0 :عدد المقالات
 
 

 

الصحافة العربية :

44 - لقاء أردوغان والأسد مسألة وقت(راي اليوم)ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí

- (لا خيار لأنقرة سوى البحث عن صيغة للتعايش مع دمشق - عودة العلاقة مع الأسد تخفف الضغوط عن أردوغان):
أنقرة- كرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أكثر من مناسبة رغبته في لقاء الرئيس السوري بشار الأسد، ما يجعل من عقد هذا اللقاء مسألة وقت، خاصة أن لا خيار أمام الرئيس التركي سوى التعايش مع النظام السوري من أجل إيجاد حل للاستهداف الذي يطال تركيا من مناطق سيطرة الأكراد السوريين. ورغم استمرار التهديد بالاجتياح البري لمناطق سيطرة الأكراد لم تُقْدم تركيا على تنفيذ ذلك إذ كانت أنقرة تتراجع كلّما توعّدت وهدّدت، ليس فقط بسبب ضغوط الأميركيين والروس، وإنما أيضا خوفا من السقوط في مستنقع جديد بشمال سوريا بعد المستنقع الكردي شمال العراق الذي فشلت تركيا في الخروج منه بالرغم من الحرب المفتوحة منذ سنوات ضد حزب العمال الكردستاني.
ويقول مراقبون إن أردوغان صار واثقا من أن الأسد هو من كان يحول دون شن هجمات كردية على تركيا من حدود سوريا، وأن بلاده قد خسرت الكثير جراء الحرب التي استهدفت النظام السوري وأفقدته السيطرة على حدوده الشمالية سواء التي تسيطر عليها تركيا أو التي يسيطر عليها الأكراد مدعومين من واشنطن. وقال الرئيس التركي الأربعاء إن عقد لقاء مع نظيره السوري بشار الأسد أمر ممكن. وردا على سؤال من أحد المراسلين في البرلمان عما إذا كان بإمكانه مقابلة الرئيس السوري قال أردوغان “هذا ممكن. لا مجال للنقمة في السياسة. في النهاية يتم اتخاذ الخطوات في ظل أفضل الظروف”. ويمكن أن تكون عودة العلاقة مع الأسد هي الحل الذي يخفف الضغوط عن أردوغان أشهرا قليلة قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في يونيو من العام القادم. وبدل أن تستنفر تركيا كل جهودها على الحدود بينها وبين سوريا سيكون الأسد هو الطرف القادر على لجم الأكراد، خاصة أن لديه خبرات كبيرة سياسيا وأمنيا في إدارة العلاقة معهم. كما صار الأكراد يطالبون بتدخل النظام لحماية وحدة الأراضي السورية، وهو ما سيسهّل على الأسد مهمته إذا انسحب أردوغان من الحدود وترك له مهمة إيجاد الحل المناسب.
ووجد الرئيس التركي أن خيار الاجتياح البري لتحييد الأكراد غير مقبول من عدة أطراف، وأساسا من روسيا والولايات المتحدة، وكلتاهما تطالب أردوغان بالتوقف عن استهداف الإقليم الكردي وتحذر من خطورة الاجتياح البري. ونشطت روسيا في مرات سابقة للتقريب بين أردوغان والأسد، وظلت ترفع فيتوّات في وجه الرئيس التركي عنوانها وحدة الأراضي السورية، أي أنها تعارض فكرة المنطقة الآمنة التي يريد أن يفرضها بقوة السلاح. ومن هذا المنطلق ستشجعه على الانفتاح على الأسد واتخاذ خطوات عملية بدل الاكتفاء بترديد الشعارات. ولن تعترض الولايات المتحدة على عودة قوات النظام السوري إلى بعض مناطق شمال سوريا طالما يضمن ذلك منع الأتراك من الفتك بالأكراد ويحول دون استغلال داعش تردّي الوضع لصالحه.
ويتخوّف أكراد سوريا من هجوم بري قد تشنّه تركيا ضدّهم وتتغاضى عنه دمشق التي تعيش وضعا صعبا، خاصة بعد انشغال روسيا بحرب أوكرانيا وسحب جزء من قواتها وعتادها. ويقول الباحث في مركز سنتشري أنترناشونال آرون لوند إن مصالح أردوغان والأسد “تتقاطع”، مضيفا أن “أي مصالحة جدية بين أنقرة ودمشق سيكون لها وقع كارثي على قوات سوريا الديمقراطية، وستتيح للأسد وأردوغان التحرّك بشكل منسّق لحل مشاكلهما الكردية”. وإن حصلت المصالحة -“وهي ستحصل عاجلاً أم آجلاً”، وفق لوند- سيبقى لدى الطرفين “الكثير من الخلافات” لحلّها، بما يتجاوز خصومتهما مع قوات سوريا الديمقراطية. ومن شأن أي اتفاق أن يعود بالفائدة على الطرفين وفق لوند، إذ يمكن أن “يساعدا بعضهما البعض على قتل أو إسكات خصوم يتواجدون على أراضي الطرف الآخر، أو ترتيب عمليات تسليم متبادلة”. كذلك، تجمعهما “قضايا مشتركة أو متشابكة كالمياه ومراقبة الحدود وحقوق العبور والتجارة”.
ورجح الكاتب التركي المقرّب من أنقرة عبدالقادر سلفي في مقال نشره الأربعاء في صحيفة “حريات” أن يحصل اللقاء بين الأسد وأردوغان قبل الانتخابات التركية في يونيو، وقد يستضيف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا اللقاء. وتلعب روسيا، وفق محللين، دورا أساسيّا في تحقيق تقارب بين حليفيها اللذين يجمعهما “خصم” مشترك يتمثل في المقاتلين الأكراد الذين يتلقون دعما من واشنطن. ولم يصدر أي تعليق رسمي من دمشق، إلا على لسان نائب وزير الخارجية أيمن سوسان الأربعاء على هامش مشاركته في محادثات أستانة برعاية تركية – روسية – إيرانية. وقد اعتبر أن “ذرائع الاحتلال التركي لتبرير سياساته في سوريا لم تعد تخدع أحدا، وأمن الحدود مسؤولية مشتركة”. ويلوم الأكرادُ دمشقَ على عدم اتخاذها موقفا حازما تجاه القصف التركي. وقال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي الثلاثاء “حتى الآن موقف حكومة دمشق من الهجمات كان أضعف من المرات السابقة، وهذا يعني أنه قد يكون هناك تأثير للعلاقات (مع تركيا) عليها”، مضيفا “بحسب معلوماتنا، ثمّة تواصل بين الطرفين”. وتسعى تركيا، وفق عبدي، إلى السيطرة على كامل الشريط الحدودي لاستخدامه لاحقا “ورقةً للحفاظ على نفوذها في سوريا”.
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article