجاب أحدهم بأنه لبناني، ووقتها فاجأهم المراسل بأنه اسرائيلي، ليبتعد فورا عنه الشبان، ويرددون كلمة فلسطين، بهدف إغاظة ذلك الصحفي الإسرائيلي، والذي بدا أنه كان يخطط وبصورة غير مهنية لاستغلال وسيلة الإعلام للتطبيع. وخلال بث فريق “القناة 13” العبرية افتتاح كأس العالم، تجمع حولهم العديد من المشجعين المؤيدين للشعب الفلسطيني، ولوحوا بالأعلام الفلسطينية، ورددوا هتافات ضد إسرائيل. كما رفض الكثير من المشجعين الحديث مع الصحفيين الإسرائيليين الذين قدموا لتغطية المونديال، بعد أن عرفوا على أنفسهم بأنهم إسرائيليون، وأن المقابلة ستبث على قنوات عبرية. وقد أغاطت هذه الواقعة وغيرها إسرائيل، كونها أظهرت حجم الدعم والتأييد والتضامن مع القضية الفلسطينية خلال كأس العالم، وهو الحدث الذي يشاهده غالبية سكان الكرة الأرضية. وأقيم العديد من الفعاليات نصرة للشعب الفلسطيني ورفعت الأعلام الفلسطينية، في حين لم يذكر أحد اسم إسرائيل، بينما هتفت الجماهير باسم فلسطين داخل الملاعب وخارجها.
ومع بداية المونديال، أطلقت فرق تطوعية كويتية فعالية “شجع وادعم فلسطين” من خلال تأسيس “رابطة مشجعي فلسطين في الكويت”. ويؤكد القائمون على الفعالية أن هدفها إيصال الرسالة الحضارية في تشجيع المنتخبات العربية، وفي نفس الوقت إبراز ودعم قضية الأمة فلسطين، ودعت الحملة المشجعين في الكويت إلى حمل علم فلسطين والكوفية الفلسطينية خلال مشاهدة مباريات كأس العالم. وقد أشارت إلى ذلك علانية قناة “” i24news الإسرائيلية، التي قالت إن الإعلام الإسرائيلي يواجه غضباً عربياً لفكرة مشاركة الإسرائيليين في مونديال قطر، وصلت حد التصادم، لافتة إلى فكرة التعامل مع وسائل إعلام إسرائيلية خلال تغطية الأخيرة للمونديال. وذكرت أن تجمعات الجماهير العربية لا تخلو من الأعلام الفلسطينية التي يرفعها المشجعون تضامنا مع القضية الفلسطينية، لافتة إلى أن الجماهير التونسية رفعت شعار “لا للتطبيع مع إسرائيل”.
إسرائيلي يروي تجربته: ونقلت عن مراسلها في المونديال قوله: “اليوم، وخلال تواجدي في سوق واقف، حيث تجتمع الجماهير العربية، تحدثت مع بعض المشجعين في المقاهي الذين أشاروا إلى أن القضية الفلسطينية في سلّم أولويات الشعوب لا الحكومات”. وقال: “مجموعة من الشباب التونسيين، أحدهم يسكن في كندا، وآخر يعمل في فرنسا، أكدوا أن تونس ترفض التطبيع مع إسرائيل، وأن القيادة التونسية تعي رفض الشارع للتطبيع مع إسرائيل، رغم الإغراءات الاقتصادية التي تسعى دول إلى تقديمها إلى جانب صندوق النقد الدولي مقابل فتح علاقات مع إسرائيل”. ويقول المراسل إنه رغم مرور عامين على “اتفاقيات أبراهام”، ورغم تطبيع دول عربية علاقتها مع إسرائيل، يكشف الاحتكاك مع الشعوب تحديداً العربية في شمال أفريقيا رفضها لفكرة العلاقات مع إسرائيل، رغم أنه كان يبدو قبل عامين أن إسرائيل بدأت تخترق العالم العربي وتطبع علاقتها دون أي رفض.
ويؤكد أن الأمر لا يقتصر على ذلك فحسب، لافتا إلى أن الفلسطينيين المقيمين في قطر يحظون بمكانة تحترمها الدولة التي تلعب دوراً هاماً بالنسبة للفلسطينيين، ويضيف: “قطر ترفض التطبيع مع إسرائيل على غرار الإمارات والبحرين”. ومن المحتمل أن تكون لقاءات هذا الصحفي الإسرائيلي تمت دون علم المشجعين عن ماهية القناة التي يعمل بها، خاصة أنها تبث باللغة العربية. وعلى الصعيد الرسمي، ورغم السماح بحضور مشجعين إسرائيل للمباريات، لعالمية الحدث، وتتحكم فيه “الفيفا”، إلا أن قطر فرضت شروطا كثيرة على هؤلاء المشجعين. وكشفت تقارير عبرية جديدة، أن قطر لن تسمح ببيع “طعام الكوشر” المطبوخ لليهود الذين يصلون إليها لحضور مباريات كأس العالم، بالإضافة إلى ذلك، لن تسمح للصلاة اليهودية “الطقوس التلمودية” في الدوحة خلال الألعاب. ووفق ما نشر إسرائيليا، فإن قطر بررت ذلك بأنها غير قادرة على تأمين هذا النوع من النشاط، وبالتالي تم حظره بالكامل.
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article