0 :عدد المقالات
 
 

 

القضايا المحلية :

4 - البيـــــــــــــــــانÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí

- الإخوان باعوا غزة/محمد يوسف:
- احتلت إسرائيل النقطة الأخيرة من غزة، وهي معبر رفح، المنفذ الوحيد الذي يصل غزة بالعالم، وشريان الحياة الذي تدخل منه المساعدات الإنسانية، ولم تعد غزة تملك حريتها، أو شيئاً من حريتها التي سلبت منها قطعة تلو قطعة! هذا ما أرادته حركة حماس عندما فعلت ما فعلته في السابع من أكتوبر، بعد أن حرضتها أطراف خارجية جبانة، رفعت يدها وقت الشدة متخلية عن أوهام «محور المقاومة» و«وحدة الجبهات»، مكتفية بصواريخ ومسيرات تطلق ولا تصيب شيئاً، وبعد أن هرب من كانوا يمشون في شوارع غزة رافعين علامات النصر، واختفوا في ليلة ظلماء مثل الجرذان، وتأكد لنا بعد كل ما شهدناه حتى الأمس أن الهجوم على غلاف غزة لم يكن تقصيراً من نتانياهو وأجهزته الأمنية، بل خطة مدروسة، ورتبت «سيناريوهاتها» بعناية! من يظن أن الهدنة المنشودة ستكون نهاية للمأساة فهو مخطئ، فالقادم سيكون أسوأ من الذي مضى، فقد سلمت غزة بأهلها للمتطرفين الباحثين عن التوسع حتى تحقيق الحلم المرسوم في الخرائط خلف مكتب نتانياهو، باعها الإخوان، باعوا غزة التي قال أحد رموز حماس ذات يوم «إن فلسطين وليست غزة فقط لا تهمهم، فهي نقطة على الكرة الأرضية لا تكاد ترى»، وقد نفذ كلام «محمود الزهار»، ذلك الذي لم يره أحد منذ 7 أكتوبر، ولم نسمع له تصريحاً، وغيره من «أعضاء المحفل»، كلهم ذهبوا إلى «أماكن آمنة»، رتبت لهم، هم وحقائب الدولارات! غزة لن تعود كما كانت، مخططات المستوطنات جاهزة، ومناطق المخيمات محددة، وسيتكرر فصل التفتيت لما تبقى من فلسطين، تماماً كما حدث في الضفة الغربية التي يعيش فيها قرابة نصف مليون إسرائيلي اليوم تحت نظر السلطة، ومثلهم سيكونون في غزة، وهذا ما أعلنته منظمات المستوطنين فور بدء الاجتياح الإسرائيلي للقطاع، وكرره بن غفير عدة مرات، وها هم ينفذون آخر مراحل الإعداد للتنفيذ برفع العلم الإسرائيلي على معبر رفح المواجه لمصر. المغامرة المدروسة التي تحدث عنها خالد مشعل تحولت إلى «خطة مدروسة» أبطالها الإخوان الذين اعتادوا على الخيانة وبيع الأوطان.
**********************

- أثر الدين والسياسة على الحروب/عماد الدين أديب:
- أعجبتني عبارة حكيمة لسمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير خارجية دولة الإمارات قالها في أحد اللقاءات: «كما تعلمنا من التاريخ فإنه في أغلب الأحيان يكون رجال الدين ورجال السياسة هم من يتحملون مسؤولية بدء الحروب، لذلك إذا أردنا تحقيق السلام فإنه يتعين على رجال الدين ورجال السياسة أن يتحملوا مسؤوليتهم تجاه ذلك». والذي يعرف سمو الشيخ عبدالله بن زايد يعرف أن الرجل له شغف سياسي عميق، شغوف بفهم التاريخ واستخلاص الدروس والعبر منه ومحاولة الاستفادة العلمية والعملية منه، فالتاريخ لم يخترع كعلم من أجل نشره في كتب ومجلدات أو تعليمه في المدارس والجامعات، ولكن من أجل الاستفادة العميقة من دروسه والاستعانة بأسباب نشوء وارتقاء وتطور الأمم وتجنب الأخطاء والخطايا التي تؤدي إلى سقوط وانهيار الحضارات. من هنا، فإن تأمّل أسباب نشوء حضارات فارس والرومان والعثمانيين والفرنسيين والبريطانيين ثم فهم أسباب أفول شمسها وتحللها وسقوطها، هو أمر حيوي وجوهري في فهم هذا التاريخ. ولعل نشوء وصعود الحضارة العربية الإسلامية في بلاد الأندلس ومعرفة أسباب التقدم المعرفي والعلمي والفني لسنوات طوال حتى سادت ثلثي العالم ثم بدأت تعيش منحنى التدهور التدريجي حتى فقدت عوامل نهوضها، ونجح الغرب الأوروبي المسيحي في إنهاء مجدها العظيم. وما نعيشه هذه الأيام هو بلغة السينما الحديثة هو «فلاش باك» أي استعادة للتاريخ القديم، ولكن بأسماء وقواعد وأساليب عصرية. مثلاً: بايدن هو قيصر روما، وبلاده هي الحضارة الرومانية التي تعيش مقدمات الانهيار! مثلاً «بوتين» هو طبعة متقدمة ذكية من جوزيف ستالين ولكن بعكاز حريري أنيق! مثلاً: والصين كانت وما زالت تمثل حضارة قديمة متجددة تبني سوراً حولها ليس من الحجارة، ولكن من طريق الحرير وأكبر حجماً من المنتجات الصناعية. ولكن في هذه الحالات التاريخية سوف نعود إلى نظرة سمو الشيخ عبدالله العميقة في توعية رجال الدين ورجال السياسة إما في النهضة والتقدم والسلام أو في الخراب والتخلف والحروب. من هنا تأتي أهمية إصلاح الثقافة السياسية والفهم العصري لماهية السياسة والمسؤولية القانونية والأخلاقية للمسؤول السياسي. وأيضاً تأتي أهمية إصلاح الخطاب الديني والفهم العلمي المعتدل المتسامح لفقه الأولويات في عالم شديد التسارع وشديد التعقيد. كان العلامة ابن خلدون دائماً يقول «إن الفهم المغلوط للسياسة يجعل من السياسي مستبداً، والفهم المملوء بالغلو لرجل الدين يجعله إلى محرض على التكفير، وكلاهما يصنعان الدمار ويهددان العمران». ومن أهم نماذج الوسطية والاعتدال والإيمان الخير المعطاء هي تجربة حياة وحكم المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤسس نهضة ومبادئ الطريق لدولة الإمارات العربية، وهي مدرسة حياة عظيمة نهل وشرب منها أبناء هذا الرجل العظيم. كان ونستون تشرشل يقول: «احذروا أن يشعلها رجل دين حتى ينفذها رجل سياسة». إنها الحرب!
**********************

- خطورة أدوات القوة الناعمة/عائشة سلطان:
- تتعامل الدول المتحضرة مع التعليم بأهمية بالغة وهذا أمر طبيعي لما يشكله التعليم من مركزية قصوى في صناعة حاضر ومستقبل أي مجتمع بالنظر لنوعية الأجيال التي تسهم مناهج التعليم في تكوين أفكارها وقناعاتها وشخصياتها، والنتيجة هي أن الجهة التي يوكل لها أمر وضع المناهج واختيار المعلمين ورسم استراتيجيات البرامج التعليمية التي يخضع لها الطلاب طوال 12 عاماً، هي الجهة الأكثر أهمية في كل المكون الضخم الذي تتكون منه مؤسسة التعليم في أي مجتمع، ما يجعل الدول تعامل التعليم باعتباره أمناً قومياً. من هنا تكمن الضرورة في خطورة الذين يتولون وضع برامج وسياسات وتوجهات الثقافة، إنهم يمسكون في الحقيقة بمقاليد واحدة من أهم مجالات القوة والتأثير في المجتمع، ويتحكمون في صناعة الإطار العام لصورة الدولة وتأثيرها ومكانتها روحياً ومعنوياً، من خلال ما تجسده وتقدمه برامجهم، التي يخططونها من أفكار وأخلاق ومبادئ، وثقافة وأدب وفنون وتاريخ وتوجهات و... هذه التركيبة المهمة إذا ما قدمت بالطريقة المثلى ستؤدي بالآخرين إلى احترام ثقافتك وأسلوب حياتك، والإعجاب بتجربتك والإقبال على أدبك وفنونك وجميع صناعاتك الثقافية. من هنا يلزم التدقيق الصارم في الشخصيات التي يوكل لها تولي هذه المهمة، وقد سبق وتحدثت عن ضرورة أن يوكل الأمر لأبناء الإمارات تحديداً، لأن أهل مكة أدرى بشعابها، ولا بأس من الاستعانة ببعض أهل الخبرة بلا شك، لكن وضع السياسات والبرامج والرؤى والخطط لا يجوز أن تكون إلا بين أيد إماراتية، وهذا لا يضير أحداً، لأن هذا هو السائد في كل المجتمعات.
**********************

- دبي وفلسفة تحويل التحديات إلى فرص/د. أمل عبدالله الهدابي:
- من عادة الإمارات وقيادتها الرشيدة أن تحول التحدي إلى فرص، مهما كانت خطورة هذا التحدي أو صعوبته. هذا ما حدث بالفعل أخيراً بعد الحالة الجوية التي شهدتها الدولة، والتي تركت بعض التأثيرات البسيطة على رحلات الطيران في أهم مطار يربط العالم في الوقت الراهن وهو مطار دبي. وقبل أن يحتفل بعض المتربصين الذين ينتظرون أي هفوة للإضرار بصورة الدولة والتقليل من حجم إنجازاتها التي تغطي عين الشمس، وترديد شائعات تضرر حركة السفر والسياحة نتيجة أمطار الخير، فاجأ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، العالم باعتماد تصاميم مبنى المسافرين الجديد في مطار آل مكتوم الدولي، والذي سيكون الأكبر في العالم بكلفة 128 مليار درهم وبطاقة استيعابية نهائية تصل إلى 260 مليون مسافر.
**********************

- ماذا عن «اليوم التالي»؟/أمينة خيري:
- ماذا لو لم يكن هناك «اليوم التالي» لحرب القطاع؟ ماذا لو أضحى الوضع في غزة، ومن ثم في باقي الأراضي الفلسطينية على ما هو عليه حالياً، حرب بعض الوقت، مفاوضات أحياناً، قلق وترقب وتوقع لسيناريوهات «اليوم التالي» طيلة الوقت؟ ماذا لو بقي الحال في بؤرة الصراع في منطقتنا كما هو بلا رؤية حقيقية أو أمل منطقي في «اليوم التالي»؟ يطرح السؤال المزمن نفسه: ماذا بعد؟ البعض يلوم على «حماس» قرارها القيام بعملية السابع من أكتوبر دون تصور أو تخطيط أو حساب لما سيجري في «اليوم التالي». والبعض يلوم على إسرائيل تهورها وانخراطها في حرب مفتوحة في القطاع رغم غياب استراتيجية واضحة لكيفية تعاملها مع سكان غزة حال انتصارها. نحن أمام طرف أنجز عملية مفاجئة مدوية، لكن دون رؤية واضحة لما يمكن أن يحدث في «اليوم التالي»، وطرف آخر جاء رد فعله هادراً غاشماً دون رؤية واضحة لسيناريو التخارج. اليوم يبدو الحديث عن «إعادة إعمار غزة» أقرب ما يكون إلى تجهيز غزة للجولة التالية من الحرب والدمار. المسألة باتت نمطاً متكرراً. لذلك نطرح السؤال: ماذا لو لم يكن هناك «اليوم التالي» من الأصل؟
*************************
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article