118 :عدد المقالاتالاربعاء27.1.2021
 
 

 

القضايا المحلية :

10 - البيـــــــــــــــانÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí

- رؤية شفافة للتحولات العالمية/منى بوسمرة: - التحولات الكبيرة التي يشهدها العالم اليوم، تفرض على الجميع، دولاً وحكومات ومجتمعات، رؤى وأدواراً مختلفة، في مقاربتها للمستقبل، وتعاملها مع تحدياته، وبرغم ما أحدثته جائحة «كورونا» من توجهات لدى دول عديدة نحو الاهتمام والانشغال بالشأن الداخلي، إلا أن الحكمة تتطلب عكس ذلك تماماً، فلن يستطيع أحد العبور الآمن إلى المستقبل دون توحد عالمي قوي. ما أدركته الإمارات وقيادتها مبكراً، كان دافعاً وراء دعواتها الدولية المستمرة للتكاتف، وهو ما أكده محمد بن راشد منذ بداية الجائحة، وجدد التأكيد عليه أثناء مشاركته في قمة العشرين في السعودية، بتشديد سموه على أن «الحكمة تقول إن مصلحتنا جميعاً في التعاون.. وإن قوّتنا في التكاتف.. وإن مصيرنا جميعاً واحد». هذه السياسات والدعوات تثابر الإمارات على ترسيخها بخطوات عملية، وجاءت أمس بصورة لافتة، من خلال مشاركتها الرفيعة بعدد من الوزراء، في أجندة المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس» 2021، وتأكيدها أن حكومة الإمارات بقيادة محمد بن راشد، تركز على ترسيخ الشراكات العالمية ودعم الجهود الدولية لإيجاد حلول مبتكرة لمختلف التحديات التي تواجه مسيرة التنمية العالمية الشاملة، إضافة إلى ما تخدمه باستمرار من خلال شراكتها الفاعلة مع منتدى «دافوس»، للارتقاء بأدوار حكومات العالم وتوجهاتها المستقبلية. في طرحها الشفاف، أمام قيادات حكومية من 70 دولة، شاركوا في فعاليات الأجندة، تحدث الإمارات فارقاً مؤثراً في الرؤى والأفكار والحلول، خصوصاً في دعوتها إلى ضرورة التعايش والتعامل الواعي مع بقاء فيروس «كورونا» معنا لعدة سنوات، بعد أن ظهر جلياً أن بوادر مرحلة ما بعد الجائحة لن تلوح في الأفق في وقت قريب، نتيجة الأمواج المتتالية التي تضرب العالم، وتسارع انتشار الفيروس، وهو تحدّ كبير يفرض حلولاً وفكراً مختلفاً، واستعداداً للتحولات القادمة على جميع المستويات الصحية والاقتصادية والاجتماعية. البوصلة الصائبة التي قادت الإمارات في تعاملها مع الجائحة وتبعاتها منذ البداية، حققت سبقاً مشهوداً، في جميع هذه المستويات، نتيجة جاهزيتها المسبقة، واستثمارها المبكر في بنيتها التحتية القوية، إضافة إلى حكومتها المرنة والرشيقة، فجاءت نجاحاتها مبشرة، سواء في ضمان استمرارية الأعمال، وتحقيق التعافي الاقتصادي السريع، وتبني التكنولوجيا والحلول الرقمية في مختلف القطاعات، والشراكة القوية التي رسختها بين القطاعين الحكومي والخاص، كما كفلت السلامة في الصحة والعيش لجميع الفئات المجتمعية دون استثناء. ما تطمح إليه الإمارات، من خلال نقل نموذجها الناجح، هو رؤية عالمية موحدة تتشارك الحلول تجاه توجهات المستقبل، للتأثير الدولي المتبادل، على الاقتصاد والتنمية والنمو عالمياً، وفاعلية العمل الجماعي في إيجاد الحلول والتغلب على التحديات، وخصوصاً الصحية والإنسانية التي تواجهها معظم المجتمعات في الوقت الراهن.
****************************

- ظرف استثنائي/محمد يوسف: - ما دام هذا الفيروس موجوداً بين البشر، ويتحرك بحرية، ستكون الإجراءات موجودة وقابلة للزيادة والنقصان بناءً على الإحصاءات والمعطيات اليومية، وهذه مهام الجهات المنوط بها مراقبة الوضع العام ومتابعة المستجدات وتقييم التطورات. هذه حرب عالمية ثالثة، أرقام ضحاياها بدأت تفوق أرقام الحربين الأولى والثانية، هكذا قال مسؤول أمريكي عن الوفيات في بلاده، وهي حرب لا يستهان بها رغم أنها خالية من كل أنواع الأسلحة، فالمعتدى عليه ما زال يفتقد السلاح الذي يواجه به العدوان الغاشم من «كوفيد 19»، واللقاحات ما زالت في طور التجربة، وما زال العلماء والأطباء يدلون بتصريحات متضاربة، بعضها يعتمد على نتائج علمية، وبعضها دعاية تسويقية لأنواع معينة من اللقاحات، وحتى تظهر نتائج تلقي اللقاحات بجرعتيها، سيبقى الناس في كل مكان بحالة قلق وحذر وخوف، وقد اقتربنا من بلوغ تلك المرحلة في دولة الإمارات، فقط أمامنا بضعة أشهر وننهي التطعيم الوطني وفترة تكون المضادات، وغيرنا يسير في نفس الاتجاه، بينما لا يزال عدد كبير من دول العالم لم يقرر أي اللقاحات أكثر نجاعة، وفي الكمية التي يحتاجها، ومجموعة رابعة من الدول حصلت على اللقاحات وما زالت تفكر في أي الفئات يجب أن تكون لها الأولوية في الحصول عليها، والفيروس يفتك بمجتمعاتهم. بريطانيا منحت الإدارات المحلية في مقاطعاتها حق التصرف في فرض قيود وإجراءات جديدة، كل منطقة تقيم أوضاعها وتتخذ القرارات التي تناسبها، والولايات المتحدة أصدرت قائمة طويلة بالدول التي يمنع دخول القادمين منها، ومن بعدهما إسرائيل التي كان رئيس وزرائها يتفاخر قبل أسبوعين بأنه تعاقد على لقاحات تغطي احتياجات بلاده، وأنه سيعطي اللقاح لحوالي 150 ألف شخص يومياً، ولن يحتاج لأكثر من شهرين حتى يحصّن كل المجتمع، وقبل أن «يبرد» كلامه اضطر نتانياهو إلى إعادة إغلاق الأجواء لمواجهة الموجة الجديدة من انتشار الوباء. لكل ظرف إجراء، ولكل إجراء سبب، ولأن الظرف استثنائي عايشت البشرية القرارات الاستثنائية وستعايشها حتى تنتصر على «كورونا» بإذن الله.
****************************

- البقاء.. موهبة الإنسان الكبرى/عائشة سلطان: - إن مرور البشرية أسفل بوابة العدم الذي يهددنا به «كورونا» ستكون حتمية تاريخية وإنسانية، فقد عبر الإنسان تحت بوابات أشد خطورة وسار على جسور معلقة بين حافتي نهايات وتعلق بحبال مشدودة بين مخاطر لا نجاة منها، لكنه وصل وابتسم ومضى مستمراً في طريق أبدي كتب بهذه الحتمية التراجيدية التي جعلت لوجودنا معنى أعمق وأشد مفارقة مما يمكن تصوره أو احتماله.
****************************
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article